273
مكاتيب الأئمة ج5

180

كتابه عليه السلام إلى رجلٍ

۰.جعفر بن أحمد عن يونس بن عبدالرّحمن ، عن الحسين بن عمر۱، قال : قلت له : إنّ أبي أخبرني أنّه دخل على أبيك فقال له : إنّي أحتجّ عليك عند الجبّار ، أمرتني بترك عبد اللّه ، وأنّك قلت :أنا إمام .
فقال : نَعَم فَما كانَ مِن إثمٍ فَفي عُنُقي .
فقال : وإنّي أحتجّ عليك بمثل حجّة أبي على أبيك ، فإنّك أخبرتني بأنّ أباك قد مضى وأنّك صاحب هذا الأمر من بعده ؟
فقال : نَعَم .
فقلت له : إنّي لم أخرج من مكّة حتّى كاد يتبيّن لي الأمر ، وذلك أَنَّ فلانا أقرأني كتابك يذكر : أَنَّ تَركَة صاحِبِنا عِندَكَ .
فقال : صَدَقتُ وَصَدَقَ ، أَما وَاللّهِ مَا فَعَلتُ ذلِكَ حَتَّى لَم أَجِدُ بَدَّا ، وَلَقَد قُلتُهُ عَلى مِثلِ جَدعِ أَنفي ، وَلكِنِّي خِفتُ الضَّلالَ وَالفُرقَةَ . ۲

1.الحسين بن عمر ، وهو الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرّضا عليه السلام ، وهو ثقة ، وثّقه الشيخ وغيره ، لم يكن يعتريه الوقف ولا فيه غميزة أصلاً .

2.رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۲۵ الرقم ۸۰۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۸ ص ۲۶۲ ح ۱۶ .


مكاتيب الأئمة ج5
272

ظُهورِكُم ، فَلا أَتَّبِعُ أَهواءَكُم ، قَد ضَلَلتُ إِذا وَ ما أَنا مِنَ المُهتَدينَ ، وَ ما كانَ بَدُّ مِن أَن تَكونوا كَما كانَ مِن قَبلِكُم ، قَد أُخبِرتُم أَنَّها السُّنَنُ وَ الأَمثالُ ، القُذَّةُ بِالقُذَّةِ ، وَ ما كانَ يَكونُ ما طَلَبتُم مِنَ الكَفِّ أَوَّلاً وَ مِنَ الجَوابِ آخِرا ، شَفاءٌ لِصُدورِكُم وَ لا ذِهابَ شَكِّكُم ، وَ ما كانَ مِن أَن يَكونَ ما قَد كانَ مِنكُم ، وَ لا يَذهَبُ عَن قُلوبِكُم حَتَّى يُذهِبَهُ اللّهُ عَنكُم ، وَ لَو قَدَرَ النَّاسُ كُلَّهُم عَلى أَن يُحِبُّونا وَيَعرِفوا حَقَّنا وَيُسَلِّموا لأَِمرنا ، فَعَلوا ، وَلكِنَّ اللّهَ يَفعَلُ ما يَشاءُ وَيَهدي إِلَيهِ مَن أَنابَ .
فَقَد أَجَبتُكَ في مَسائِلٍ كَثيرَةٍ ، فَانظُر أَنتَ وَمَن أَرادَ المَسائِلَ مِنها وَتَدَبَّرَها ، فَإِن لَم يَكُن في المَسائِلِ شَفاءٌ ، فَقَد مَضى إِلَيكُم مِنِّي ما فيهِ حُجَّةٌ وَمُعتَبَرٌ ، وَكَثرَةُ المَسائِلِ مُعيبَةٌ عِندَنا مَكروهَةٌ ، إِنَّما يُريدُ أَصحابُ المَسائِلِ المِحنَةَ ، لِيَجدوا سَبيلاً إِلى الشُّبهَةِ وَالضَّلالَةِ وَمَن أَرادَ لَبسا لَبَسَ اللّهُ عَلَيهِ وَوَكَّلَهُ إِلى نَفسِهِ ، وَلا تَرى أَنتَ وَأَصحابُكَ إِنِّي أَجِبتُ بِذلِكَ ، وَإِن شِئتَ صَمَتّ ، فَذَاكَ إِليَّ ، لا ما تَقولَهُ أَنتَ وَأَصحابُكَ ، لا تَدرونَ كَذا وكَذا ، بَل لابُدَّ مِن ذلِكَ ، إِذ نَحنُ مِنهُ عَلى يَقينٍ ، وَأَنتُم مِنهُ في شَكٍّ . ۱

179

جوابه عليه السلام إلى رجلٍ من الواقفة

۰.روى البرسيّ في مشارق الأنوار : أنّ رجلاً من الواقفة جمع مسائل مشكلة في طومار و قال في نفسه : إن عرف الرّضا عليه السلام معناه فهو وليّ الأمر .
فلمّا أتى الباب وقف ليخفّ المجلس ، فخرج إليه الخادم و بيده رقعة فيها جواب مسائله بخطّ الإمام عليه السلام . فقال له الخادم : أين الطومار ؟ فأخرجه ، فقال له : يقول لك وليّ اللّه :
هذا جَوابُ ما فيهِ . فأخذه و مضى . ۲

1.رجال الكشّي : ج۲ ص۸۶۱ الرقم ۱۱۲۱ ، بحار الأنوار : ج۷۸ ص۳۵۱ ح۸ .

2.في بحار الأنوار : ج۴۹ ص۷۱ ح۹۵.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 112306
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي