41
مكاتيب الأئمّة ج6

الفصل الثاني: في الإمامة


مكاتيب الأئمّة ج6
40

قَادِرٌ عَلَى هِدايَةِ مَن يَشَاءُ وَضَلالِ مَن يَشَاءُ ، وَإذَا أَجبَرَهُم بِقُدرَتِهِ عَلَى أَحَدِهِما لَم يَجِب لَهُم ثَوابٌ وَلا عَلَيهِم عِقابٌ عَلَى نَحوِ ما شَرَحنَا فِي الكِتَابِ .
وَالمَعنَى الآخَرُ : إنَّ الهِدايَةَ مِنهُ تَعرِيفُهُ ، كَقَولِهِ : «وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـهُمْ»۱ » ، أَي عَرَّفنَاهُم ، «فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى»۲ » . فَلَو أَجبَرَهُم عَلَى الهُدَى لَم يَقدِرُوا أَن يَضِلُّوا ، وَلَيسَ كُلَّمَا وَرَدَت آيَةٌ مُشتَبِهَةٌ كَانَتِ الآيَةُ حُجَّةً عَلَى مُحكَمِ الآيَاتِ اللَّوَاتِي أُمِرنَا بِالأَخذِ بِهَا ؛ مِن ذَلِكَ قَولُهُ : «مِنْهُ ءَايَـتٌ مُّحْكَمَـتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَـبِ وَأُخَرُ مُتَشَـبِهَـتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـبَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ»۳ الآيَة ، وَقالَ : «فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَـئِكَ الَّذِينَ هَدَهُمُ اللَّهُ وَ أُولَـئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبَـبِ »۴ .
وَفَّقَنَا اللّهُ وَإِيَّاكُم إِلَى القَولِ وَالعَمَلِ لِمَا يُحِبُّ وَيَرضَى ، وَجَنَّبَنَا وَإِيَّاكُم مَعَاصِيَهُ بِمَنِّهِ وَفَضلِهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ كَثِيراً كَمَا هُوَ أَهلُهُ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَّيِّبِينَ ، وَحَسبُنَا اللّهُ وَنِعمَ الوَكِيلُ . ۵

1.فصلت :۱۷ .

2.آل عمران :۷ .

3.الزمر : ۱۷ و ۱۸ .

4.تحف العقول : ص۴۵۸ ، بحار الأنوار : ج۵ ص۶۸ ح۱ ، وراجع : الاحتجاج : ج۲ ص۴۸۷ ح۳۲۸.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 111805
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي