385
مكاتيب الأئمّة ج6

وَلِلإِمَامِ المُنتَظَرِ القَائِمِ بِالقِسطِ تَابِعِينَ ، وَجَدِّدِ اللّهُمَّ عَلى أَعدَائِكَ وَأَعدَائِهِم نَارَكَ وَعَذَابَكَ الَّذِي لا تَدفَعُهُ عَنِ القَومِ الظَّالِمِينَ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَقَوِّ ضَعفَ المُخلَصِينَ لَكَ بِالمَحَبَّةِ ، المُشَايِعِينَ لَنَا بِالمُوَالاةِ ، المُتَّبِعِينَ لَنَا بِالتَّصدِيقِ وَالعَمَلِ ، المُؤَازِرِينَ لَنَا بِالمُؤَاسَاةِ فِينَا ، المُحيِينَ ذِكرَنَا عِندَ اجتِمَاعِهِم ، وَشَدِّدِ اللّهُمَّ رُكنَهُم ، وَسَدِّد لَهُمُ اللّهُمَّ دِينَهُمُ الَّذِي ارتَضَيتَهُ لَهُم ، وَأَتمِم عَلَيهِم نِعمَتَكَ ، وَخَلِّصهُم وَاستَخلِصهُم ، وَسُدَّ اللّهُمَّ فَقرَهُم ، وَالمُمِ اللّهُمَّ شَعَثَ فَاقَتِهِم ، وَاغفِرِ اللّهُمَّ ذُنُوبَهُم وَخَطَايَاهُم ، وَلا تُزِغ قُلُوبُهُم بَعدَ إِذ هَدَيتَهُم ، وَلا تُخلِهِم أَي رَبِّ بِمَعصِيَتِهِم ، وَاحفَظ لَهُم مَا مَنَحتَهُم بِهِ مِنَ الطَّهَارَةِ بِوَلايَةِ أَولِيَائِكَ ، وَالبَرَاءَةِ مِن أَعدَائِكَ ، إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، وَصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ أَجمَعِينَ .

قنوت مولانا الزّكي عليّ بن محمّد بن عليّ الرّضا عليه السلام :

۰.مَنَاهِلُ كَرَامَاتِكَ بِجَزِيلِ عَطِيَّاتِكَ مُترَعَةٌ ، وَأَبوَابُ مُنَاجَاتِكَ لِمَن أَمَّكَ مُشرَعَةٌ ، وَعَطُوفُ لَحَظَاتِكَ لِمَن ضَرَعَ إِلَيكَ غَيرُ مُنقَطِعَةٍ ، وَقَد أُلجِمَ الحِذَارُ ، وَاشتَدَّ الاضطِرَارُ ، وَعَجَزَ عَنِ الاصطِبَارِ أَهلُ الانتِظَارِ ، وَأَنتَ اللّهُمَّ بِالمَرصَدِ مِنَ المَكَّارِ ، اللّهُمَّ وَغَيرُ مُهمِلٍ مَعَ الإِمهَالِ ، وَاللاّئِذُ بِكَ آمِنٌ ، وَالرَّاغِبُ إِلَيكَ غَانِمٌ ، وَالقَاصِدُ اللّهُمَّ لِبَابِكَ سَالِمٌ .
اللّهُمَّ فَعَاجِل مَن قَدِ استَنَّ فِي طُغيَانِهِ وَاستَمَرَّ عَلى جَهَالَتِهِ لِعُقبَاهُ فِي كُفرَانِهِ ، وَأَطمِعهُ حِلمَكَ عَنهُ فِي نَيلِ إِرَادَتِهِ ، فَهُوَ يَتَسَرَّعُ إِلَى أَولِيَائِكَ بِمَكَارِهِهِ ، وَيُوَاصِلُهُم بِقَبَائِحِ مَرَاصِدِهِ ، وَيَقصِدُهُم فِي مَظَانِّهِم بِأَذِيَّتِهِ .
اللّهُمَّ اكشِفِ العَذَابَ عَنِ المُؤمِنِينَ ، وَابعَثهُ جَهرَةً عَلى الظَّالِمِينَ .


مكاتيب الأئمّة ج6
384

اقتِسَاراً ، وَاختَرَعتَنَا لا لِحَاجَةٍ اقتِدَاراً ، وَابتَدَعتَنَا بِحِكمَتِكَ اختِيَاراً ، وَبَلَوتَنَا بِأَمرِكَ وَنَهيِكَ اختِبَاراً ، وَأَيَّدتَنَا بِالآلاتِ ، وَمَنَحتَنَا بِالأَدَوَاتِ ، وَكَفَلتَنَا الطَّاقَةَ ، وَجَشَمتَنَا ۱ الطَّاعَةَ ، فَأَمَرتَ تَخيِيراً ، وَنَهَيتَ تَحذِيراً ، وَخَوَّلتَ كَثِيراً ، وَسَأَلتَ يَسِيراً ، فَعُصِيَ أَمرُكَ فَحَلَمتَ ، وَجُهِلَ قَدرُكَ فَتَكَرَّمتَ .
فَأَنتَ رَبُّ العِزَّةِ وَالبَهَاءِ ، وَالعَظَمَةِ وَالكِبرِيَاءِ ، وَالإِحسَانِ وَالنَّعمَاءِ ، وَالمَنِّ وَالآلاءِ ، وَالمِنَحِ وَالعَطَاءِ ، وَالإِنجَازِ وَالوَفَاءِ ، لا تُحِيطُ القُلُوبُ لَكَ بِكُنهٍ ، وَلا تُدرِكُ الأَوهَامُ لَكَ صِفَةً ، وَلا يُشبِهُكَ شَيءٌ مِن خَلقِكَ ، وَلا يُمَثَّلُ بِكَ شَيءٌ مِن صَنعَتِكَ ، تَبَارَكتَ أَن تُحَسَّ أَو تُمَسَّ أَو تُدرِكَكَ الحَوَاسُّ الخَمسُ ، وَأَنَّى يُدرِكُ مَخلُوقٌ خَالِقَهُ ؟ وَتَعَالَيتَ يَا إِلَهِي عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً .
اللّهُمَّ أَدِل لأَولِيَائِكَ مِن أَعدَائِكِ الظَّالِمِينَ البَاغِينَ النَّاكِثِينَ القَاسِطِينَ المَارِقِينَ ، الَّذِينَ أَضَلُّوا عِبَادَكَ ، وَحَرَّفُوا كِتَابَكَ ، وَبَدَّلُوا أَحكَامَكَ ، وَجَحَدُوا حَقَّكَ ، وَجَلَسُوا مَجَالِسَ أَولِيَائِكَ جُرأَةً مِنهُم عَلَيكَ وَظُلماً مِنهُم لأَهلِ بَيتِ نَبِيِّكَ عَلَيهِم سَلامُكَ وَصَلَوَاتُكَ وَرَحمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا خَلقَكَ ، وَهَتَكُوا حِجَابَ سِترِكَ [سِرِّكَ] عَن عِبَادِكَ ، وَاتَّخَذُوا اللّهُمَّ مَالَكَ دُوَلاً ، وَعِبَادَكَ خَوَلاً ۲ ، وَتَرَكُوا اللّهُمَّ عَالِمَ أَرضِكَ فِي بَكمَاءَ عَميَاءَ ظَلمَاءَ مُدلَهِمَّةً ، فَأَعيُنُهُم مَفتُوحَةٌ وَقُلُوبُهُم عَمِيَّةٌ ، وَلَم تَبقَ لَهُمُ اللّهُمَّ عَلَيكَ مِن حُجَّةٍ ، لَقَد حَذَّرتَ اللّهُمَّ عَذَابَكَ ، وَبَيَّنتَ نَكَالَكَ ، وَوَعَدتَ المُطِيعِينَ إِحسَانَكَ ، وَقَدَّمتَ إِلَيهِم بِالنُّذُرِ ، فَآمَنَت طَائِفَةٌ ، فَأَيَّدِ [وَأَيَّدتَ] اللّهُمَّ الَّذِينَ آمَنُوا عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّ أَولِيَائِكَ ، فَأَصبَحُوا ظاهِرِينَ وَإِلَى الحَقِّ دَاعِينَ

1.. جشم الأمر ـ كسمع ـ جشماً بالفتح ، وجشامة : تكلّفه على مشقّة ( تاج العروس : ج ۱۶ ص ۱۱۱ ) .

2.. خول الرجل : حشمه ، الواحد خائل ، وقد يكون واحداً ، وهو اسم يقع على العبد والأمة ( لسان العرب : ج۱۱ ص۲۲۴ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 111786
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي