421
حكم النّبيّ الأعظم ج4

المَقابِرَ وَالبِلى ۱ ، وتَرَكَ فَضلَ زينَةِ الدُّنيا ، وآثَرَ ما يَبقى عَلى ما يَفنى ، ولَم يَعُدَّ غَدا مِن أيّامِهِ ، وعَدَّ نَفسَهُ فِي المَوتى . ۲

۵۹۰۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ ـ: يا أبا ذَرٍّ ، طوبى لِلزّاهِدينَ فِي الدُّنيَا ، الرّاغِبينَ فِي الآخِرَةِ ، الَّذينَ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ بِساطا ، وتُرابَها فِراشا ، وماءَها طيبا ، وَاتَّخَذُوا الكِتابَ شِعارا ، وَالدُّعاءَ لِلّهِ دِثارا ۳ ، وقَرَضُوا الدُّنيا قَرضا . ۴

۵۹۰۲.عنه صلى الله عليه و آلهـ مِمّا أوصى بِهِ عَلِيّا عليه السلام ـ: يا عَلِيُّ ، مَثِّلِ الآخِرَةَ في قَلبِكَ وَالمَوتَ نَصبَ عَينَيكَ ، ولا تَنسَ مَوقِفَكَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ ، وكُن مِنَ اللّهِ عَلى وَجَلٍ ، وَاذكُر نِعَمَ اللّهِ ، وَاكفُف عَن مَحارِمِ اللّهِ ، ونابِذ ۵ هَواكَ ، وَاعزِلِ الشَّكَّ وَالطَّمَعَ وَالحِرصَ ، وَاستَعمِلِ التَّواضُعَ وَالعِفَّةَ وحُسنَ الخُلُقِ ولينَ الكَلامِ ، وَاتَّبِع قَولَ الحَقِّ مِن حَيثُ وَرَدَ ، وَاجتَنِبِ البُخلَ وَالكَذِبَ وَالرِّياءَ وَالعُجبَ ، ولا تَستَصغِر نِعمَةَ اللّهِ وجاوِزها بِالشُّكرِ ، وَاذكُرِ اللّهَ في كُلِّ وَقتٍ وَاحمَدهُ عَلى كُلِّ حالٍ ، وَاعفُ عَمَّن ظَلَمَكَ وصِل مَن قَطَعَكَ وأعطِ مَن حَرَمَكَ ، وَليَكُن صَمتُكَ فِكرا وكَلامُكَ ذِكرا ونَظَرُكَ اعتِبارا ، وتَحَبَّب مَا استَطَعتَ ، وباشِرِ النّاسَ بِالحُسنى ، وَاصبِر عَلَى النّازِلَةِ ۶ ، ولا تَستَهِن بِالمُصيبَةِ ، وأطِلِ الفِكرَ فِي المَعادِ ، وَاجعَل شَوقَكَ إلَى الجَنَّةِ ، وَاستَعِذ مِنَ النّارِ ، وَأمُر بِالمَعروفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ ،

1.بَلِيَ الميّتُ : أفنَته الأرض (المصباح المنير : ص ۶۲ «بَلي») .

2.مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۶۹ ح ۲۶۶۱ عن أبي ذرّ ، بحارالأنوار : ج ۷۷ ص ۸۰ ح ۳ ؛ كنز العمّال : ج ۳ ص ۱۸۸ ح ۶۰۹۲ نقلاً عن شُعب الإيمان عن الضحّاك .

3.الشِّعار : الثوب الذي يلي الجسد ؛ لأنّه يَلي شَعْره . والدِّثار : الثوب الذي فوق الشِّعار (النهاية : ج ۲ ص ۴۸۰ «شعر») . قال العلّامة المجلسي قدس سره: أي يلازمون القرآن والدعاء كلزوم الدِّثار والشِّعار للإنسان (بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۷۶) .

4.الأمالي للطوسي : ص ۵۳۲ ح ۱۱۶۲ عن أبي ذرّ ، بحارالأنوار : ج ۷۷ ص ۸۱ ح ۳ .

5.نَبَذت الشيء : إذا ألقيته من يدك (الصحاح : ج ۲ ص ۵۷۱ «نبذ») .

6.النازلة : المصيبة الشديدة (المصباح المنير : ص ۶۰۱ «نزل») .


حكم النّبيّ الأعظم ج4
420

ما حَرَّمَ اللّهُ . ۱

ج ـ الرِّضا بِالقَضاءِ

۵۸۹۵.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :اِرضَ بِقِسمِ اللّهِ تَكُن زاهِدا . ۲

۵۸۹۶.عنه صلى الله عليه و آله :أشرَفُ الزُّهدِ أن يَسكُنَ قَلبُكَ عَلى ما رُزِقتَ . ۳

۵۸۹۷.عنه صلى الله عليه و آله :قالَ الخِضْرُ عليه السلام : . . . مَن يُحَقِّرُ حالَهُ ويَتَّهِمُ اللّهَ بِما قَضى لَهُ ، كَيفَ يَكونُ زاهِدا؟! ۴

۵۸۹۸.عنه صلى الله عليه و آلهـ لِأَبي ذَرٍّ الغِفارِيِّ ـ: يا أبا ذَرٍّ ، إنَّ المُؤمِنَ لَم يَجزَع مِن ذُلِّ الدُّنيا ، ولَم يُبَل ۵ مِن أهلِها وعِزِّها . ۶

د ـ تِلكَ الصِّفاتُ

۵۸۹۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :أمّا عَلامَةُ الزّاهِدِ فَعَشَرَةٌ ؛ يَزهَدُ فِي المَحارِمِ ، ويَكُفُّ نَفسَهُ ، ويُقيمُ فَرائِضَ رَبِّهِ ، فَإِن كانَ مَملوكا أحسَنَ الطّاعَةَ ، وإن كان مالِكا أحسَنَ المَملَكَةَ ، ولَيسَ لَهُ حَمِيَّةٌ ولا حِقدٌ ، يُحسِنُ إلى مَن أساءَ إلَيهِ ، ويَنفَعُ مَن ضَرَّهُ ، ويَعفو عَمَّن ظَلَمَهُ ، ويَتَواضَعُ لِحَقِّ اللّهِ . ۷

۵۹۰۰.مكارم الأخلاق عن أبي ذرّ :قُلتُ : يا رَسولَ اللّه ، مَن أزهَدُ النّاسِ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : مَن لَم يَنسَ

1.تحف العقول : ص ۵۸ وص ۲۲۰ عن الإمام عليّ عليه السلام ، بحارالأنوار : ج ۷۷ ص ۱۶۱ ح ۱۷۶ .

2.مسند الشهاب : ج ۱ ص ۳۷۲ ح ۶۴۲ عن أبي هريرة .

3.كنز العمّال : ج ۱ ص ۳۷ ح ۶۵ نقلاً عن ابن النجّار في تاريخه عن ابن عمر .

4.المعجم الأوسط : ج ۷ ص ۷۹ ح ۶۹۰۸ عن عمر بن الخطّاب ؛ منية المريد : ص ۱۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۲۲۷ ح ۱۸ .

5.ما اُباليه : أي ما أكتَرِث له ، وإذا قالوا : لم اُبَلْ ، حذفوا تخفيفا لكثرة الاستعمال (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۸۵ «بلا») .

6.حلية الأولياء : ج ۶ ص ۳۵۳ عن ابن عمر .

7.تحف العقول : ص ۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۱۲۱ ح ۱۱ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 204431
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي