201
حكم النّبيّ الأعظم ج4

دور الوفاء بالوعد في تربية الطفل

يواجه الطفل بعض الوعود في تعامله مع الوالدين ، منذ أن يبلغ مرحلة الإدراك . وقد تتحقق هذه الوعود وقد لا تتحقق . إلّا أنها حظيت بالاهتمام في التعاليم الإسلامية ، فقد وردت التوصية الأكيدة بالوفاء بالعهد . ويمكننا تحلل هذه التوصية وتبيينها من عدة وجوه :
الأوّل هو الجانب الأخلاقي من المسألة ؛ فعدم الوفاء بالوعد من الأخلاق الذميمة وهو صادق في كل مكان وبالنسبة إلى كل شخص ، والطفل هو أحد مصاديقه .
الثاني يتمثّل في طابعه التربوي السيّئ للطفل . فرغم أن الشرع نهى نهيا عاما عن خلف الوعد ؛ ولكنّه بالنسبة إلى الطفل يتمتع بأهمية خاصة نظرا إلى ظروفه السنية والتربوية الخاصة . فالطفل يقتدي بسلوك الآخرين وخاصة الوالدين وهذا الاقتداء ، يترك تأثيرا راسخا وعميقا على شخصيته ، بحيث إن إصلاحه سيكون مستحيلاً ، أو صعبا للغاية .
الجانب الثالث ، أثره السلبي في المستقبل على علاقة الطفل باللّه . فقد أظهرت بعض الدراسات أن نوع ارتباط الطفل باللّه ـ سبحانه ـ ، يخضع لتأثير كيفية ارتباط الوالدين بالطفل . وقبل أن يتعرّف الطفل على مفهوم «اللّه » فإنّه يعتبر الوالدين ، وخاصّة الأب ربّه ومالك أمره ، وبعبارة اُخرى فإنّه يرى له دورا إلهيّا (ولذلك ، فإنّه


حكم النّبيّ الأعظم ج4
200
  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج4
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 205936
الصفحه من 702
طباعه  ارسل الي