16 / 37
عُمَيرَةُ بِنتُ سَهلِ بنِ رافِعٍ
۸۲۲۶.المعجم الكبير عن سعيد بن عثمان البلوي عن جدّته :أنَّ اُمَّها عُمَيرَةَ بِنتَ سَهلٍ صاحِبَ الصّاعَينِ ـ الَّذي لَمَزَهُ المُنافِقونَ ـ حَدَّثَتها أنَّهُ خَرَجَ بِزَكاتِهِ بِصاعٍ مِن تَمرٍ ، وبِابنَتِهِ عُمَيرَةَ حَتّى أتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله فَصَبَّ ، ثُمَّ قالَ : يا رَسولَ اللّه ِ ، إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً . قالَ : وما هِيَ ؟ قالَ : تَدعُو اللّه َ لي ولَها بِالبَرَكَةِ وتَمسَحُ رَأسَها ، فَإِنَّهُ لَيسَ لي وَلَدٌ غَيرُها . قالَت : فَوَضَعَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَدَهُ عَلَيَّ ، فَاُقسِمُ بِاللّه ِ لَكَأَنَّ بَردَ يَدِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَلى كَبِدي . ۱
16 / 38
فاطِمَةُ بِنتُ أسَدٍ ۲
۸۲۲۷.الخرائج والجرائح :إنَّ عَلِيّا عليه السلام بَكى يَوما ، وقالَ : ماتَت اُمّي ، فَنَهَضَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله فَقالَ :
هِيَ وَاللّه ِ اُمّي حَقّا ، ما رَأَيتُ مِن عَمّي شَيئا إلّا وقَد رَأَيتُ مِنها أكثَرَ مِنهُ .
ثُمَّ صاحَ : يا اُمَّ سَلَمَةَ ! هذِهِ بُردَتي فَأَزِّريها فيها ، وهذِهِ قَميصي فَدَرِّعيها فيها ، وهذا رِدائي فَأدرِجيها فيهِ ، فَإِذا فَرَغتِ مِن غُسلِها فَأَعلِميني .
فَأَعلَمَتهُ اُمُّ سَلَمَةَ ، فَحَمَلَها عَلى سَريرِها ثُمَّ صَلّى عَلَيها ، ثُمَّ نَزَلَ لَحدَها فَلَبِثَ ما شاءَ اللّه ُ لا يُسمَعُ لَهُ إلّا هَمهَمَةٌ .
ثُمَّ صاحَ : يا فاطِمَةُ !
قالَت : لَبَّيكَ يا رَسولَ اللّه ِ .
قالَ : هَل رَأَيتِ ما ضَمِنتُ لَكِ ؟
قالَت : نَعَم ، فَجَزاكَ اللّه ُ عَنّي فِي المَحيا وَالمَماتِ أفضَلَ الجَزاءِ .
فَلَمّا سَوّى عَلَيها وخَرَجَ ، سُئِلَ عَنها ، فَقالَ : قَرَأتُ عَلَيها يَوما «وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَ دَى كَمَا خَلَقْنَـكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ»۳ فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ِ ، وما فُرادى ؟ قُلتُ : عُراةً . قالَت : وا سَوأَتاه ! فَسَأَلتُ اللّه َ ألّا يُبدِيَ ۴ عَورَتَها .
ثُمَّ سَأَلَتني عَن مُنكَرٍ ونَكيرٍ ، فَأَخبَرتُها بِحالِهِما ، بِأَنَّهُما كَيفَ يَجيئانِ . قالَت : وا غَوثاه بِاللّه ِ مِنهُما ! فَسَأَلتُ اللّه َ أن لا يُرِيَهُما إيّاها ، وأن يَفسَحَ لَها في قَبرِها ، وأن يَحشُرَها في أكفانِها . ۵
1.المعجم الكبير : ج ۶ ص ۱۰۷ ح ۵۶۵۰ و ج ۲۴ ص ۳۴۰ ح ۸۴۹ .
2.كانت امرأة لبيبة ، صلبة العقيدة ، فتيّة القلب ، احتضنت النبيّ صلى الله عليه و آله في طفولته ، فكان يحبها حبّا شديدا حتى قال فيها : «كانت أُمّي بعد أُمّي التي ولدتني» ، وكان يُثني على حنانها وشفقتها عليه قائلاً : «لم يكن بعد أبي طالب أبرّ بي منها» .
كانت أوّل إمرأة بايعت النبيّ صلى الله عليه و آله ، وهاجرت إلى المدنية مع عليّ وفاطمة مشيا على الأقدام ، ولمّا توفّيت كفّنها رسول اللّه صلى الله عليه و آله بقميصه ، وشارك في تشييعها ، وصلّى عليها ، ثم وضعها في قبرها بعد ما اضطجع فيه (راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام : ج ۱ ص ۶۷).
3.الأنعام : ۹۴ .
4.في المصدر : «تُبدِيَ» ، والصواب ما أثبتناه كما في نور الثقلين : ج ۱ ص ۷۴۷ ح ۱۸۸ .
5.الخرائج والجرائح : ج ۱ ص ۹۰ ح ۱۵۰ .