391
حكم النّبيّ الأعظم ج5

كلام حول استعمال فنّ الأدب في الدّعاء

تدلّ دراسة للأدعية المأثورة عن النبيّ وأهل البيت عليهم السلام على أنّها لم تزخر بأسمى المفاهيم المعرفيّة في محتواها فحسب ، بل إنّ كثيرا منها يعدّ من الروائح الأدبيّة لعصر صدر الإسلام في جمالها و جاذبيّة ألفاظها أيضا .
واختدام الفنون الأدبيّة في صياغة ألفاظ الدعاء أساسا يزيد جاذبيّتها ، ويعزّز ارتباط الداعي باللّه تعالى أكثر فأكثر . من هنا فإنّ القصد من النهي عن السجع في الدعاء الذي جاء في الأحاديث الملحوظة تكلّف الإنسان في سبك الألفاظ الجميلة واستعمال المحسِّنات اللفظيّة والمعنويّة ، لا سيّما عند قراءة الدعاء ، فلا تُبقي للداعي خشوعا ، كما انّها تغاير روح الدعاء . وفي هذا الشأن يقول المحدّث الكبير والفقيه الربّانيّ الفيض الكاشانيّ :
«اعلم أنّ المراد من السجع هو المتكلَّف من الكلام؛ فإنّ ذلك لا يلائم الضراعة والذلّة ، وإلّا ففي الأدعية المأثورة عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله كلمات متوازنة لكنّها غير متكلّفة ، كقوله صلى الله عليه و آله : «أسأَ لُكَ الأَمنَ يَومَ الوَعيدِ ، وَالجَنَّةَ يَومَ الخُلودِ مَعَ المُقَرَّبينَ الشُّهودِ ، وَالرُّكَّعِ السُّجودِ ، وَالموفينَ بِالعُهودِ ، إنَّكَ رَحيمٌ وَدودٌ ، وأنتَ تَفعَلُ ما تُريدُ» ، وأمثال ذلك ، فليقتصر على المأثور من الدعوات ، أو ليلتمس بلسان التضرّع من غير سجع ولا تكلّف ، فالتضرّع هو المحبوب عند اللّه » . ۱

1.المحجّة البيضاء : ج ۲ ص ۲۹۳ .


حكم النّبيّ الأعظم ج5
390
  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج5
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 196924
الصفحه من 622
طباعه  ارسل الي