53
موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6

۵۷۰۸.الإمام الهادي عليه السلامـ في بَيانِ الجَبرِ وَالتَّفويضِ وَالأَمرِ بَينَ الأَمرَينِ ـ: أمَّا الجَبرُ الَّذي يَلزَمُ مَن دانَ بِهِ الخَطَأُ ، فَهُوَ قَولُ مَن زَعَمَ أنَّ اللّهَ جَلَّ وعَزَّ أجبَرَ العِبادَ عَلَى المَعاصي ، وعاقَبَهُم عَلَيها ، ومَن قالَ بِهذَا القَولِ فَقَد ظَلَّمَ اللّهَ في حُكمِهِ وكَذَّبَهُ ، ورَدَّ عَلَيهِ قَولَهُ : «وَلَا يَظْـلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا»۱ ، وقَولَهُ : «ذَ لِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَـلَّـمٍ لِّلْعَبِيدِ»۲ ، وقَولَهُ : «إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْـلِمُ النَّاسَ شَيْـئا وَ لَـكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْـلِمُونَ»۳ ، مَعَ آيٍ كَثيرَةٍ في ذِكرِ هذا .
فَمَن زَعَم أنَّهُ مُجبَرٌ عَلَى المَعاصيفَقَد أحالَ بِذَنبِهِ عَلَى اللّهِ ، وقَد ظَلَّمَهُ في عُقوبَتِهِ، ومَن ظَلَّمَ اللّهَ فَقَد كَذَّبَ كِتابَهُ ، ومَن كَذَّبَ كِتابَهُ فَقَد لَزِمَهُ الكُفرُ بِاجتِماعِ ۴ الاُمَّةِ . ۵

۵۷۰۹.الإمام الكاظم عليه السلامـ وقَد سُئِلَ : مِمَّنِ المَعصِيَةُ ؟ ـ: إنَّ المَعصِيَةَ لابُدَّ مِن أن تَكونَ مِنَ العَبدِ أو مِن خالِقِهِ أو مِنهُما جَميعا ؛ فَإِن كانَت مِنَ اللّهِ تَعالى فَهُوَ أعدَلُ وأنصَفُ مِن أن يَظلِمَ عَبدَهُ ويَأخُذَهُ بِما لَم يَفعَلهُ ... . ۶

۵۷۱۰.الطرائف :رُوِيَ أنَّ الفَضلَ بنَ سَهلٍ سَأَلَ عَلِيَّ بنَ موسَى الرِّضا عليه السلام بَينَ يَدَيِ المَأمونِ ، فَقالَ : يا أبَا الحَسَنِ ، الخَلقُ مَجبورونَ ؟
فَقالَ : اللّهُ أعدَلُ مِن أن يُجبِرَ خَلقَهُ ثُمَّ يُعَذِّبَهُم . ۷

راجع : ص 237 (الفصل الثامن : دور القضاء والقدر في أفعال الإنسان) .

1.الكهف : ۴۹ .

2.الحجّ : ۱۰ .

3.يونس : ۴۴ .

4.في الاحتجاج : «بإجماع» بدل «باجتماع» .

5.تحف العقول : ص ۴۶۱ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۹۰ ح ۳۲۵ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۲۲ ح ۳۰ .

6.الفصول المختارة : ص ۷۳ ، الأمالي للسيّد المرتضى : ج ۱ ص ۱۰۵ ، الطرائف : ص ۳۲۸ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۳۱۴ ، روضة الواعظين : ص ۴۸ كلُّها عن أبي حنيفة ، بحار الأنوار : ج ۴۸ ص ۱۰۶ ح ۸ .

7.الطرائف : ص ۳۳۰ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۵۹ ح ۱۱۰ .


موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
52

2 / 2

الاِعتِقادُ بِالجَبرِ

۵۷۰۵.الإمام عليّ عليه السلامـ وقَد سُئِلَ عَنِ القَضاءِ وَالقَدَرِ ـ: لا تَقولوا : وَكَلَهُمُ اللّهُ إلى أنفُسِهِم فَتُوَهِّنوهُ ، ولا تَقولوا : أجبَرَهُم عَلَى المَعاصي فَتُظَلِّموهُ ، ولكِن قولوا : الخَيرُ بِتَوفيقِ اللّهِ ، وَالشَّرُّ بِخِذلانِ اللّهِ ، وكُلٌّ سابِقٌ في عِلمِ اللّهِ . ۱

۵۷۰۶.الكافي عن يونس عن عدّة عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :قالَ لَهُ رَجُلٌ : جُعِلتُ فِداكَ ، أجبَرَ اللّهُ العِبادَ عَلَى المَعاصي ؟
فَقالَ : اللّهُ أعدَلُ مِن أن يُجبِرَهُم عَلَى المَعاصي ثُمَّ يُعَذِّبَهُم عَلَيها .
فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ ، فَفَوَّضَ اللّهُ إلَى العِبادِ ؟ قالَ : فَقالَ : لَو فَوَّضَ إلَيهِم لَم يَحصُرهُم بِالأَمرِ وَالنَّهيِ .
فَقالَ لَهُ : جُعِلتُ فِداكَ فَبَينَهُما مَنزِلَةٌ ؟ قالَ : فَقالَ : نَعَم ، أوسَعُ ما بَينَ السَّماءِ وَالأَرضِ . ۲

۵۷۰۷.الكافي عن الحسن بن عليّ الوشّاء عن الإمام الرضا عليه السلام ، قال :سَأَلتُهُ فَقُلتُ : اللّهُ فَوَّضَ الأَمرَ إلَى العِبادِ؟ قالَ : اللّهُ أعَزُّ مِن ذلِكَ .
قُلتُ : فَجَبَرَهُم عَلَى المَعاصي ؟ قالَ : اللّهُ أعدَلُ وأحكَمُ مِن ذلِكَ . ۳

1.الاحتجاج : ج ۱ ص ۴۹۲ ح ۱۲۲ ، عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۱۰۹ ح ۱۶۴ ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۹۵ ح ۱۶ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۱۵۹ ح ۱۱ ، التوحيد : ص ۳۶۳ ح ۱۱ عن مهزم ، تحف العقول : ص ۴۶۰ عن الإمام الهادي عنه عليهماالسلاموكلاهما نحوه ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۲۴ .

3.الكافي : ج ۱ ص ۱۵۷ ح ۳ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۴۳ ح ۴۶ ، التوحيد : ص ۳۶۲ ح ۱۰ ، نزهة الناظر : ص ۱۳۲ ح ۲۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۶ ح ۲۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الاسلاميّة ج6
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالثة
عدد المشاهدين : 102636
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي