227
موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1

الأَيّامِ في بَعضِ حَوائِجِهِ إذ مَرَّ عَلى أرضٍ مُعشِبَةٍ تَزهو وتَهتَزُّ . قالَ : فَتَأَوَّهَ الرَّجُلُ.
فَقالَ لَهُ موسى : عَلى ماذا تَأَوَّهتَ ؟
قالَ : تَمَنَّيتُ أن يَكونَ لِرَبّي حِمارٌ أرعاهُ هاهُنا .
قالَ : فَأَكَبَّ موسى عليه السلام طَويلًا بِبَصَرِهِ عَلَى الأَرضِ اغتِماما بِما سَمِعَ مِنهُ .
قالَ : فَانحَطَّ عَلَيهِ الوَحيُ ، فَقالَ لَهُ : مَا الَّذي أكبَرتَ مِن مَقالَةِ عَبدي ؟! أنَا اُؤاخِذُ عِبادي عَلى قَدرِ ما أعطَيتُهُم مِنَ العَقلِ. ۱

۲۳۹.الكافي عن سليمان الدّيلميّ :قُلتُ لِأَبي عَبدِاللّهِ عليه السلام : فُلانٌ مِن عِبادَتِهِ ودينِهِ وفَضلِهِ! ۲
فَقالَ : كَيفَ عَقلُهُ ؟
قُلتُ : لا أدري .
فَقالَ: إنَّ الثَّوابَ عَلى قَدرِ العَقلِ، إنَ رَجُلًا مِن بَنيإسرائيلَ كانَ يَعبُدُ اللّهَ فيجَزيرَةٍ مِن جَزائِرِ البَحرِ خَضراءَ نَضِرَةٍ كَثيرَةِ الشَّجَرِ ظاهِرَةِ الماءِ ، وإنَّ مَلَكا مِنَ المَلائِكَةِ مَرَّ بِهِ فَقالَ : يا رَبِّ ، أرِني ثَوابَ عَبدِكَ هذا ، فَأَراهُ اللّهُ تَعالى ذلِكَ ، فَاستَقَلَّهُ المَلَكُ ، فَأَوحَى اللّهُ تَعالى إلَيهِ : أنِ اصحَبهُ ، فَأَتاهُ المَلَكُ في صورَةِ إنسِيٍّ ، فَقالَ لَهُ : مَن أنتَ ؟
قالَ : أنَا رَجُلٌ عابِدٌ ، بَلَغَني مَكانُكَ وعِبادَتُكَ في هذَا المَكانِ فَأَتَيتُكَ لِأَعبُدَ اللّهَ مَعَكَ . فَكانَ مَعَهُ يَومَهُ ذلِكَ .
فَلَمّا أصبَحَ قالَ لَهُ المَلَكُ : إنَّ مَكانَكَ لَنَزِهٌ ، وما يَصلُحُ إلّا لِلعِبادَةِ .
فَقالَ لَهُ العابِدُ : إنَّ لِمَكانِنا هذا عَيبا .

1.المحاسن : ج ۱ ص ۳۰۸ ح ۶۰۸ عن عبيداللّه بن الوليد الوصّافي ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۹۱ ح ۲۱ وراجع عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۲ ص ۳۸ .

2.الظاهر أنّه بتقدير خبر محذوف ؛ أي : عظيم ومرضيّ . وفي الأمالي للصدوق : «كذا وكذا» .


موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
226

۲۳۴.عنه صلى الله عليه و آله :الجَنَّةُ مِئَةُ دَرَجَةٍ ، تِسعٌ وتِسعونَ دَرَجَةً لِأَهلِ العَقلِ ، ودَرَجَةٌ لِسائِرِ النّاسِ الَّذينَ هُم دونَهُم. ۱

۲۳۵.عنه صلى الله عليه و آله :تَعَبَّدَ رَجُلٌ في صَومَعَةٍ ، فَمَطَرَتِ السَّماءُ ، فَأَعشَبَتِ الأَرضُ ، فَرَأى حِمارا يَرعى ، فَقالَ : رَبِّ لَو كانَ لَكَ حِمارٌ لَرَعَيتُهُ مَعَ حِماري . فَبَلَغَ ذلِكَ نَبِيًّا مِن أنبِياءِ بَني إسرائيلَ ، فَأَرادَ أن يَدعُوَ عَلَيهِ ، فَأَوحَى اللّهُ إلَيهِ : إنَّما اُجازِي العِبادَ عَلى قَدرِ عُقولِهِم. ۲

۲۳۶.تحف العقول:أثنى قَومٌ بِحَضرَتِهِ [ صلى الله عليه و آله ] عَلى رَجُلٍ حَتّى ذَكَروا جَميعَ خِصالِ الخَيرِ فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : كَيفَ عَقلُ الرَّجُلِ ؟
فَقالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، نُخبِرُكَ عَنهُ بِاجتِهادِهِ فِي العِبادَةِ وأصنافِ الخَيرِ تَسأَلُنا عَن عَقلِهِ ؟!
فَقالَ صلى الله عليه و آله : إنَّ الأَحمَقَ يُصيبُ بِحُمقِهِ أعظَمَ مِن فُجورِ الفاجِرِ ، وإنَّما يَرتَفِعُ العِبادُ غَدا فِي الدَّرَجاتِ ويَنالونَ الزُّلفى مِن رَبِّهِم عَلى قَدرِ عُقولِهِم. ۳

۲۳۷.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لَمّا وَصَفوا عِندَهُ رَجُلًا بِحُسنِ عِبادَتِهِ ـ: اُنظُروا إلى عَقلِهِ فَإِنَّما يُجزَى العِبادُ يَومَ القِيامَةِ عَلى قَدرِ عُقولِهِم. ۴

۲۳۸.الإمام الباقر عليه السلام :كانَ يَرى موسَى بنُ عِمرانَ عليه السلام رَجُلًا مِن بَني إسرائيلَ يُطَوِّلُ سُجودَهُ ويُطَوِّلُ سُكوتَهُ ، فَلا يَكادُ يَذهَبُ إلى مَوضِعٍ إلّا وهُوَ مَعَهُ ، فَبَينا هُوَ يَوما مِنَ

1.حلية الأولياء : ج ۴ ص ۱۳۹ عن عمر ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۳۸۴ ح ۷۰۶۳ .

2.شُعب الإيمان : ج ۴ ص ۱۵۶ ح ۴۶۴۰ ، تاريخ بغداد : ج ۴ ص ۱۳ و ص ۴۶ نحوه وكلّها عن جابر بن عبداللّه وراجع الفردوس : ج ۲ ص ۱۶ ح ۲۱۱۴ ؛ بحار الأنوار : ج ۶۴ ص ۱۹۶ .

3.تحف العقول : ص ۵۴ ، مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۴۸۷ عن أنس نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۱۵۸ ح ۱۴۴ ؛ ربيع الأبرار : ج ۳ ص ۱۳۷ عن أنس .

4.إرشاد القلوب : ص ۱۹۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة العقائد الإسلاميّة ج1
    المساعدون :
    برنجکار، رضا
    المجلدات :
    6
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الثالث
عدد المشاهدين : 185980
الصفحه من 480
طباعه  ارسل الي