235
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۹.الحسينُ بن محمّد ، عن أحمد بن إسحاق ، عن سَعدانَ بن مسلم ، عن معاوية بن عمّار ، قال :قلت لأبي عبداللّه عليه السلام : رجل راوِيَةٌ لحديثكم يَبُثُّ ذلك في الناس ، ويُشَدِّدُهُ في قلوبهم وقلوب شيعتكم ، ولعلّ عابدا من شيعتكم ليسَتْ له هذه الروايةُ ، أيُّهما أفضلُ؟ قال : «الراوِيَةُ لحديثنا يَشُدُّ به قلوبَ شيعتنا أفضلُ من ألفِ عابدٍ» .

قوله عليه السلام في حديث معاوية بن عمّار : (الراوِيَةُ لحَديثنا يَشُدُّ به قلوبَ شيعتِنا أفضلُ من ألفِ عابِدٍ) .
الجمع بين ما هنا وحديث «السبعين ألف عابد» إمّا بأنّ الراوية لايصل إلى مرتبة العالم الأوّل ، كما يشعر به لفظ «الراوية» ، وإمّا بأنّ التفضيل على الألف لاينافي التفضيل على أكثر منه ، وقد يترك الأكثر لمناسبة حال المخاطب وما يصل إليه عقله ونحو ذلك .
وفي حديث أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : قرأت كتاب أبي الحسن الرضا عليه السلام : «أبْلِغْ شيعتي أنّ زيارتي تَعدِلُ عنداللّه ألفَ حَجَّةٍ» . قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام ـ يعني ابنَهُ عليه السلام ـ : ألفَ حَجَّةٍ؟ ، قال : «أي واللّه ِ ، وألفَ ألف حَجَّةٍ لمن زاره عارفا بحقّه» ۱ .

1.كامل الزيارات ، ص ۳۰۶ ، باب ۱۰۱ ، ح ۹ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۵۸۲ ، ح ۳۱۸۲ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۶ ، ص ۸۵ ، ح ۱۶۸ ؛ الأمالي ، للصدوق ، ص ۶۴ ، المجلس ۱۵ ، ح ۹ ؛ و ص ۱۱۹ ، المجلس ۲۵ ، ح ۳ ؛ ثواب الأعمال ، ص ۹۸ ، ثواب زيارة قبور الأئمّة عليهم السلام ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۲۵۷ ، باب ۶۶ ، ح ۱۰ ، روضة الواعظين ، ج ۱ ، ص ۲۳۳ . وفي بحارالأنوار ، ج ۹۹ ، ص ۳۳ ، باب فضل زيارة الإمام الإنس والجن ... ، ح ۵ ، عن ثواب الأعمال والعيون والأمالي وكامل الزيارات .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
234

۰.أو مُستمع واع» .

۸.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ؛ ومحمّدُ بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن ابن أبي عمير ، عن سَيف بن عميرة ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :«عالم يُنتفع بعلمه أفضَلُ من سبعين ألف عابدٍ» .

وقوله عليه السلام : «ومستمع واع» أي مستمع للعلم ، وكلّ ما فيه صلاحه ، وإن كان الظاهر الأوّل ، ويكون مع ذلك واعياً ، أي حافظاً له ، عاملاً به ، فلو انتفى الأمران أو أحدهما ، كان عيشه لا خير فيه وإن كان منعماً في دنياه .
والخير هنا كالثاني المتقدّم ؛ واللّه أعلم .
قوله عليه السلام في حديث أبي حمزة : (عالِمٌ ينتفع بِعلمه أفضلُ من سبعينَ ألفَ عابدٍ) .
يحتمل أن يكون «ينتفع» مبنيّاً للمفعول ، ويكون بناؤه له لإرادة انتفاعه وانتفاع غيره ؛ أو يحمل العالم على من يعمل بعلمه وينتفع هو به ، فإنّه هو الذي يستحقّ هذا الاسم ثمّ يعتبر انتفاع غيره به . وفي هذا نوع تأمّل من جهة التقييد ب «ينتفع» ؛ اللّهمّ إلاّ أن لا يُراد الانتفاع الكامل منه ، ولا يخلو منه شيء .
ويحتمل أن يكون مبنيّاً للفاعل ، فالمعنى حينئذٍ أن يكون عاملاً بعلمه عملاً ينفعه في الآخرة ، فإنّ هذا هو الانتفاع الحقيقي الذي يعدّ انتفاعاً ، لا أن يستأكل به حطام الدنيا . ويدخل تحت انتفاعه به نفع غيره .
و«العابد» الظاهر أنّ المراد به من لا يكون عنده علم ينتفع به وينفع غيره ، وإن كان عنده في الجملة معرفة ما تقع به العبادة صحيحة ؛ ليتمّ أصل التفضيل ؛ واللّه أعلم .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    المساعدون :
    الدرایتي محمد حسین
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق/ 1388 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 84607
الصفحه من 715
طباعه  ارسل الي