73
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

فَعَلتُ ؟ وكَذاكَ لَم يَكُن يُقرَّبُ ما قُرِّبتُ ، ثُمَّ لَم يَكُن عِندَ قُرَيشٍ وَالعَرَبِ سَبَبا لِلحُظوَةِ وَالمَنزِلَةِ ، بَل لِلحِرمانِ وَالجَفوَةِ .
اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنّي لَم اُرِدِ الإِمرَةَ ، ولا عُلُوَّ المُلكِ وَالرِّياسَةِ ؛ وإنَّما أرَدتُ القِيامَ بِحُدودِكَ ، وَالأَداءَ لِشَرعِكَ ، ووَضعَ الاُمورِ في مَواضِعِها ، وتَوفيرَ الحُقوقِ عَلى أهلِها ، وَالمُضِيَّ عَلى مِنهاجِ نَبِيِّكَ ، وإرشادَ الضّالِّ إلى أنوارِ هِدايَتِكَ ۱ .

1 / 2

أحقادٌ بَدرِيَّةٌ وحُنَينِيَّةٌ وغَيرُهُنَّ

۶۱۰۴.الإمام الصادق عليه السلام :قالَ رَجُلٌ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ : ما أشَدَّ بُغضَ قُرَيشٍ لاِبيكَ ! قالَ : لاِنَّهُ أورَد أوّلَهُمُ النّارَ ، وألزَمَ آخِرَهُمُ العارَ ۲ .

۶۱۰۵.تاريخ دمشق عن ابن طاووس عن أبيه :قُلتُ لِعَلِيِّ بنِ حُسَينِ بنِ عَلِيٍّ : ما بالُ قُرَيشٍ لا تُحِبُّ عَلِيّا ؟ ! فَقالَ : لاِنَّهُ أورَدَ أوَّلَهُمُ النّارَ ، وألزَمَ آخِرَهُمُ العارَ ۳ .

۶۱۰۶.عيون أخبار الرضا عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن الإمام الرضا عليه السلام ، قالَ :سَأَلتُهُ عَن أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام كَيفَ مالَ النّاسُ عَنهُ إلى غَيرِهِ وقَد عَرَفوا فَضلَهُ وسابِقَتَهُ ومَكانَهُ مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ : إنَّما مالوا عَنهُ إلى غَيرِهِ وقَد عَرَفوا فَضلَهُ ؛ لِأَنَّهُ قَد كانَ قَتَلَ مِن آبائِهِم وأجدادِهِم وإخوانِهِم وأعمامِهِم وأخوالِهِم وأقرِبائِهِمُ المُحادّينَ للّهِِ ولِرَسولِهِ عَدَدا كَثيرا ، فَكانَ حِقدُهُم عَلَيهِ لِذلِكَ في قُلوبِهِم ؛ فَلَم يُحِبّوا أن يَتَولّى عَلَيهِم ، ولَم يَكُن في قُلوبِهِم عَلى غَيرِهِ مِثلُ ذلِكَ ؛ لِأَنَّهُ لَم يَكُن لَهُ فِي الجِهادِ بَينَ يَدَي

1.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۲۹۸ ح۴۱۴ .

2.نثر الدرّ : ج۱ ص۳۴۰ عن أبي محمّد الجعفري عن أبيه عن عمّه ، كشف الغمّة : ج۲ ص۳۱۹ عن أبي محمّد الجعفري عن أبيه عن عمّه عن الإمام الصادق عن أبيه عليهماالسلام ، بحار الأنوار : ج۷۸ ص۱۵۹ ح۱۰ .

3.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۲۹۰ ، المعجم لابن الأعرابي : ج۱ ص۳۰۰ الرقم ۵۷۳ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
72

ذَكَرا قَد بَلَغَ الحُلُمَ ، وآنَسَ مِنهُ الرُّشدَ ؛ أكانَتِ العَرَبُ تُسَلِّمُ إلَيهِ أمرَها ؟
قالَ : لا ، بَل كانَت تَقتُلُهُ إن لَم يَفعَل ما فَعَلتُ . إنَّ العَرَبَ كَرِهَت أمرَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، وحَسَدَتهُ عَلى ما آتاهُ اللّهُ مِن فَضلِهِ ، وَاستَطالَت أيَّامَهُ حَتّى قَذَفَت زَوجَتَهُ ، ونَفَّرَتِ بِهِ ناقَتَهُ ، مَعَ عَظيمِ إحسانِهِ إلَيها ، وجَسيمِ مِنَنِهِ عِندَها ، وأجمَعَت ـ مُذ كانَ حَيّا ـ عَلى صَرفِ الأَمرِ عَن أهلِ بَيتِهِ بَعدَ مَوتِهِ ، ولَولا أنَّ قُرَيشا جَعَلتِ اسمَهُ ذَريعَةً إلى الرِّياسَةِ ، وسُلَّما إلَى العِزِّ وَالإِمرَةِ ، لَما عَبَدَتِ اللّهَ بَعدَ مَوتِهِ يَوما واحِدا ، ولَارتَدَّت في حافِرَتِها ۱ ، وعادَ قارِحُها جَذَعا ، وبازِلُها بِكرا ۲ ، ثُمَّ فَتَحَ اللّهُ عَلَيَها الفُتوحَ ، فَأَثرَتْ بَعدَ الفاقَةِ ، وتَمَوَّلَت بَعدَ الجَهدِ وَالمَخمَصَةِ ؛ فَحَسُنَ في عُيونِها مِنَ الإِسلامِ ما كان سَمِجا ۳ ، وثَبَتَ في قُلوبِ كَثيرٍ مِنها مِنَ الدّينِ ما كانَ مُضطَرِبا ، وقالَت : لَولا أنَّهُ حَقٌّ لَما كانَ كَذا .
ثُمَّ نَسَبَت تِلكَ الفُتوحَ إلى آراءِ وُلاتِها ، وحُسنِ تَدبيرِ الاُمَراءِ القائِمينَ بِها ، فَتَأَكَّدَ عِندَ النّاسِ نَباهَةُ قَومٍ وخُمولُ آخَرينَ ؛ فَكُنّا نَحنُ مِمَّن خَمَلَ ذِكرُهُ ، وخَبَت نارُهُ ، وَانقَطَعَ صَوتُهُ وصيتُهُ ، حَتّى أكَلَ الدَّهرُ عَلَينا وشَرِبَ ، ومَضَتِ السِّنونَ وَالأَحقابُ بِما فيها ، وماتَ كَثيرٌ مِمَّن يُعرَفُ ، ونَشَأَ كَثيرٌ مِمَّن لا يُعرَفُ .
وما عَسى أن يَكونَ الوَلَدُ لَو كانَ ؟ إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله لَم يُقَرِّبني ما تَعلَمونَهُ مِنَ القُربِ لِلنَّسبِ وَاللُّحمَةِ ؛ بَل لِلجِهادِ وَالنَّصيحَةِ ؛ أفَتَراهُ لَو كانَ لَهُ وَلَدٌ هَل كانَ يَفعَلُ ما

1.قال الميداني : «عاد في حافرته» أي عاد إلى طريقته الاُولى . يُضرب في عادة السوء يدعها صاحبها ثمّ يرجع إليها (مجمع الأمثال : ج۲ ص۳۵۹ الرقم ۲۴۸۲) .

2.القارح : الناقة أوّل ما تحمل . والجَذَع من الإبل : ما استكمل أربعة أعوام . والبازِل منها : هو ما استكمل السنة الثامنة وظعن في التاسعة وفطر نابه . والبِكر : الفتيّ من الإبل بمنزلة الغلام من النّاس (اُنظر لسان العرب : ج۲ ص۵۵۹ و ج۸ ص۴۳ و ج۱۱ ص۵۲ و ج۴ ص۷۹) .

3.سَمُج الشيءُ فهو سَمِج : أي قبح فهو قبيح (النهاية : ج۲ ص۳۹۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 205167
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي