459
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

تحليل عزل قيس بن سعد

كان قيس بن سعد بن عبادة سياسيّاً ماهراً ، وذكيّاً ، ودقيقاً في الاُمور ، فعيّنه الإمام عليه السلام في أوائل أيّام خلافته والياً على مصر ، وبعثه إليها .
وأراد الإمام عليه السلام إرسال جيش إلى مصر لدعم ونصرة قيس ، بيدَ أنّ قيساً أخذ معه نفراً قليلاً يقلّ عددهم عن السبعة وقائلاً للإمام : أنا أدع ذلك الجند لك فإن أنت احتجت إليهم كانوا منك قريبا .
وأخرج محمّد بن أبي حذيفة عبدَ اللّه بن سعد بن أبي سرح وأعوانه وأنصاره من ممثّلي عثمان في مصر قبل مجيء قيس إليها ، فلمّا وصل قيس تسلّط على زمام الاُمور بسهولة ، واعتمد سياسة مسايرة المخالفين ، واستطاع بهذه السياسة أن يُسيطر على الوضع السائد ، ويُهدِّئ العثمانيّين ، ويحول دون ثورتهم .
واستمرّ هذا الهدوء مدّة هي دون السنة قطعاً ، حيث عزل الإمام قيس بن سعد واستدعاه وولّى عليها محمّد بن أبي بكر ؛ وكان شابّاً شجاعاً ، لكن لم تكن له قدرة قيس السياسيّة .
وكان عزل قيس ونصب محمّد محلّاً لسؤال وقدح الكثيرين ، وبالخصوص في السنوات التالية ؛ حيث ثار النّاس على محمّد بن أبي بكر ، وآل الأمر إلى إلقاء القبض عليه وقتله وإحراق جسده .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
458

إذا غَضِبوا عَلى رَجُلٍ حَبَسوهُ أو ضَرَبوهُ أو حَرَموهُ أو سَيَّروهُ ، وفَيئُنا لَهُم في أنفُسِهِم حَلالٌ ، ونَحنُ لَهُم ـ فيما يَزعُمونَ ـ قَطينٌ ۱ . ۲

۶۶۸۰.تاريخ اليعقوبي :أتاهُ ۳ [مُعاوِيَةَ] قيسُ بنُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ فَقالَ : بايِع قَيسٌ !
قالَ : إن كُنتُ لَأَكرَهُ مِثلَ هذَا اليَومِ ، يا مُعاوِيَةُ .
فَقالَ لَهُ : مَه ، رَحِمَكَ اللّهُ ! فَقالَ : لَقَد حَرَصتُ أن اُفَرِّقَ بَينَ روحِكَ وجَسَدِكَ قَبلَ ذلِكَ ، فَأَبَى اللّهُ ـ يَابنَ أبي سُفيانَ ـ إلّا ما أحَبَّ . قالَ : فَلا يُرَدُّ أمرُ اللّهِ .
قالَ : فَأَقبَلَ قَيسٌ عَلَى النّاسِ بِوَجهِهِ ، فَقالَ : يا مَعشَرَ النّاسِ ، لَقَدِ اعتَضتُمُ الشَّرَّ مِنَ الخَيرِ ، وَاستَبدَلتُمُ الذُّلَّ مِنَ العِزِّ ، وَالكُفرَ مِنَ الإيمانِ ، فَأَصبَحتُم بِعدَ وِلايَةِ أميرِ المُؤمِنينَ ، وسَيِّدِ المُسلِمينَ ، وَابنِ عَمِّ رَسولِ رَبِّ العالَمينَ ، وقَد وَلِيَكُمُ الطَّليقُ ابنُ الطَّليقِ يَسومُكُمُ الخَسفَ ، ويَسيرُ فيكُم بِالعَسفِ ، فَكَيفَ تَجهَلُ ذلِكَ أنفُسُكُم ، أم طَبَعَ اللّهُ عَلى قُلوبِكُم ، وأنتُم لا تَعقِلونَ ؟!
فَجَثا مُعاوِيَةُ عَلى رُكبَتَيهِ ، ثُمَّ أخَذَ بِيَدِهِ وقالَ : أقسَمتُ عَلَيكَ ! ثُمَّ صَفَقَ عَلى كَفِّهِ ، ونادَى النّاسُ : بايَعَ قَيسٌ !
فَقالَ : كَذَبتُم ، وَاللّهِ ، ما بايَعتُ ۴ .

1.القطين : الخدم والأتباع والحشم والمماليك (لسان العرب : ج۱۳ ص۳۴۳) .

2.وقعة صفّين : ص۹۳ .

3.وذلك كان بعد استقرار الخلافة لمعاوية .

4.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۲۱۶ وراجع تاريخ دمشق : ج۴۹ ص۳۹۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 205096
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي