397
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

60

عَبدُ اللّهِ بنُ هاشِمِ بنِ عُتبَةَ بنِ أبي وَقّاص

نجل البطل العظيم في ساحة الوغى ، والعابد ذي القلب السليم في جيش أمير المؤمنين عليه السلام هاشم بن عتبة ۱ . رفع الراية بعد أبيه ۲ ، وألقى خطبة حماسيّة أمام جيش معاوية ، وصف فيها أباه ، وذكر منزلة الإمام الرفيعة ، وكشف عن حقيقة معاوية . ثمّ حمل على العدوّ ۳ .
اُخذ إلى معاوية أسيرا بعد شهادة أمير المؤمنين ، وتحدّث بشجاعة وثبات ، فردّ على ما نطق به عمرو بن العاص من كلمات بذيئة وأخزاه ۴ . وهذا الحوار دليل على شهامته ، وقوّته ، وشجاعته العجيبة . أمضى مدّةً في سجن معاوية .

۶۵۸۹.وقعة صفّين عن عمرو بن شمر :لَمَّا انقَضى أمرُ صِفّينَ ، وسَلَّمَ الأَمرَ الحَسَنُ عليه السلام إلى مُعاوِيَةَ ، ووَفَدَت عَلَيهِ الوُفودُ ، اُشخِصَ عَبدُ اللّهِ بنُ هاشِمٍ إلَيه أسيرا ، فَلَمّا اُدخِلَ عَلَيهِ مَثُلَ بَينَ يَدَيهِ وعِندَهُ عَمرُو بنُ العاصِ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، هذَا المُختالُ ابنُ المِرقالِ ، فَدونَكَ الضَّبُّ المُضِبُّ ، المُغتَرُّ المُفتونُ ، فَإِنَّ العَصا مِنَ العُصَيَّةِ ، وإنَّما تَلِدُ الحَيَّةُ حَيَّةً ، وجَزاءُ السَّيِّئَةِ سَيِّئَةٌ مِثلُها .
فَقالَ لَهُ ابنُ هاشِمٍ : ما أنَا بِأَوِّلِ رَجُلٍ خَذَلَهُ قَومُهُ ، وأدرَكَهُ يَومُهُ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : تِلكَ ضَغائِنُ صِفّينَ وما جَنى عَلَيكَ أبوكَ ، فَقالَ عَمرٌو : أمكِنّي مِنهُ فَاُشخِبُ أوداجَهُ ۵ عَلى أثباجِهِ ۶ .

1.ستأتي ترجمته في أواخر هذا القسم .

2.وقعة صفّين : ص۳۵۶ ؛ تاريخ دمشق : ج۳۳ ص۳۴۵ ، الأخبار الطوال : ص۱۸۳ و ۱۸۴ .

3.وقعة صفّين : ص۳۵۶ .

4.وقعة صفّين : ص۳۴۸ ؛ تاريخ دمشق : ج۳۳ ص۳۴۴ ، الفتوح : ج۳ ص۱۲۴ .

5.الأوداج: هي ما أحاط بالعُنُق من العُروق الَّتي يقطعها الذابح، واحدها وَدَجٌ بالتحريك (النهاية : ج۵ ص۱۶۵).

6.الثَّبَج : الوَسَط ، وما بين الكاهل إلى الظهر ، أو ما بين الكتفين والكاهل (النهاية : ج۱ ص۲۰۶) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
396

59

عَبدُ اللّهِ بنُ كَعبٍ المُرادِيُّ

كان من أعيان أصحاب الإمام عليّ عليه السلام ۱ .

۶۵۸۸.وقعة صفّين عن عبد الرحمن بن عبد اللّه :إنَّ عَبدَ اللّهِ بنَ كَعبٍ قُتِلَ يَومَ صِفّينَ ، فَمَرَّ بِهِ الأَسوَدُ بنُ قَيسٍ بِآخِرِ رَمَقٍ فَقالَ : عَزَّ عَلَيَّ وَاللّهِ مَصرَعُكَ ، أمَا واللّهِ لَو شَهِدتُكَ لَاسَيتُكَ ولَدافَعتُ عَنكَ ، ولَو رَأَيتُ الَّذي أشعَرَكَ لَأَحبَبتُ ألّا يُزايِلَني حَتّى أقتُلَهُ أو يُلحِقَني بِكَ .
ثُمَّ نَزَلَ إلَيهِ فَقالَ : رَحِمَكَ اللّهُ يا عَبدَ اللّهِ ، وَاللّهِ إن كانَ جارُكَ لَيَأمَنُ بَوائِقَكَ ، وإن كُنتَ لَمِنَ الذّاكِرينَ اللّهَ كَثيرا ، أوصِني رَحِمَكَ اللّهُ .
قالَ : اُوصيكَ بِتَقوَى اللّهِ ، وأن تُناصِحَ أميرَ المُؤمِنينَ ، وأن تُقاتِلَ مَعَهُ المُحِلّينَ ، حَتّى يَظَهَرَ الحَقُّ أو تَلحَقَ بِاللّهِ . وأبلِغهُ عَنِّي السَّلامَ وقُل لَهُ : قاتلِ عَلَى المَعرَكَةِ حَتّى تَجعَلَها خَلفَ ظَهرِكَ ، فَإِنَّهُ مَن أصبَحَ وَالمَعرَكَةُ خَلفَ ظَهرِهِ كانَ الغالِبَ .
ثُمَّ لَم يَلبَث أن ماتَ ، فَأَقبَلَ الأَسوَدُ إلى عَلِيٍّ فَأَخبَرَهُ ، فَقالَ : رَحِمَهُ اللّهُ ، جاهَدَ مَعَنا عَدُوَّنا فِي الحَياةِ ، ونَصَحَ لَنا فِي الوَفاةِ ۲ .

1.اُسد الغابة : ج۳ ص۳۷۱ الرقم ۳۱۵۳ ، الاستيعاب : ج۳ ص۱۰۵ الرقم ۱۶۶۲ ، الإصابة : ج۴ ص۱۸۷ الرقم ۴۹۳۶ .

2.وقعة صفّين : ص۴۵۶ ؛ تاريخ الطبري : ج۵ ص۴۶ عن أبي بكر الكندي ، الكامل في التاريخ: ج۲ ص۳۸۵ نحوه.

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 204498
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي