281
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

قالَ : فَقُلتُ لَهُ : أفَلا أرجِعُ فَاُخبِرَ النّاسَ بِمَقالَتِكَ هذِهِ ، وأدعوهُم إلَيكَ ؟ فَقالَ لي : يا جُندَبُ ، لَيسَ هذا زَمانُ ذاكَ .
قال : فَرَجَعتُ بَعدَ ذلِكَ إلى العِراقِ ، فَكُنتُ كُلَّما ذَكَرتُ لِلنّاسِ شَيئاً مِن فَضائِلِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ومَناقِبِهِ وحُقوقِهِ زَبَروني ۱ ونَهَروني ، حَتّى رُفِعَ ذلِكَ مِن قَولي إلَى الوَليدِ بنِ عُقبَةَ لَيالِيَ وَلِيَنا ، فَبَعَثَ إلَيَّ فَحَبَسَني حَتّى كُلِّمَ فِيَّ ، فَخَلّى سَبيلي ۲ .

22

جُوَيرِيَةُ بنُ مُسهِرٍ

جويرية بن مسهر العبدي . من أصحاب الإمام عليه السلام ۳ السابقين المقرّبين ۴ ، ومن ثقاته ۵ .
كان عبدا صالحا ، وصديقا للإمام عليه السلام ، وكان الإمام يحبّه ۶ .
استشهد جويرية في أيّام خلافة معاوية ، حيث قطع زياد يده ورجله ثمّ صلبه ۷ .

۶۴۵۳.الإرشاد :إنَّ جُوَيرِيَةَ بنَ مُسهِرٍ وَقَفَ عَلى بابِ القَصرِ فَقالَ : أينَ أميرُ المُؤمِنينَ ؟ فَقيلَ لَهُ : نائِمٌ ، فَنادى : أيُّهَا النّائِمُ ! استَيقِظ ، فَوَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَتُضرَبَنَّ ضَربَةً عَلى رَأسِكَ تُخضَبُ مِنها لِحيَتُكُ ، كَما أخبَرتَنا بِذلِكَ مِن قَبلُ . فَسَمِعَهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام فَنادى : أقبِل ياجُوَيرِيَةُ حَتّى اُحَدِّثَكَ بِحَديثِكَ .

1.زَبَرَه : نهره وأغلظ له في القول والردّ (النهاية : ج۲ ص۲۳۹) .

2.الإرشاد : ج۱ ص۲۴۱ ، الأمالي للطوسي : ص۲۳۴ ح۴۱۵ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۹ ص۵۷ .

3.رجال الطوسي : ص۵۹ الرقم ۴۹۹ ، رجال البرقي : ص۵ .

4.الاختصاص : ص۷ .

5.كشف المحجّة : ص۲۳۶ .

6.شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۹۰ .

7.الإرشاد : ج۱ ص۳۲۳ ، إعلام الورى : ج۱ ص۳۴۱ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۹۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
280

مساوئ عثمان ومثالبه ، وحضر جُندَب حروب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام كلّها ۱ .

۶۴۵۲.الإرشاد عن جندب بن عبد اللّه :دَخَلتُ عَلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ بِالمَدينَةِ بَعدَ بَيعَةِ النّاسِ لِعُثمانَ ، فَوَجَدتُهُ مُطرِقاً كَئيباً ، فَقُلتُ لَهُ : ما أصابَ قَومَكَ ؟
قالَ : صَبرٌ جَميلٌ .
فَقُلتُ لَهُ : سُبحانَ اللّهِ ! وَاللّهِ إنَّكَ لَصَبورٌ !
قالَ : فَأَصنَعُ ماذا ؟
فَقُلتُ : تَقومُ فِي النّاسِ وتَدعوهُم إلى نَفسِكَ ، وتُخبِرُهُم أنَّكَ أولى بالنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بِالفَضلِ وَالسّابِقَةِ ، وتَسأَلُهُمُ النَّصرَ عَلى هؤُلاءِ المُتَمالِئينَ عَلَيكَ ؛ فَإِن أجابَكَ عَشَرَةٌ مِن مِئَةٍ شَدَدتَ بِالعَشَرَةِ عَلَى المِئَةِ ، فَإِن دانوا لَكَ كانَ ذلِكَ عَلى ما أحبَبتَ ، وإن أبَوا قاتَلتَهُم ؛ فَإِن ظَهَرتَ عَلَيهِم فَهُو سُلطانُ اللّهِ الَّذي آتاهُ نَبِيَّهُ عليه السلام ، وكُنتَ أولى بِهِ مِنهُم ، وإن قُتِلتَ في طَلَبِهِ قُتِلتَ شَهيداً ، وكُنتَ أولى بِالعُذرِ عِندَ اللّهِ ، وأحَقَّ بِميراثِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ : أ تَراهُ ـ يا جُندَبُ ـ يُبايِعُني عَشَرَةٌ مِن مِئَةٍ ؟
قُلتُ : أرجو ذلِكَ .
قالَ : لكِنَّني لا أرجو ولا مِن كُلِّ مِئَةٍ اثنَينِ ، وسَاُخبِرُكَ مِن أينَ ذلِكَ ؛ إنَّما يَنظُرُ النّاسُ إلى قُرَيشٍ ، وإنَّ قُرَيشاً تَقولُ : إنَّ آلَ مُحَمَّدٍ يَرَون لَهُم فَضلاً عَلى سائِرِ النّاسِ ، وإنَّهُم أولِياءُ الأَمرِ دونَ قُرَيشٍ ، وإنَّهُم إن وَلوهُ لَم يَخرُج مِنهُم هذَا السُّلطانُ إلى أحَدٍ أبَداً ، ومَتى كانَ في غَيرِهِم تَداوَلتُموهُ بَينُكم ، ولا ـ وَاللّهِ ـ لا تَدفَعُ قُرَيشٌ إلَينا هذَا السُّلطانَ طائِعينَ أبَداً .

1.إعلام الورى : ج۱ ص۳۳۹ ؛ تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۴۵ ، سير أعلام النّبلاء : ج۳ ص۷۷ الرقم ۳۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 205145
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي