265
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

على التضحية والفداء والاستشهاد ۱ .
وشهد معه الجمل ، وصفّين ۲ . وكان معدوداً في أنصاره الأوفياء المخلصين . وهو الَّذي روى عهده إلى مالك الأشتر ۳ ؛ ذلك العهد العظيم الخالد !
وكان من القلائل الذين اُذن لهم بالحضور عند الإمام عليه السلام بعد ضربته ۴ . وعُدّ الأصبغ في أصحاب الإمام الحسن عليه السلام أيضاً ۵ .

۶۴۳۲.وقعة صفّين عن عمر بن سعد الأسديـ في ذِكرِ وَقعَةِ صِفّينَ ـ: حَرَّضَ عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ أصحابَهُ ، فَقامَ إلَيهِ الأَصبَغُ بنُ نُباتَةَ فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! قَدِّمني فِي البَقِيَّةِ مِنَ النّاسِ ؛ فَإِنَّكَ لا تَفقِدُ لِيَ اليَومَ صَبرا ولا نَصرا . أمّا أهلُ الشّامِ فَقَد أصبَنا مِنهُم ، وأمّا نَحنُ فَفينا بَعضُ البَقِيَّةِ ، اِيذَن لي فَأَتَقَدَّمَ ؟ فَقالَ عَلِيٌّ : تَقَدَّم بِاسمِ اللّهِ وَالبَرَكَةِ ، فَتَقَدَّمَ وأخَذَ رايَتَهُ ، فَمَضى وهُوَ يَقولُ :

حَتّى مَتى تَرجُو البَقا يا أصبَغُ
إنَّ الرَّجاءَ بِالقُنوطِ يُدمَغُ

أما تَرى أحداثَ دَهرٍ تَنبَغُ
فَادبُغْ هَواكَ ، والأَديمُ يُدبَغُ

وَالرُّفقُ فيما قَد تُريدُ أبلَغُ
اَليومَ شُغلٌ وغَدا لا تَفرَغُ

فَرَجَعَ الأَصبَغُ وقَد خَضَبَ سَيفَهُ دَما ورُمحَهُ ، وكانَ شَيخا ناسِكا عابِدا ، وكانَ إذا لَقِيَ القَومُ بَعضُهُم بَعضا يَغمِدُ سَيفَهُ ، وكانَ مِن ذَخائِرِ عَلِيٍّ مِمَّن قَد بايَعَهُ عَلَى المَوتِ ، وكانَ مِن فُرسانِ أهلِ العِراقِ ، وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَضِنُّ بِهِ عَلَى الحَربِ وَالقِتالِ ۶ .

1.وقعة صفّين : ص۴۰۶ .

2.رجال الكشّي : ج۱ ص۳۲۱ الرقم ۱۶۵ .

3.رجال النّجاشي : ج۱ ص۷۰ الرقم ۴ ، الفهرست للطوسي : ص۸۵ الرقم ۱۱۹ .

4.الأمالي للطوسي : ص۱۲۳ ح۱۹۱ .

5.رجال الطوسي : ص۹۳ الرقم ۹۱۹ وراجع تهذيب المقال : ج۱ ص۱۹۸ ـ ۲۰۴ الرقم ۵ .

6.وقعة صفّين : ص۴۴۲ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
264

الخِناقِ عَلَيهِ إلى أن يَكشِفَ ما في نَفسِهِ ، ولا يَترُكَ الكَلِمَةَ عَلَى احتِمالِها ، ولا يَطويها عَلى غَرِّها ۱ ، فَخَطَبَ بِما صَدَعَ بِهِ عَن صورَةِ ما عِندَهِ مُجاهَرَةً ، فَانتقَضَ ما دَبَّرَهُ ، وعادَتِ الخَوارِجُ إلى شُبهَتِهَا الاُولى ، وراجَعُوا التَّحكيمَ وَالمُروقَ .
وهكَذَا الدُّوَلُ الَّتي تَظهَرُ فيها أماراتُ الاِنقِضاءِ وَالزَّوالِ ، يُتاحُ لَها أمثالُ الأَشعَثِ مِن اُولِي الفَسادِ فِي الأَرضِ « سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلُ وَ لَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً»۲ . ۳

13

أصبَغُ بنُ نُباتَةَ

أصبغ بن نباتة التَّمِيمي الحنظلي المُجاشِعي . كان من خاصّة الإمام أمير المؤمنين عليّ عليه السلام ، ومن الوجوه البارزة بين أصحابه ۴ ، وأحد ثقاته عليه السلام ۵ ، وهو مشهور بثباته واستقامته على حبّه عليه السلام . وصفته النّصوص التاريخيّة القديمة بأنّه شيعيّ ۶ ، وأنّه مشهور بحبّ عليّ عليه السلام . وكان من «شرطة الخميس» ۷ ، ومن اُمرائهم ۸ . عاهد الإمام عليه السلام

1.أصل المثل : «طَوَيتُه على غَرِّهِ» . غَرُّ الثوب : أثَر تكسُّره ، يُضرَب لمن يوكَل إلى رأيه (مجمع الأمثال : ج۲ ص۲۹۰ الرقم ۲۲۹۸) .

2.الأحزاب : ۶۲ .

3.شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۲۷۹ .

4.رجال النّجاشي : ج۱ ص۶۹ الرقم ۴ ، الفهرست للطوسي : ص۸۵ الرقم ۱۱۹ ، وقعة صفّين : ص۴۰۶ وراجع ميزان الاعتدال : ج۱ ص۲۷۱ الرقم ۱۰۱۴ .

5.كشف المحجّة : ص۲۳۶ ، وقعة صفّين : ص۴۰۶ .

6.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۲۵ .

7.الطبقات الكبرى : ج۶ ص۲۲۵ ؛ الاختصاص : ص۶۵ .

8.وقعة صفّين : ص۴۰۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 206659
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي