استخلاف عبد اللّه بن عمر ، الَّذي كان صهره ۱ ، وكان يطمع فيها ۲ .
لقد وَهِم أبو موسى أنّه عزل عليّا عليه السلام ومعاوية . واستغلّ ابن العاص الفرصة ، وكادَ فأبقى معاوية . وعبّر أبو موسى بحماقته هذه عن دوره المخزي في التاريخ مرّة اُخرى ، وساق المجتمع الإسلامي إلى هاوية الدمار ۳ .
ويا عجبا ! فإنّ التدقيق في حوار الرجلين يدلّ على أنّ أبا موسى كان غير مطّلع على موضوع التحكيم ، ولم يعلم في الحقيقة كُنه ما يريد أن يُحكّم فيه .
لجأ أبو موسى بعد ذلك إلى مكّة ۴ . وعندما مَلَكَ معاوية كان يتردّد عليه ، وكان معاوية يحتفي به ۵ .
وكان أمير المؤمنين عليّ عليه السلام يدعو في صلاته على أبي موسى ، ومعاوية ، وابن العاص ۶ . ويدلّ التدبّر في حياة أبي موسى الأشعري وإنعام النّظر فيما ذكرناه أنّه كان ذا «جمود فكري» من جهة ، و «خمود سلوكي» من جهة اُخرى .
فلا هو من اُولي الفكر الحركي الفعّال ، ولا هو من أصحاب السعي اللائق المحمود .
لقد كان رجلاً ظاهر التنسّك دون الاهتداء بما عليه العقل .
1.مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۸ .
2.وقعة صفّين : ص۵۴۰ ؛ مروج الذهب : ج۲ ص۴۰۸ ، حلية الأولياء : ج۱ ص۲۹۳ ، سير أعلام النّبلاء : ج۲ ص۳۹۴ الرقم ۸۲ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۴۸ .
3.وقعة صفّين : ص۵۴۶ ؛ مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۰ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۹۶ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۳ ص۵۴۹ . راجع : ج۳ ص۵۴۷ (الفصل الرابع عشر : خيمة التحكيم) .
4.وقعة صفّين : ص۵۴۶ ؛ مروج الذهب : ج۲ ص۴۱۰ ، تاريخ الطبري : ج۵ ص۷۱ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۹۷ .
5.الغارات : ج۲ ص۶۵۶ ؛ تهذيب الكمال : ج۱۵ ص۴۴۸ الرقم ۳۴۹۱ ، تاريخ دمشق : ج۳۲ ص۱۵ وفيهما «قدم دمشق على معاوية» .
6.وقعة صفّين : ص۵۵۲ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۱۳ ص۳۱۵ .