147
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7

ط : المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ

رَوى صاحِبُ الغاراتِ عَن أبي صادِقٍ عَن جُندَبِ بنِ عَبدِ اللّهِ قالَ : ذُكِرَ المُغيرَةُ بنُ شُعبَةَ عِندَ عَلِيٍّ عليه السلام وجَدُّهُ مَعَ مُعاوِيَةَ ، قالَ : ومَا المُغيرَةُ ؟ ! إنَّما كانَ إسلامُهُ لِفَجرَةٍ وغَدرَةٍ غَدَرَها بِنَفَرٍ مِن قَومِهِ فَتَكَ بِهِم ، ورَكِبَها مِنهُم ، فَهَرَبَ مُنهُم ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كَالعائِذِ بِالإِسلامِ ؛ وَاللّهِ ما رَأى أحَدٌ عَلَيهِ مُنذُ ادَّعَى الإِسلامَ خُضوعا ولا خُشوعا .
ألا وإنَّهُ يَكونُ مِن ثَقيفٍ فَراعِنَةٌ قَبلَ يَومِ القِيامَةِ ؛ يُجانِبونَ الحَقَّ ، ويُسَعِّرونَ نيرانَ الحَربِ ، ويُؤازرونَ الظّالِمينَ ، ألا إنَّ ثَقيفا قَومٌ غُدُرٌ ، لا يوفونَ بِعَهدٍ ، يُبغِضونَ العَرَبَ كَأَنَّهُم لَيسوا مِنهُم ، ولَرُبَّ صالِحٍ قَد كانَ مِنهُم ؛ فَمِنهُم عُروَةُ بنُ مَسعودٍ ، وأبو عُبَيدِ بنِ مَسعودٍ المُستَشهَدُ يَومَ قُسِّ النّاطِفِ . وإنَّ الصّالِحَ في ثَقيفٍ لَغَريبٌ . . . .

ي : يَزيدُ بنُ حُجَيَّةَ

ذَكَرَ إبراهيمُ بنُ هِلالٍ صاحِبُ كِتابِ الغاراتِ فيمَن فارَقَ عَلِيّا عليه السلام وَالتَحَقَ بِمُعاوِيَةَ يَزيدَ بنَ حُجَيَّةَ التَّيمِيَّ مِن بَني تَيمِ بنِ ثَعلَبَةَ بنِ بَكرِ بنِ وائِلٍ ، وكانَ عليه السلام قَدِ استَعمَلَهُ عَلَى الرَّيَّ ودَستَبنى ۱ ، فَكَسَرَ الخَوارِجَ وَاحتَجَنَ ۲ المالَ لِنَفسِهِ فَحَبَسَهُ عَلِيٌّ عليه السلام وجَعَلَ مَعَهُ سَعدا مَولاهُ ، فَقَرَّبَ يَزيدُ رَكائِبَهُ وسَعدٌ نائِمٌ فَالتَحَقَ بِمُعاوِيَةَ وقالَ :

خادَعتُ سعدا وَارتَمَت بي رَكائِبي
إلَى الشّامِ وَاختَرتُ الَّذي هُوَ أفضَلُ

وغادَرتُ سَعدا نائِما في عَباءَةٍ
وسَعدٌ غُلامٌ مُستَهامٌ مُضَلَّلُ

ثُمَّ خَرَجَ حَتّى أتَى الرَّقَّةَ ۳ ، وكَذلِكَ كانَ يَصنَعُ مَن يُفارِقُ عَلِيّا عليه السلام ؛ يَبدَأُ بِالرَّقَّةِ

1.كذا في المصدر . ولعلّ الصواب : «دَسْتَبى» ؛ وهي بلدة تقع إلى الغرب والجنوب الغربي من مدينة طهران ، وكانت واسعة بحيث تشمل ما بين قزوين وهمدان الحاليّتين (راجع معجم البلدان : ج۲ ص۴۵۴) .

2.الاحتجان : جمع الشيء وضمّه إليك ؛ أي تتملّكه دون النّاس (النهاية : ج۱ ص۳۴۸) .

3.الرَّقَّة : من مدن سوريا الحاليّة ، وهي مدينة مشهورة تقع على نهر الفرات ، بينها وبين حرّان ثلاثة أيّام (راجع معجم البلدان : ج۳ ص۵۹) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
146

ورَوى أحمَدُ بنُ بَشيرٍ عَن مِسعَرِ بنِ كِدامٍ ، قالَ : كان سَمُرَةُ بنُ جُندَبٍ أيّامَ مَسيرِ الحُسَينِ عليه السلام إلَى الكوفَةِ عَلى شَرَطَةِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زيادٍ ، وكانَ يُحَرِّضُ النّاسَ عَلَى الخُروجِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وقِتالِهِ .

ز : عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَير

مِنَ المُنحَرِفينَ عَنهُ المُبغِضينَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ الزُّبَيرِ ، وقَد ذَكَرناهُ آنِفا ، كانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَقولُ : «ما زالَ الزُّبَيرُ مِنّا أهلَ البَيتِ ، حَتّى نَشَأَ ابنُهُ عَبدُ اللّهِ فَأَفسَدَهُ » . وعَبدُ اللّهِ هُوَ الَّذي حَمَلَ الزُّبَيرُ عَلَى الحَربِ ، وهُوَ الَّذي زَيَّنَ لِعائِشَةَ مَسيرَها إلَى البَصرَةِ ، وكانَ سَبّابا فاحِشا يُبغِضُ بَني هاشِمٍ ، ويَلعَنُ ويَسُبُّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ۱ .

ح : مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ

وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام يَقنُتُ في صَلاةِ الفَجرِ ، وفي صَلاةِ المَغرِبِ ، ويَلعَنُ مُعاوِيَةَ وعَمرا وَالمُغيرَةَ وَالوَليدَ بنَ عُقبَةَ وأبَا الأَعوَرِ وَالضَّحّاكَ بنَ قَيسٍ وبُسرَ بنَ أرطاةَ وحَبيبَ بنَ مَسلَمَةَ وأبا موسَى الأَشعَرِيَّ ومَروانَ بنَ الحَكَمِ ، وكانَ هؤُلاءِ يَقنتُونَ عَلَيهِ ويَلعَنونَهُ .
ورَوى شَيخُنا أبو عَبدِ اللّهِ البَصرِيُّ المُتَكَلِّمُ رَحِمَهُ اللّهُ تَعالى عَن نَصرِ بنِ عاصِمٍ اللَّيِثيِّ عَن أبيهِ قالَ : أَتيتُ مَسجِدَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَالنّاسُ يَقولونَ : نَعوذُ بِاللّهِ مِن غَضَبِ اللّهِ وغَضَبِ رَسولِهِ ! فَقُلتُ : ما هذَا ؟ قالوا : مُعاوِيَةُ قامَ السّاعَةَ فَأَخَذَ بِيَدِ أبي سُفيانَ ، فَخَرَجا مِنَ المَسجِدِ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : «لَعَنَ اللّهُ التّابِعَ وَالمَتبوعَ ! رُبَّ يَومٍ لاُمَّتي مِن مُعاوِيَةَ ذِي الأَستاهِ » ـ قالوا : يَعنِي الكَبيرَ العَجزِ ـ وقالَ : رَوَى العَلاءُ بنُ حَريزٍ القُشَيرِيُّ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لِمُعاوِيَةَ : لَتَتَّخِذَنَّ يا مُعاوِيَةُ البِدعَةَ سُنَّةً ، وَالقُبحَ حُسنا ؛ أكلُك كَثيرٌ ، وظُلمُك عَظيمٌ . . . .

1.راجع : ص۱۲۷ (عبد اللّه بن الزبير) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج7
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 205125
الصفحه من 532
طباعه  ارسل الي