فَوَجهانِ مِنها لا يَجوزانِ عَلَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ ، ووَجهانِ يَثبُتانِ فيهِ . فَأَمَّا اللَّذانِ لا يَجوزانِ عَلَيهِ فَقَولُ القائِلِ : واحِدٌ ، يَقصُدُ بِهِ بابَ الأَعدادِ ، فَهذا ما لا يَجوزُ ؛ لِأَنَّ ما لا ثانِيَ لَهُ لا يَدخُلُ في بابِ الأَعدادِ ، أما تَرى أنَّهُ كَفَّرَ مَن قالَ : إنَّهُ ثالِثُ ثَلاثَةٍ ؟ وقَولُ القائِلِ : هُوَ واحِدٌ مِنَ النّاسِ ، يُريدُ بِهِ النَّوعَ مِنَ الجِنسِ ، فَهذا ما لا يَجوزُ عَلَيهِ ؛ لِأَ نَّهُ تَشبيهٌ ، وجَلَّ رَبُّنا وتَعالى عَن ذلِكَ .
وأمَّا الوَجهانِ اللَّذانِ يَثبُتانِ فيهِ فَقَولُ القائِلِ : هُوَ واحِدٌ لَيسَ لَهُ فِي الأَشياءِ شِبهٌ كَذلِكَ رَبُّنا ، وقَولُ القائِلِ : إنَّهُ عَزَّ وجَلَّ أحَدِيُّ المَعنى ، يَعني بِهِ أنَّهُ لا يَنقَسِمُ في وُجودٍ ولا عَقلٍ ولا وَهمٍ كَذلِكَ رَبُّنا عَزَّوجَلَّ ۱ .
۵۱۲۴.الإمام عليّ عليه السلام :ما وَحَّدَهُ مَن كَيَّفَهُ ، ولا حَقيقَتَهُ أصابَ مَن مَثَّلَهُ ، ولا إيّاهُ عَنى مَن شَبَّهَهُ ۲ .
۵۱۲۵.عنه عليه السلام :التَّوحيدُ ألّا تَتَوَهَّمَهُ ۳ .
۵۱۲۶.عنه عليه السلام :دَليلُهُ آياتُهُ ، ووُجودُهُ إثباتُهُ ، ومَعرِفَتُهُ تَوحيدُهُ ، وتَوحيدُهُ تَمييزُهُ مِن خَلقِهِ ، وحُكمُ التَّمييزِ بَينونَةُ صِفَةٍ لا بَينونَةُ عُزلَةٍ ، إنَّهُ رَبٌّ خالِقٌ غَيرُ مَربوبٍ مَخلوقٍ كُلَّما يُتَصَوَّرَ فَهُوَ بِخِلافِهِ ۴ .
۵۱۲۷.عنه عليه السلامـ في قَولِ المُؤَذِّنِ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّهُ ـ: إعلامٌ بِأَنَّ الشَّهادَةَ لا تَجوزُ إلّا بِمَعرِفَتِهِ مِنَ القَلبِ ، كَأَنَّهُ يَقولُ : اُعلِمُ أنَّهُ لا مَعبودَ إلَا اللّهُ عَزَّوجَلَّ ، وأنَّ كُلَّ مَعبودٍ باطِلٌ سِوَى اللّهِ عَزَّوجَلَّ ، واُقِرُّ بِلِساني بِما في قَلبي مِنَ العِلمِ بِأَنَّهُ لا إلهَ إلَا اللّهُ ،
1.الخصال : ص۲ ح۱ ، معاني الأخبار : ص۵ ح۲ ، التوحيد : ص۸۳ ح۳ ، روضة الواعظين : ص۴۵ ، إرشاد القلوب : ص۱۶۶ نحوه من «إنّ القول . . .» ، بحار الأنوار : ج۳ ص۲۰۶ ح۱ .
2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۸۶ ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۳۱۰ ح۱۴ .
3.نهج البلاغة : الحكمة ۴۷۰ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۱۲۴ ، روضة الواعظين : ص۴۸ ، بحار الأنوار : ج۵ ص۵۲ ح۸۶ .
4.الاحتجاج : ج۱ ص۴۷۵ ح۱۱۵ ، بحار الأنوار : ج۴ ص۲۵۳ ح۷ .