313
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

أنتَ يا رَبِّ مَوضِعُ كُلِّ شَكوى ، حاضِرُ كُلَّ مَلَأٍ ، وشاهِدُ كُلِّ نَجوى ، مُنتَهى كُلِّ حاجَةٍ ، مُفَرِّجُ كُلِّ حُزنٍ ، غِنى كُلِّ مِسكينٍ ، حِصنُ كُلِّ هارِبٍ ، أمانُ كُلِّ خائِفٍ ، حِرزُ الضُّعَفاءِ ، كَنزُ الفُقَراءِ ، مُفَرِّجُ الغَمّاءِ ، مُعينُ الصّالِحينَ ، ذلِكَ اللّهُ رَبُّنا لا إلهَ إلّا هُوَ ، تَكفي مِن عِبادِكَ مَن تَوَكَّلَ عَلَيكَ ، وأنتَ جارُ مَن لاذَ بِكَ وتَضَرَّعَ إلَيكَ ، عِصمَةُ مَنِ اعتَصَمَ بِكَ ، ناصِرُ مَنِ انتَصَرَ بِكَ ، تَغفِرُ الذُّنوبَ لِمَنِ استَغفَرَكَ ، جَبّارُ الجَبابِرَةِ ، عَظيمُ العُظَماءِ ، كَبيرُ الكُبَراءِ ، سَيِّدُ السّاداتِ ، مَولَى المَوالي ، صَريخُ المُستَصرِخين ، مُنَفِّسٌ عَنِ المَكروبينَ ، مُجيبُ دَعوَةِ المُضطَرّينَ ، أسمَعُ السّامِعينَ ، أبصَرُ النّاظِرينَ ، أحكَمُ الحاكِمينَ ، أسرَعُ الحاسِبينَ ، أرحَمُ الرّاحِمينَ ، خَيرُ الغافِرينَ ، قاضي حَوائِجِ المُؤمِنينَ ، مُغيثُ الصّالِحينَ .
أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ رَبُّ العالَمينَ ، أنتَ الخالِقُ وأنَا المَخلوقُ ، وأنتَ المالِكُ وأنَا المَملوكُ ، وأنتَ الرَّبُّ وأنَا العَبدُ ، وأنتَ الرّازِقُ وأنَا المَرزوقُ ، وأنتَ المُعطي وأنَا السائِلُ ، وأنتَ الجَوادُ وأنَا البَخيلُ ، وأنتَ القَوِيُّ وأنَا الضَّعيفُ ، وأنتَ العَزيزُ وأنَا الذَّليلُ ، وأنتَ الغَنِيُّ وأنَا الفَقيرُ ، وأنتَ السَّيِّدُ وأنَا العَبدُ ، وأنتَ الغافِرُ وأنَا المُسيءُ ، وأنتَ العالِمُ وأنَا الجاهِلُ ، وأنتَ الحَليمُ وأنَا العَجولُ ، وأنتَ الرَّحمنُ وأنَا المَرحومُ ، وأنتَ المُعافي وأنَا المُبتَلى ، وأنتَ المُجيبُ وأنَا المُضطَرُّ .
وأنَا أشهَدُ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، المُعطي عِبادَكَ بِلا سُؤالٍ ، وأشهَدُ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ ، الواحِدُ الأَحَدُ ، المُتَفَرِّدُ الصَّمَدُ الفَردُ ، وإلَيكَ المَصيرُ ، وصَلَّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وأهلِ بَيتِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ ، وَاغفِر لي ذُنوبي ، وَاستُر عَلَيَّ عُيوبي ، وَافتَح لي مِن لَدُنكَ رَحمَةً ورِزقا واسِعا يا أرحَمَ الرّاحِمينَ ، وَالحَمدُ لِلّهِ رَبِّ العالَمينَ ، وحَسبُنَا اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ ۱ .

1.مهج الدعوات : ص۱۵۶ ـ ۱۵۹ عن الحرث بن عمير عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
312

تُصبِحُ وتُمسي هذَا الدُّعاءَ ؛ فَإِنَّهُ كَنزٌ مِن كُنوزِ العَرشِ . . . :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الحَمدُ لِلّهِ الَّذي لا إلهِ إلّا هُوَ ، المَلِكُ المُبينُ ، المُدَبِّرُ بِلا وَزيرٍ ، ولا خَلقٍ مِن عِبادِهِ يَستَشيرُ ، الأَوَّلُ غَيرُ مَصروفٍ ، وَالباقي بَعدَ فَناءِ الخَلقِ ، العَظيمُ الرُّبوبِيَّةِ ، نورُ السَّماواتِ وَالأَرَضينَ ، وفاطِرُهُما ومُبدِعُهُما ، بِغَيرِ عَمَدٍ خَلَقَهُما وفَتَقَهُما فَتقا ، فَقامَتِ السَّماواتُ طائِعاتٍ بِأَمرِهِ ، وَاستَقَرَّتِ الأَرَضونَ بِأَوتادِها فَوقَ الماءِ ، ثُمَّ عَلا رَبُّنا فِي السَّماواِت العُلى ، «الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِى السَّمَـوَ تِ وَ مَا فِى الْأَرْضِ وَ مَا بَيْنَهُمَا وَ مَا تَحْتَ الثَّرَى »۱ .
فَأَنَا أشهَدُ بِأَنَّكَ أنتَ اللّهُ لا رافِعَ لِما وَضَعتَ ، ولا مانِعَ لِما أعطَيتَ ، ولا مُعطِيَ لِما مَنَعتَ ، وأنتَ اللّهُ لا إلهَ إلّا أنتَ ، كُنتَ إذ لَم تَكُن سَماءٌ مَبنِيَّةٌ ، ولا أرضٌ مَدحِيَّةٌ ، ولا شَمسٌ مُضيئَةٌ ، ولا لَيلٌ مُظلِمٌ ، ولا نَهارٌ مُضيءٌ ، ولا بَحرٌ لُجِّيٍّ ، ولا جَبَلٌ راسٍ ، ولا نَجمٌ سارٍ ، ولا قَمَرٌ مُنيرٌ ، ولا ريحٌ تَهُبُّ ، ولا سَحابٌ يَسكُبُ ، ولا بَرقٌ يَلمَعُ ، ولا رَعدٌ يُسَبِّحُ ، ولا روحٌ تُنَفِّسُ ، ولا طائِرٌ يَطيرُ ، ولا نارٌ تَتَوَقَّدُ ، ولا ماءٌ يَطَّرِدُ .
كُنتَ قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ، وكَوَّنتَ كُلَّ شَيءٍ ، وقَدَرتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ ، وَابتَدَعتَ كُلَّ شَيءٍ ، وأغنَيتَ وأفقَرتَ ، وأمَتَّ وأحيَيتَ ، وأضحَكتَ وأبكَيتَ ، وعَلَى العَرشِ استَوَيتَ ، فَتَبارَكتَ يا اللّهُ وتَعالَيتَ .
أنتَ اللّهُ الَّذي لا إلهَ إلّا أنتَ ، الخَلّاقُ المُعينُ ، أمرُكَ غالِبٌ ، وعِلمُكَ نافِذٌ ، وكَيدُكَ غَريبٌ ، ووَعدُكَ صادِقٌ ، وقَولُكَ حَقٌّ ، وحُكمُكَ عَدلٌ ، وكَلامُكَ هُدىً ، ووَحيُكَ نورٌ ، ورَحمَتُكَ واسِعَةٌ ، وعَفوُكَ عَظيمٌ ، وفَضلُكَ كَثيرٌ ، وعَطاؤُكَ جَزيلٌ ، وحَبلُكَ مَتينٌ ، وإمكانُكَ عَتيدٌ ۲ ، وجارُكَ عَزيزٌ ، وبَأسُكَ شَديدٌ ، ومَكرُكَ مَكيدٌ .

1.طه : ۵ و ۶ .

2.شيء عتيد : معدّ حاضر (لسان العرب : ج۳ ص۲۷۹) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 201839
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي