235
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5

فَقالَ لَهُ عَبدُ اللّهِ بنُ جَعفَرٍ : أما شَغَلَكَ ما نَحنُ فيهِ عَن عِلمِ هذا ؟
قالَ عليه السلام : إنَّهُ وَاللّهِ يا بُنَيَّ ما مَلَأَ صَدرَ عَمِّكَ شَيءٌ قَطُّ مِن أمرِ الدُّنيا ۱ .

2 / 4

الصَّبرُ وفِي العَينِ قَذىً

۴۱۵۶.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ لِعَلِيٍّ عليه السلام ـ: إنَّكَ لَن تَموتَ حَتّى تُؤمَرَ ، وتُملَأَ غَيظا ، وتوجَدَ مِن بَعدي صابِرا ۲ .

۴۱۵۷.المناقب لابن شهر آشوب عن الحارث بن حصين :قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يا عَلِيُّ ، إنَّكَ لاقٍ بَعدي كَذا وكَذا . فَقالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، إنَّ السَّيفَ لَذو شَفرَتَينِ ، وما أنَا بِالفَشِلِ ۳ ولَا الذَّليلِ .
قالَ صلى الله عليه و آله : فَاصبِر يا عَلِيُّ . قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : أصبِرُ يا رَسولَ اللّهِ ۴ .

۴۱۵۸.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَتِهِ المَعروفَةِ بِالشِّقشِقِيَّةِ ، وفيها يَشتَكي أمرَ الخِلافَةِ ـ: أما وَاللّهِ لَقَد تَقَمَّصَها فُلانٌ وإنَّهُ لَيَعلَمُ أنَّ مَحَلّي مِنها مَحَلُّ القُطبِ مِنَ الرَّحى ؛ يَنحَدِرُ عَنِّي السَّيلُ ، ولا يَرقى إلَيَّ الطَّيرُ ، فَسَدَلتُ دونَها ثَوبا ، وطَوَيتُ عَنها كَشحا ۵ ، وطَفِقتُ أرتَئي بَينَ أن أصولَ بِيَدٍ جَذّاءَ ۶ ، أو أصبِرَ عَلى طَخيَةٍ ۷ عَمياءَ ، يَهرَمُ فيها الكَبيرُ ،

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۷۷ .

2.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۲۲ ح۹۰۱۶ عن أنس و ح۹۰۱۷ ؛ شرح الأخبار : ج۲ ص۲۵۷ ح۵۶۰ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۲۱۶ كلّها عن عمران بن حصين ، اليقين : ص۴۸۸ ح۱۹۵ عن سلمان وكلّها نحوه .

3.في المصدر: «بالقتل»، والتصويب من بحارالأنوار : ج۲۹ ص۴۵۳ ح۴۴.

4.المناقب لابن شهر آشوب : ج۳ ص۲۱۶ .

5.طويت عنها كشحا : كناية عن امتناعه وإعراضه عنها (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۵۷۲) .

6.جذّاء : مقطوعة ، كنّى به عن قصور أصحابه وتقاعدهم عن الغزو ؛ فإنّ الجند للأمير كاليد (النهاية : ج۱ ص۲۵۰) .

7.طخية عمياء : أي ظُلمة لا يُهتدى فيها للحقّ ، وكنّى بها عن التباس الاُمور في أمر الخلافة (مجمع البحرين : ج۱ ص۲۷۹) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
234

حَسوا فِي ارتِغاءٍ ۱ ، وتَعيبُهُ بِذلِكَ ! أما وَاللّهِ لَقَد كانَ مَعَ تِلكَ الفُكاهَةِ وَالطَّلاقَةِ أهيَبَ مِن ذي لِبدَتَينِ قَد مَسَّهُ الطَّوى ، تِلكَ هَيبَةُ التَّقوى ، ولَيسَ كَما يَهابُكَ طَغامُ ۲ أهلِ الشّامِ ۳ .

2 / 3

شَرحُ الصَّدرِ

۴۱۵۴.الإمامة والسياسةـ في شِدَّةِ حَربِ الجَمَلِ ـ: فَشَقَّ عَلِيٌّ عليه السلام في عَسكَرِ القَومِ يَطعَنُ ويَقتُلُ ، ثُمَّ خَرَجَ وهُوَ يَقولُ : الماءَ الماءَ ، فَأَتاهُ رَجُلٌ بِإِداوَةٍ فيها عَسَلٌ ، فَقالَ لَهُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أمَّا الماءُ فَإِنَّهُ لا يَصلُحُ لَكَ في هذَا المَقامِ ، ولكِن اُذيقُكَ ۴ هذَا العَسَلَ .
فَقالَ عليه السلام : هاتِ . فَحَسا مِنهُ حُسوَةً ، ثُمَّ قالَ عليه السلام : إنَّ عَسَلَكَ لَطائِفِيٌّ . قالَ الرَّجُلُ : لَعَجَبا مِنكَ وَاللّهِ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لِمَعرِفَتِكَ الطّائِفِيَّ مِن غَيرِهِ في هذَا اليَومِ ، وقَد بَلَغَتِ القُلوبُ الحَناجِرَ !
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : إنَّهُ وَاللّهِ يَابنَ أخي ما مَلَأَ صَدرَ عَمِّكَ شَيءٌ قَطُّ ، ولا هابَهُ شَيءٌ ۵ .

۴۱۵۵.مروج الذهبـ في شِدَّةِ حَربِ الجَمَلِ ـ: ثُمَّ استَسقى [عَلِيٌّ عليه السلام ] فَاُتِيَ بِعَسَلٍ وماءٍ ، فَحَسا مِنهُ حُسوَةً ، وقالَ : هذَا الطّائِفِيُّ ، وهُوَ غَريبٌ بِهذَا البَلَدِ .

1.يُسِرُّ حَسْوا في ارتِغاء : الارتِغاء : شرب الرَّغوة ، وأصله الرجل يُؤتى باللبن ، فيُظهر أنّه يريد الرَّغوة خاصّة ولا يريد غيرها ، فيشربها وهو في ذلك ينال من اللبن . وهو مَثل يضرب لمن يُريك أنّه يُعينك وإنّما يجرّ النفع إلى نفسه (مجمع الأمثال : ج۳ ص۵۲۵ الرقم ۴۶۸۰) .

2.الطغام : من لا عقل له ولا معرفة، وقيل: هم أوغاد الناس وأراذلهم (النهاية : ج۳ ص۱۲۸) .

3.شرح نهج البلاغة : ج۱ ص۲۵ .

4.في المصدر : «أذوقك» ، والصحيح ما أثبتناه .

5.الإمامة والسياسة : ج۱ ص۹۶ وراجع المحاسن والمساوئ : ص۴۸۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج5
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 204326
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي