غُلامٌ حَدَثٌ لَيسَ بِذي تَجرِبَةٍ لِلحَربِ ، ولا بِمُجَرِّبٍ لِلأَشياءِ ، فَاقدِم عَلَيَّ ؛ لِنَنظُرَ في ذلِكَ فيما يَنبَغي ، وَاستَخلِف عَلى عَمَلِكَ أهلَ الثِّقَةِ وَالنَّصيحَةِ مِن أصحابِكَ . وَالسَّلامُ .
فَأَقبَلَ مالِكٌ إلى عَلِيٍّ حَتّى دَخَلَ عَلَيهِ ، فَحَدَّثَهُ حَديثَ أهلِ مِصرَ ، وخَبَّرَهُ خَبَرَ أهلِها ، وقالَ : لَيسَ لَها غَيرُكَ ، اخرُج رَحِمَكَ اللّهُ ، فِإِنّي إن لَم اُوصِكَ اكتَفَيتُ بِرَأيِكَ ، وَاستَعِن بِاللّهِ عَلى ما أهَمَّكَ ، فَاخلِطِ الشِّدَّةَ بِاللّينِ ؛ وَارفُق ما كانَ الرفِّقُ أبلَغَ ، وَاعتزِم بِالشِّدَّةِ حينَ لا يُغني عَنكَ إلَا الشِّدَّةُ ۱ .
6 / 3
كِتابُ الإِمامِ إلى أهلِ مِصرَ قَبلَ إشخاصِ مالِكٍ
۲۷۹۹.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ إلى أهلِ مِصرَ لَمّا وَلّى عَلَيهِمُ الأَشتَرَ ـ: مِن عَبدِ اللّهِ عَلِيٍّ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى القَومِ الَّذينَ غَضِبُوا للّهِِ حينَ عُصيَ في أرضِهِ وذُهِبَ بِحَقِّهِ ، فَضَرَبَ الجَورُ سُرادِقَهُ عَلَى البَرِّ وَالفاجِرِ ، وَالمُقيمِ وَالظّاعِنِ ۲ ، فَلا مَعروفٌ يُستَراحُ إلَيهِ ، ولا مُنكَرٌ يُتَناهى عَنهُ .
أمّا بَعدُ ، فَقَد بَعَثتُ إلَيكُم عَبدا مِن عِبادِ اللّهِ ؛ لا يَنامُ أيّامَ الخَوفِ ، ولا يَنكُلُ ۳ عَنِ الأَعداءِ ساعاتِ الرَّوعِ ۴ ، أشَدَّ عَلَى الفُجّارِ مِن حَريقِ النّارِ ، وهُوَ مالِكُ بنُ الحارِثِ أخو مَذحِجٍ ، فَاسمَعوا لَهُ ، وأطيعوا أمرَهُ فيما طابَقَ الحَقَّ ، فَإِنَّهُ سَيفٌ مِن سُيوفِ اللّهِ ،
1.تاريخ الطبري : ج۵ ص۹۵ ؛ الأمالي للمفيد : ص۷۹ ح۴ نحوه عن هشام بن محمّد ، وفيه إشارة إلى شهادة محمّد بن أبي بكر ، الغارات : ج۱ ص۲۵۷ عن المدائني وراجع أنساب الأشراف : ج۳ ص۱۶۷ والكامل في التاريخ : ج۲ ص۴۱۰ .
2.الظاعن : الشاخِص لسفَر في حجّ أو غزوٍ أو مسيرٍ من مدينةٍ إلى اُخرى ، وهو ضدّ الخافِض ؛ يقال : أظاعنٌ أنت أم مُقيم (تاج العروس : ج۱۸ ص۳۶۲) .
3.نَكَلَ : نكص ؛ يقال : نكل عن العدوّ : أي جَبُن (لسان العرب : ج۱۱ ص۶۷۷) .
4.الرَّوع : الفَزَع (لسان العرب : ج۸ ص۱۳۵) .