( 5)
العوامل الجانبيّة
يمثِّل ما ذكرناه حتى الآن العوامل الأساسيّة لتخاذل الناس وبقاء الإمام وحده آخر أيّام حكمه . وهناك مجموعة اُخرى من العوامل هي وإن لم تكن بمستوى هذه تأثيرا ، إلّا أنّه لا يمكن الإغضاء عن الدور الذي ساهمت به في إبعاد الجماهير عن الإمام .
سنطلق على المجموعة الثانية وصف العوامل الجانبيّة التي اصطفّت إلى جوار العوامل الأساسيّة ، وراحت تخلق المشكلات لحكم الإمام ؛ وهي :
أ : شُبهة قتال أهل القبلة
انطلقت المواجهة في جميع الحروب التي سبقت العهد العلوي مع الكفّار ، بحيث لم يكن بمقدور أحد أن يثير شبهة في هذا المجال .
أمّا الحروب التي اندلعت في ظلّ حكم الإمام ، وتحرّكت في مسار إصلاح المجتمع الإسلامي ومن أجل إعادته إلى ظلال سيرة النبي صلى الله عليه و آله وسنّته ، فقد وقعت مع أهل القبلة . لقد انطلقت هذه الحروب في مواجهة اُناسٍ يدّعون الانتماء إلى الإسلام أيضاً ، بل لبعضهم سوابق مشرقة في خدمة هذا الدين . من هنا كان النبيّ صلى الله عليه و آله قد أطلق في تنبّؤاته على هذه الحروب صفة القتال على أساس تأويل القرآن ۱ .
أجل ، لقد هيّأت حروب أهل القبلة التي اشتعلت في أيّام حكم الإمام الأرضيّةَ المناسبة لإيجاد الشبهة ، وانفصال الناس عن الإمام ، ومنابذتهم له .