يَحُضُّهُم حَتّى انتَهى إلَيَّ وأنَا في كَنَفٍ مِنَ النّاسِ فَقالَ :
مَعاشِرَ المُسلِمينَ ! استَشعِرُوا الخَشيَةَ ، وغُضُّوا الأَصواتَ ، وتَجَلبَبُوا السَّكينَةَ ، وَاعمَلُوا الأَسِنَّةَ ، وأقلِقُوا السُّيوفَ قَبلَ السِّلَّةِ ، وَاطعُنُوا الرّخرِ ۱ ، ونافِحوا بِالظُّبا ، وصِلُوا السُّيوفَ بِالخُطا ، وَالنِّبالَ بِالرِّماحِ ، فَإِنَّكُم بِعَينِ اللّهِ ومَعَ ابنِ عَمِّ نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله .
عاوِدُوا الكَرَّ ، وَاستَحيوا مِنَ الفَرِّ ؛ فَإِنَّهُ عارٌ باقٍ فِي الأَعقابِ وَالأَعناقِ ، ونارٌ يَومَ الحِسابِ ، وطيبوا عَن أنفُسِكُم أنفُسا ، وَامشوا إلَى المَوتِ أسحُحا ۲ ، وعَلَيكُم بِهذَا السَّوادِ الأَعظَمِ ، وَالرِّواقِ المُطَنَّبِ ۳ ، فَاضرِبوا ثَبَجَهُ ۴ ؛ فَإِنَّ الشَّيطانَ راكِبٌ صَعبَهُ ، ومُفرِشٌ ذِراعَيهِ ، قَد قَدَّمَ لِلوَثبَةِ يَدا ، وأخَّرَ لِلنُّكوصِ رِجلاً ، فَصَمدا صَمدا حَتّى يتََجَلّى لَكُم عَمودُ الدّينِ «وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَكُمْ وَ لَن يَتِرَكُمْ أَعْمَلَكُمْ»۵۶ .
2468.الكافي عن مالك بن أعين :حَرَّضَ أميرُ المُؤمِنينَ صَلواتُ اللّهِ عَلَيهِ النّاسَ بِصِفّينَ فَقالَ :
إنَّ اللّهَ عَزَّ وجَلَّ دَلَّكُم عَلى تِجارَةٍ تُنجيكُم مِن عَذابٍ أليمٍ ، وتُشفي بِكُم عَلَى الخَيرِ : الإِيمانِ بِاللّهِ وَالجِهادِ في سَبيلِ اللّهِ ، وجَعَلَ ثَوابَهُ مَغفِرَةً لِلذَّنبِ ، ومساكِنَ طَيِّبَةً في جَنّاتِ عَدنٍ ، وقالَ عَزَّ وجَلَّ : «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَـتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفًّا
1.كذا في المصدر ، وفي نهج البلاغة : «الشَّزْر» . والطَّعن الشَّزْر : ما كان عن يمين وشمال (لسان العرب : ج۴ ص۴۰۴) .
2.كذا في المصدر ، ولعلّها من سَحَّ الماءَ وغيره يسحّه سَحّا : إذا صبّه صبّا متتابعا كثيرا (لسان العرب : ج۲ ص۴۷۶) .
وفي نهج البلاغة : «سُجُحا» . والسُّجُح : السَّهلة (النهاية : ج۲ ص۳۴۲) .
3.في المصدر: «المطَيَّب» ، والصواب ما أثبتناه كما في مختصر تاريخ دمشق والمصادر الاُخرى .
4.ثَبجَه : وسطه ومعظمه (النهاية : ج۱ ص۲۰۶) .
5.محمّد : ۳۵ .
6.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۶۰ ، مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۹ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج۱ ص۱۱۰ ؛ نهج البلاغة : الخطبة ۶۶ وفيه من «معاشر المسلمين» ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۷۵ ، بشارة المصطفى : ص۱۴۱ كلّها نحوه .