379
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3

۲۴۱۴.مروج الذهب :قَد كانَ مُعاوِيَةُ صالَحَ مَلِكَ الرُّومِ عَلى مالٍ يَحمِلُهُ إلَيهِ لِشُغلِهِ بِعَلِيٍّ ۱ .

5 / 6

الاِستِنصارُ مِن مَكَّةَ وَالمَدينَةِ

۲۴۱۵.وقعة صفّين عن صالح بن صدقة :لَمّا أرادَ مُعاوِيَةُ السَّيرَ إلى صِفّينَ قالَ لِعَمرِو بنِ العاصِ : إنّي قَد رَأَيتُ أن نُلقِيَ إلى أهلِ مَكَّةَ وأهلِ المَدينَةِ كِتابا نَذكُرُ لَهُم فيهِ أمرَ عُثمانَ ، فَإِمّا أن نُدرِكَ حاجَتَنا ، وإمّا أن يَكُفَّ القَومُ عَنّا .
قالَ عَمرٌو : إنَّما نَكتُبُ إلى ثَلاثَةِ نَفَرٍ : راضٍ بِعَلِيٍّ فَلا يَزيدُهُ ذلِكَ إلّا بَصيرَةً ، أو رَجُلٍ يَهوى عُثمانَ فَلَن نَزيدَهُ عَلى ما هُوَ عَلَيهِ ، أو رَجُلٍ مُعتَزِلٍ فَلَستَ بِأَوثَقَ في نَفسِهِ مِن عَلِيٍّ . قالَ : عَلَيَّ ذلِكَ . فَكَتَبا : أمّا بَعدُ ؛ فَإِنَّهُ مَهما غابَت عَنّا مِنَ الاُمورِ فَلَن يَغيبَ عَنّا أنَّ عَلِيّا قَتَلَ عُثمانَ ، وَالدَّليلُ عَلى ذلِكَ مَكانُ قَتَلَتِهِ مِنهُ . وإنَّما نَطلُبُ بِدَمِهِ حَتّى يَدفَعوا إلَينا قَتَلَتَهُ فَنَقتُلَهُم بِكِتابِ اللّهِ ، فَإِن دَفَعَهُم عَلِيٌّ إلَينا كَفَفنا عَنهُ ، وجَعَلناها شورى بَينَ المُسلِمينَ عَلى ما جَعَلَها عَلَيهِ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ . وأمَّا الخِلافَةُ فَلَسنا نَطلُبُها ، فَأَعينونا عَلى أمرِنا هذا وَانهَضوا مِن ناحِيَتِكُم ، فِإِنَّ أيدِيَنا وأيدِيَكُم إذَا اجتَمَعَت عَلى أمرٍ واحِدٍ ، هابَ عَلِيٌّ ما هُوَ فيهِ .
فَكَتَبَ إلَيهِما عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَرَ : أمّا بَعدُ فَلَعَمري لَقَد أخطَأتُما مَوضِعَ البَصيرَةِ ، وتَناوَلتُماها مِن مَكانٍ بَعيدٍ ، وما زادَ اللّهُ مِن شاكٍّ في هذَا الأَمرِ بِكِتابِكُما إلّا شَكّا . وما أنتُما وَالخِلافَةَ ؟ وأمّا أنتَ يا مُعاوِيَةُ فَطليقٌ ، وأمّا أنتَ يا عَمرُو فَظَنونٌ . ألا فَكُفّا عَنّي أنفُسَكُما ، فَلَيس لَكُما ولا لي نَصيرٌ .
وكَتَبَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ مَعَ كِتابِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ :
مُعاوِيَ إنَّ الحَقَّ أبلَجُ واضِحٌ
ولَيسَ بِما رَبَّصتَ أنتَ ولا عَمرُو۲.

1.مروج الذهب : ج۲ ص۳۸۷ .

2.وقعة صفّين : ص۶۲ ؛ شرح نهج البلاغة : ج۳ ص۱۰۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
378

جَعَلَ اللّهُ لِوَلِيِّ المَظلومِ سُلطانا ، فَانصُروا خَليفَتَكُمُ المَظلومَ ؛ فَقَدَ صَنَعَ بِهِ القَومُ ما تَعلَمونَ ، قَتَلوهُ ظُلما وبَغيا ، وقَد أمَرَ اللّهُ بِقِتالِ الفِئَةِ الباغِيَةِ حَتّى تَفيءَ إلى أمرِ اللّهِ . ثُمَّ نَزَلَ ۱ .

راجع : ص 363 (أهداف معاوية في حرب الدعاية وحكمة أجوبة الإمام) .

5 / 5

المُصالَحَةُ مَعَ الرُّومِ

۲۴۱۳.تاريخ الطبري عن حرملة بن عمران :أتى مُعاوِيَةَ في لَيلَةٍ أنَّ قَيصَرَ قَصَدَ لَهُ فِي النّاسِ ، وأنَّ ناتِلَ بنَ قَيسٍ الجُذامِيَّ غَلَبَ فِلَسطينَ وأخَذَ بَيتَ مالِها ، وأنَّ المِصرِيّينَ الَّذينَ كانَ سَجَنَهُم هَرَبوا ، وأنَّ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ قَصَدَ لَهُ فِي النّاسِ ، فَقالَ لِمُؤَذِّنِهِ : أذِّن هذِهِ السّاعَةَ ، ـ وذلِكَ نِصفُ اللَّيلِ ـ فَجاءَهُ عَمرُو بنُ العاصِ فَقالَ : لِمَ أرسَلتَ إلَيَّ ؟ قالَ : أنَا ما أرسَلتُ إلَيكَ ، قالَ : ما أذَّنَ المُؤَذِّنُ هذِهِ السّاعَةَ إلّا مِن أجلي ، قالَ : رُميتُ بالقِسِيِّ الأَربَعِ ! قالَ عَمرٌو : أمّا هؤُلاءِ الَّذينَ خَرَجوا مِن سِجنِكَ ، فَإِنَّهُم إن خَرَجوا مِن سِجنِكَ فَهُم في سِجنِ اللّهِ عَزَّوجَلَّ وهُم قَومٌ شُراةٌ لا رحلَةَ بِهِم ، فَاجعَل لِمَن أتاكَ بِرَجُلٍ مِنهُم أو بِرَأسِهِ دِيتَهُ فَإِنَّكَ سَتُؤتى بِهِم ، وَانظُر قَيصَرَ فَوادِعهُ وأعطِهِ مالاً وحُلَلاً مِن حُلَلِ مِصرَ فَإِنَّهُ سَيَرضى مِنكَ بِذاكَ ، وَانظُر ناتِلَ بنَ قَيسٍ فَلَعَمري ما أغضَبَهُ الدّينُ ولا أرادَ إلّا ما أصابَ ، فَاكتُب إلَيهِ وهَب لَهُ ذلِكَ وهَنِّئهُ إيّاهُ ، فَإِن كانَت لَكَ قُدرَةٌ عَلَيهِ وإن لَم تَكُن لَكَ فَلا تَأسَ عَلَيهِ ، وَاجعَل حَدَّكَ وحَديدَكَ لِهذَا الَّذي عِندَهُ دُم ابنِ عَمِّكَ ۲ .

1.وقعة صفّين : ص۱۲۷ وراجع البداية والنهاية : ج۷ ص۲۳۰ .

2.تاريخ الطبري : ج۵ ص۳۳۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج3
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 151963
الصفحه من 670
طباعه  ارسل الي