وَالمَشرَبِ ، وأعوذُ بِكَ مِن شَرِّ ما أعلَمُ ومِن شَرِّ ما لا أعلَمُ ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الفَواحِشِ كُلِّها ؛ ما ظَهَرَ مِنها وما بَطَنَ ، وأعوذُ بِكَ رَبّي أن أشتَرِيَ الجَهلَ بِالعِلمِ كَمَا اشتَرى غَيري ، أوِ السَّفَهَ بِالحِلم ، أوِ الجَزَعَ بِالصَّبرِ ، أوِ الضَّلالَةَ بِالهُدى ، أوِ الكُفرَ بِالإيمانِ . يا رَبِّ مُنَّ عَلَيَّ بِذلِكَ ؛ فَإِنَّكَ تَتَوَلَّى الصّالِحينَ ، ولا تُضيعُ أجرَ المُحسِنينَ ، وَالحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ ۱ .
9 / 3
تَحريضُ الإِمامِ أصحابَهُ عَلَى القِتالِ
۲۲۲۱.الجمل :إنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام أنظَرَهُم [أصحابَ الجَمَلِ] ثَلاثَةَ أيّامٍ ؛ لِيَكُفّوا ويَرعَووا ، فَلَمّا عَلِمَ إصرارَهُم عَلَى الخِلافِ قامَ في أصحابِهِ فَقالَ :
عِبادَ اللّهِ ! اِنهَدوا إلى هَؤلاءِ القَومِ مُنشَرِحَةً صُدورُكُم ، فَإِنَّهُم نَكَثوا بَيعَتي ، وقَتَلوا شيعَتي ، ونَكَّلوا بِعامِلي ، وأخرَجوهُ مِنَ البَصرَةِ بَعدَ أن آلَموهُ بِالضَّربِ المُبَرِّحِ ، وَالعُقوبَةِ الشَّديدَةِ ، وهُوَ شَيخٌ مِن وُجوهِ الأَنصارِ وَالفُضَلاءِ ، ولَم يَرعَوا لَهُ حُرمَةً ، وقَتَلُوا السَّبابِجَةَ رِجالاً صالِحينَ ، وقَتَلوا حُكَيمَ بنَ جَبَلَةَ ظُلما وعُدوانا ؛ لِغَضَبِهِ للّهِِ ، ثُمَّ تَتَبَّعوا شيعَتي بَعدَ أن هَرَبوا مِنهُم وأخَذوهُم في كُلِّ غائِطَةٍ ۲ ، وتَحتَ كُلِّ رابِيَةٍ ، يَضرِبونَ أعناقَهُم صَبرا ، ما لَهُم؟ «قَـتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ»۳ ! !
فَانهَدوا إلَيهِم عِبادَ اللّهِ ، وكونوا اُسودا عَلَيهِم ؛ فَإِنَّهُم شِرارٌ ، ومُساعِدوهُم عَلَى الباطِلِ شِرارٌ ، فَالقَوهُم صابِرينَ مُحتَسِبينَ مَوَطِّنينَ أنفُسَكُم ، إنَّكُم مُنازِلونَ ومُقاتِلونَ ، قَد وَطَّنتُم أنفُسَكُم عَلَى الضَّربِ وَالطَّعنِ ومُنازَلَةِ الأَقرانِ . فَأَيُّ امرِى ء