65
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

فَقالَ عُمَرُ : هيهاتَ وَاللّهِ يَابنَ عَبّاسٍ ، قَد كانَت تَبلُغُني عَنكَ أشياءُ كُنتُ أكرَهُ أن أفُرُّكَ عَنها ۱ ، فَتُزيلَ مَنزِلَتَكَ مِنِّي .
فَقُلتُ : وما هِيَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؛ فإِن كانَت حَقّا فَما يَنبَغي أن تُزيلَ مَنزِلَتي مِنكَ ، وإن كانَت باطِلاً فَمِثلي أماطَ الباطِلَ عَن نَفسِهِ !
فَقالَ عُمَرُ : بَلَغَني أنَّكَ تَقولُ : إنَّما صَرَفوها عَنّا حَسَدا وظُلما !
فَقُلتُ : أمّا قَولُكَ ـ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ : ظُلما ، فَقَد تَبَيَّنَ لِلجاهِلِ والحَليمِ . وأمّا قَولُكَ : حَسَدا ، فَإِنَّ إبليسَ حَسَدَ آدَمَ ، فَنَحنُ وُلدُهُ المَحسودونَ .
فَقالَ عُمَرُ : هَيهاتَ ، أبَت واللّهِ قُلوبُكُم يا بَني هاشِمٍ إلّا حَسَدا ما يَحولُ ، وضَغَنا وغِشّا ما يَزولُ .
فَقُلتُ : مَهلاً يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لا تَصِف قُلوبَ قَومٍ أذهَبَ اللّهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيرا بِالحَسَدِ وَالغِشِّ ؛ فَإِنَّ قَلبَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله مِن قُلوبِ بَني هاشِمٍ .
فَقالَ عُمَرُ : إلَيكَ عَنّي يَابنَ عَبّاسٍ .
فَقُلتُ : أفعَلُ ، فَلَمّا ذَهَبتُ لِأَقومَ استَحيا مِنّي ، فَقالَ : يَابنَ عَبّاسٍ ، مَكانَكَ ، فَوَاللّهِ إنّي لَراعٍ لِحَقِّكَ ، مُحِبٌّ لِما سَرَّكَ .
فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ لي عَلَيكَ حَقّا وعَلى كُلِّ مُسلِمٍ ، فَمَن حَفِظَهُ فَحَظَّهُ أصابَ ، ومَن أضاعَهُ فَحَظَّهُ أَخطَأَ . ثُمَّ قامَ فَمَضى ۲ .

۱۰۰۷.شرح نهج البلاغة :قالَ [عُمَرُ بنُ الخَطّابِ ]لِابنِ عَبّاسٍ : يا عَبدَ اللّهِ ، أنتمُ أهلُ رَسولِ اللّهِ ، وآلُهُ ، وبَنو عَمِّهِ ، فَما تَقولُ مَنعَ قَومِكُم مِنكُم ؟ قالَ : لا أدري عِلَّتَها ، وَاللّهِ ما أضمَرنا لَهُم إلّا خَيرا .

1.كذا ، وفي الكامل في التاريخ : «اُقرّك عليها» .

2.تاريخ الطبري : ج۴ ص۲۲۳ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۲۱۸ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
64

۱۰۰۵.الإمام الصادق عليه السلام :وَاللّهِ ما بايَعَ عَلِيٌّ عليه السلام حَتّى رَأَى الدُّخانَ قَد دَخَلَ عَلَيهِ بَيتَهُ ۱ .

راجع : ص 40 (الهجوم على بيت فاطمة بنت رسول اللّه ) .

1 / 16

الذَّرائِعُ في قَرارِ السَّقيفَةِ

1 / 16 ـ 1

كَراهَةُ اجتِماعِ النُّبُوَّةِ والخِلافَةِ في بَيتٍ

۱۰۰۶.تاريخ الطبري عن ابن عبّاس :قالَ [عُمَرُ بنُ الخَطّابِ] : يَابنَ عَبّاسٍ ، أ تَدري ما مَنَعَ قَومَكُم مِنهُم [بَني هاشِمٍ] بَعدَ مُحَمَّدٍ ؟ فَكَرِهتُ أن اُجيبَهُ ، فَقُلتُ : إن لَم أكُن أدري فَأَميرُ المُؤمِنينَ يُدريني .
فَقالَ عُمَرُ : كَرِهوا أن يَجمَعوا لَكُمُ النُّبُوَّةَ والخِلافَةَ ، فَتَبَجَّحوا عَلى قَومِكُم بَجَحا بَجَحا ، فَاختارَت قُرَيشٌ لِأَنفُسِها ، فَأَصابَت ووُفِّقَت .
فَقُلتُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إن تَأذَن لي فِي الكَلامِ وتُمِط عَنِّي الغَضَبَ ، تَكَلَّمتُ . فَقالَ : تَكَلَّم يَابنَ عَبّاسٍ .
فَقُلتُ : أمّا قَولُكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ : «اِختارَت قُرَيشٌ لِأَنفُسِها ، فَأَصابَت ووُفِّقَت» ، فَلَو أنَّ قُرَيشا اِختارَت لاِنفُسِها حَيثُ اختارَ اللّهُ عَزَّوجَلَّ لَها لَكانَ الصَّوابُ بِيَدِها غَيرَ مَردُودٍ ولا مَحسودٍ . وأمّا قَولُكَ : إنَّهُم كَرِهوا أن تَكونَ لَنَا النُّبُوَّةَ والخِلافَةُ ، فَإِنَّ اللّهَ عَزَّوجَلَّ وَصَفَ قَوما بِالكَراهِيَّةِ فَقالَ : «ذَ لِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُواْ مَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَــلَهُمْ»۲ .

1.الشافي : ج۳ ص۲۴۱ عن حمران بن أعين ، بحار الأنوار : ج۲۸ ص۳۹۰ .

2.محمّد : ۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 170190
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي