577
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

ولا تَختِلَنَّ عَدُوَّكَ ؛ فَإِنَّهُ لا يَجتَرِئُ عَلَى اللّهِ إلّا جاهِلٌ شَقِيٌّ . وقَد جَعَلَ اللّهُ عَهدَهُ وذِمَّتَهُ أمنا أفضاهُ بَينَ العِبادِ بِرَحمَتِهِ ، وحَريما يَسكُنونَ إلى مَنَعَتِهِ ويَستَفيضونَ إلى جِوارِهِ . فَلا إدغالَ ولا مُدالَسَةَ ولا خِداعَ فيهِ .
ولا تَعقِد عَقدا تُجَوِّزُ فيهِ العِلَلَ ، ولا تُعَوِّلَنَّ عَلى لَحنِ قَولٍ بَعدَ التَّأكيدِ وَالتَّوثِقَةِ ، ولا يَدعُوَنَّكَ ضيقُ أمرٍ لَزِمَكَ فيهِ عَهدُ اللّهِ إلى طَلَبِ انفِساخِهِ بِغَيرِ الحَقِّ ؛ فَإِنَّ صَبرَكَ عَلَى ضيقِ أمرٍ تَرجُو انفِراجَهُ وفَضلَ عاقِبَتِهِ خَيرٌ من غَدرٍ تَخافُ تَبِعَتَهُ ، وأن تُحيطَ بِكَ مِنَ اللّهِ فيهِ طِلبَةٌ ، فَلا تَستَقبِلُ فيها دُنياكَ ولا آخِرَتَكَ ۱ .

10 / 3 ـ 5

أداءُ الأَمانَةِ

۱۹۲۱.الإمام عليّ عليه السلام :أدُّوا الأَمانَةَ إلى مَنِ ائتَمَنَكُم ولَو إلى قَتَلَةِ أولادِ الأَنبِياءِ عليهم السلام ۲ .

۱۹۲۲.عنه عليه السلام :لا تَخُن مَنِ ائتَمَنَكَ وإن خانَكَ ، ولا تُذِع سِرَّه وإن أذاعَهُ ۳ .

۱۹۲۳.عنه عليه السلامـ مِن كِتابٍ لَهُ عليه السلام إلَى الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ ـ: وإنَّ عَمَلَكَ لَيسَ لَكَ بِطُعمَةٍ ، ولكِنَّهُ في عُنُقِكَ أمانَةٌ ، وأنتَ مُستَرعىً لِمَن فَوقَكَ ۴ .

۱۹۲۴.عنه عليه السلامـ مِن عَهدٍ لَهُ إلى بَعضِ عُمّالِ الصَّدَقاتِ ـ: مَن لَم يَختَلِف سِرُّهُ وعَلانِيَتُهُ وفِعلُه

1.نهج البلاغة : الكتاب ۵۳ ، تحف العقول : ص۱۴۵ نحوه وراجع دعائم الإسلام : ج۱ ص۳۶۸ وعيون الحكم والمواعظ : ص۱۶۲ ح۳۴۶۳ .

2.الخصال : ص۶۱۴ ح۱۰ عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج۷۵ ص۱۱۵ ح۸ .

3.تحف العقول : ص۸۱ ، عيون الحكم والمواعظ : ص۵۱۹ ح۹۴۲۶ وفيه «ولا تشن عدوّك وإن شانك» بدل «ولا تذع . . .» ، بحار الأنوار : ج۷۷ ص۲۰۸ ح۱ نقلاً عن السيّد ابن طاووس في كتاب الوصايا ؛ نظم درر السمطين : ص۱۶۷ ، كنز العمّال : ج۱۶ ص۱۷۸ ح۴۴۲۱۵ نقلاً عن الوكيع والعسكري في المواعظ .

4.نهج البلاغة : الكتاب ۵ ؛ جواهر المطالب : ج۲ ص۲۶ وليس فيه ذيله .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
576

بِكُم ، أو جاهِلٍ يَعجَلُ عَلَيكُم ، وَالكَلامُ ذَكرٌ ، وَالجَوابُ اُنثى ؛ فَاذَا اجتَمَعَ الزَّوجانِ فَلابُدَّ مِنَ النِّتاجِ . ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :


سَليمُ العِرضِ مَن حَذَرَ الجَوابا
ومَن دارَى الرِّجالَ فَقَد أصابا

ومَن هابَ الرِّجالَ تَهَيَّبوهُ
ومَن حَقَّرَ الرِّجالَ فَلَن يُهابا۱

10 / 3 ـ 4

الوَفاءُ بِالعَهدِ

۱۹۱۸.الإمام عليّ عليه السلام :أيُّهَا النّاسُ ! وإنَّ الوَفاءَ تَوأَمُ الصِّدقِ ، ولا أعلَمُ جُنَّةً أوقى مِنهُ ، وما يَغدِرُ مَن عَلِمَ كَيفَ المَرجِعُ ۲ ، ولَقَد أصبَحنا في زَمانٍ قَدِ اتَّخَذَ أكثَرُ أهلِهِ الغَدرَ كَيسا ۳ ، ونَسَبَهم أهلُ الجَهلِ فيهِ إلى حُسنِ الحيلَةِ ۴ .

۱۹۱۹.عنه عليه السلام :مِن أفضَلِ الإِسلامِ الوَفاءُ بِالذِّمامِ ۵ .

۱۹۲۰.عنه عليه السلامـ في عَهدِهِ إلى مالِكٍ الأَشتَرِ ـ: وإن عَقَدتَ بَينَكَ وبَينَ عَدُوِّكَ عُقدَةً ، أو ألبَستَهُ مِنكَ ذِمَّةً فَحُط عَهدَكَ بِالوَفاءِ ، وَارعَ ذِمَّتَكَ بِالأَمانَةِ ، وَاجعَل نَفسَكَ جُنَّةً دونَ ما أعطَيتَ ؛ فَإِنَّهُ لَيسَ مِن فَرائِضِ اللّهِ شَيءٌ النّاسُ أشَدُّ عَلَيهِ اجتِماعا مَعَ تَفَرُّقِ أهوائِهِم وتَشَتُّتِ آرائِهِم مِن تَعظيمِ الوَفاءِ بِالعُهودِ . وقَد لَزِمَ ذلِكَ المُشرِكونَ فيما بَينَهُم دونَ المُسلِمينَ لِمَا استَوبَلوا ۶ مِن عَواقِبِ الغَدرِ . فَلا تَغدِرَنَّ بِذِمَّتِكَ ، ولا تَخيسَنَّ بِعَهدِكَ ،

1.الخصال : ص۷۲ ح۱۱۱ عن محمّد بن أحمد الكاتب النيسابوري ، روضة الواعظين : ص۴۱۲ نحوه وليس فيه الشعر ؛ شعب الإيمان : ج۶ ص۳۴۴ ح۸۴۴۸ عن أبان بن تغلب ، كنز العمّال : ج۳ ص۶۹۵ ح۸۴۸۹ .

2.أي من علم الآخرة وطوى عليها عقيدته منعه ذلك أن يغدر (شرح نهج البلاغة : ج۲ ص۳۱۳) .

3.الكَيْس : العقل (النهاية : ج۴ ص۲۱۷) .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۴۱ ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص۹۸ نحوه ، عيون الحكم والمواعظ : ص۱۵۲ ح۳۳۳۴ وفيه إلى «أوقى منه» ؛ المعيار والموازنة : ص۹۶ نحوه .

5.عيون الحكم والمواعظ : ص۴۷۱ ح۸۶۱۴ .

6.الوبال : الوخامة وسوء العاقبة (مجمع البحرين : ج۳ ص۱۹۰۱) .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 167451
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي