531
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

وَصِفتُم مَساوِئَ أعمالِهِم فَقُلتُم : مِن سيرَتِهِم كَذا وكَذا ، ومِن عَمَلِهِم كَذا وكَذا ، كانَ أصوَبَ فِي القَولِ ، وأبلَغَ في العُذرِ . ولَو قُلتُم مَكانَ لَعنِكُم إيّاهُم وبَراءَتِكُم مِنهُمُ : اللّهُمَّ احقِن دِماءَنا ودِماءَهُم ، وأصلِح ذاتَ بَينِنا وبَينِهِم ، وَاهدِهِم مِن ضَلالَتِهِم ، حَتّى يَعرِفَ الحَقَّ مِنهُم من جَهِلَهُ ، ويَرعَوِيَ عَنِ الغَيِّ وَالعُدوانِ مَن لَهِجَ بِهِ ، كانَ هذا أحَبَّ إلَيَّ وخَيرا لَكُم .
فَقالا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، نَقبَلُ عِظَتَكَ ، ونَتَأَدَّبُ بِأَدَبِكَ ۱ .

۱۷۳۰.الإمام عليّ عليه السلام :لا تَشِن ۲ عَدُوَّكَ وإن شانَكَ ۳ .

8 / 12

الرِّفقُ ما لَم يَكُن تَآمُرا

۱۷۳۱.الإمام عليّ عليه السلام :الرِّفقُ يَفِلُّ حَدَّ المُخالَفَةِ ۴ .

۱۷۳۲.عنه عليه السلامـ في الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ: قارِب عَدُوَّكَ بَعضَ المُقارَبَةِ تَنَل حاجَتَكَ ، ولا تُفِرطُ في مُقارَبَتِهِ فَتُذِلَّ نَفسَكَ وناصِرَكَ ، وتَأمَّل حالَ الخَشَبَةِ المَنصوبَةِ في الشَّمسِ الَّتي إن أمَلتَها زادَ ظِلُّها ، وإن أفرَطتَ في الإِمالَةِ نَقَصَ الظِّلُّ ۵ .

۱۷۳۳.تاريخ الطبري عن عبد المَلِك بن أبي حُرّةَ الحَنَفيّ :أنّ عَليّا خَرَجَ ذاتَ يَومٍ يَخطُبُ ، فَإِنَّهُ لَفي خُطبَتِهِ إذ حَكَّمَتِ المُحَكِّمَةُ في جَوانِبِ المَسجِدِ .
فَقالَ عَليٌّ : اللّهُ أكبَرُ ! كَلِمَةُ حَقٍّ يُرادُ بِها باطِلٌ ! إن سَكَتوا عَمَمناهُم ۶ ، وإن

1.وقعة صفّين : ص۱۰۳ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۳۹۹ ح۳۶۹ ـ ۳۷۳ وراجع نهج البلاغة : الخطبة ۲۰۶ والأخبار الطوال : ص۱۶۵ .

2.الشَّيْن : العَيْب (لسان العرب : ج۱۳ ص۲۴۴) .

3.غرر الحكم : ح۱۰۴۱۸ .

4.غرر الحكم : ح۵۶۰ .

5.شرح نهج البلاغة : ج۲۰ ص۳۴۲ ح۹۲۳ .

6.لعلّه من قولهم : عمّمناه أمرنا ؛ أي ألزمناه (اُنظر لسان العرب : ج۱۲ ص۴۲۷) .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
530

كانَ ذلِكَ ، فَقالَ : أ وَما سَمِعتَ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : لا حَدَّ عَلى مُعتَرِفٍ بَعدَ بَلاءٍ ، إنَّهُ مَن قَيَّدتَ أو حَبَستَ أو تَهَدَّدتَ فلا إقرارَ لَهُ . قالَ : فَخَلّى عُمَرُ سَبيلَها ، ثُمَّ قالَ : عَجَزَتِ النِّساءُ أن تَلِدَ مِثلَ عَليِّ بنِ أبي طالِبٍ ، لَولا عَليٌّ لَهَلَكَ عُمَرُ ۱ .

۱۷۲۸.الإمام عليّ عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ في أوائِلِ خِلافَتِهِ ـ: إنَّ اللّهَ حَرَّمَ حَراما غَيرَ مَجهولٍ ، وأحَلَّ حَلالاً غَيرَ مَدخولٍ ، وفَضَّلَ حُرمَةَ المُسلِمِ عَلَى الحُرَمِ كُلِّها ، وَشَدَّ بِالإِخلاصِ والتَّوحيدِ حُقوقَ المُسلِمينَ في مَعاقِدِها ، «فَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمونَ مِن لِسانِهِ ويَدِهِ» إلّا بِالحَقِّ ، ولا يَحِلُّ أذَى المُسلِمِ إلّا بِما يَجِبُ ۲ .

8 / 11

النَّهيُ عَنِ السَّبِّ

۱۷۲۹.وقعة صفّين عن عبد اللّه بن شريك :خَرَجَ حُجرُ بنُ عَدِيٍّ وعَمرُو بنُ الحَمِقِ يُظهِرانِ البَراءَةَ وَاللَّعنَ مِن أهلِ الشّامِ ، فَأَرسَلَ إلَيهِما عَلِيٌّ : أن كُفّا عَمّا يَبلُغُني عَنكُما .
فَأَتَياهُ فَقالا : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، أ لَسنا مُحِقّينَ ؟
قالَ : بَلى .
قالا : أ وَلَيسوا مُبطِلينَ ؟
قالَ : بَلى .
قالا : فَلِمَ مَنَعتَنا مِن شَتمِهِم ؟
قالَ : كَرِهتُ لَكُم أن تَكونوا لَعّانينَ شَتّامينَ ، تَشتِمونَ وتَتَبَرَّؤونَ ، ولكِن لَو

1.مسند زيد : ص۳۳۵ ، كشف اليقين : ص۷۳ ح۵۵ ، كشف الغمّة : ج۱ ص۱۱۳ ؛ ذخائر العقبى : ص۱۴۶ وليس فيه «ثمّ قال . . .» ، المناقب للخوارزمي : ص۸۱ ح۶۵ .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۶۷ ، بحار الأنوار : ج۳۲ ص۴۰ ح۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 173655
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي