355
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

لَهُ عليه السلام : فَانطَلِق إذا ، فَكُن كَما اُمِرتَ بِهِ .
ثُمَّ بَعَثَ إلى اُسامَةَ بنِ زَيدٍ ، فَلَمّا جاءَ قالَ لَهُ : بايِع . فَقالَ : إنّي مَولاكَ ، ولا خِلافَ مِنّي عَلَيكَ ، وسَتَأتيكَ بَيعَتي إذا سَكَنَ النّاسُ . فَأَمَرَهُ بِالاِنصِرافِ ، ولَم يَبعَث إلى أحَدٍ غَيرَهُ .
وقيلَ لَهُ : أ لا تَبَعَثُ إلى حَسّانِ بنِ ثابِتٍ ، وكَعبِ بنِ مالِكٍ ، وعَبدِ اللّهِ بنِ سَلامٍ ؟فَقالَ : لا حاجَةَ لَنا فيمَن لا حاجَةَ لَهُ فينا .
فَأَمّا أصحابُنا فَإِنَّهُم يَذكُرونَ في كُتُبِهِم أنَّ هؤُلاءِ الرَّهط إنَّمَا اعتَذَروا بِمَا اعتَذَروا بِهِ لَمّا نَدَبَهُم إلَى الشُّخوصِ مَعَهُ لِحَربِ أصحابِ الجَمَلِ ، وأنَّهُم لَم يَتَخَلّفوا عَنِ البَيعَةِ ، وإنَّما تَخَلَّفوا عَنِ الحَربِ .
وَرَوى شَيخُنا أبُو الحُسَينِ في كِتابِ الغُرَرِ أنَّهُم لَمَّا اعتَذَروا إلَيهِ بِهذِهِ الأَعذارِ ، قالَ لَهُم : ما كُلُّ مَفتونٍ يُعاتَبُ ، أعِندَكُم شَكٌّ في بَيعَتي ؟ قالوا : لا . قالَ : فَإِذا بايَعتُم فَقَد قاتَلتُم ، وأعفاهُم مِن حُضورِ الحَربِ ۱ .

1 / 10

هُوِيَّةُ عِدَّةٍ مِمَّن تَخَلَّفَ عَن بَيعَتِهِ

1 / 10 ـ 1

عبد اللّه بن عمر بن الخطّاب

ولد في السنة الثانية بعد البعثة ۲ وأسلم منذ نعومة أظفاره مع أبيه في مكّة ۳ ،

1.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۸ .

2.استنتاج من الطبقات الكبرى : ج۴ ص۱۴۳ ، تهذيب الكمال : ج۱۵ ص۳۴۰ الرقم ۳۴۴۱ ، تاريخ بغداد : ج۱ ص۱۷۲ ح۱۳ ، الاستيعاب : ج۳ ص۸۱ الرقم ۱۶۳۰ .

3.الطبقات الكبرى : ج۴ ص۱۴۲ ، تهذيب الكمال : ج۱۵ ص۳۳۳ الرقم ۳۴۴۱ ، تاريخ بغداد : ج۱ ص۱۷۱ ح۱۳ ، تاريخ دمشق : ج۳۱ ص۸۴ ، الاستيعاب : ج۳ ص۸۱ الرقم ۱۶۳۰ ، اُسد الغابة : ج۳ ص۳۳۷ الرقم ۳۰۸۲ وزاد فيهما «قد قيل : إنّ إسلامه كان قبل إسلام أبيه» ، المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۶۴۷ ح۶۳۷۷ وفيه «أسلم عبد اللّه بن عمر قبل أبيه» وفيه تأمّل ، لأنّ إسلام عمر في السنة السادسة من البعثة وفي هذه السنة كان لعبد اللّه بن عمر أربع أو خمس سنين .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
354

الأَمرِ مِنهُ ، ولا أولى بِهِ .
فَقالَ النّاسُ بِأَجمَعِهِم : قَد رَضينا ، وهُوَ عِندَنا ما ذَكَرتُم وأفضَلُ .
وقاموا كُلُّهُم ، فَأَتَوا عَلِيّا عليه السلام ، فَاستَخرَجوهُ مِن دارِهِ ، وسَأَلوهُ بَسطَ يَدِهِ ، فَقَبَضَها ، فَتَداكّوا عَلَيهِ تَداكَّ الإِبِلِ الهيمِ عَلى وِردِها ، حَتّى كادَ بَعضُهُم يَقتُلُ بَعضا ، فَلَمّا رَأَى مِنهُم ما رَأى سَأَلَهُم أن تَكونَ بَيعَتُهُ فِي المَسجِدِ ظاهِرَةً لِلنّاسِ ، وقالَ : إن كَرِهَني رَجُلٌ واحِدٌ مِنَ النّاسِ لَم أدخُل في هذَا الأَمرِ .
فَنَهَضَ النّاسُ مَعَهُ حَتّى دَخَلَ المَسجِدَ ، فَكانَ أوَّلُ مَن بايَعَهُ طَلحَةَ . فَقالَ قَبيصَةُ ابنُ ذُؤَيبٍ الأَسَدِيُّ : تَخَوَّفتُ أن لا يَتِمَّ لَهُ أمرُهُ ؛ لِأَنَّ أوَّلَ يَدٍ بايَعَتهُ شَلّاءُ . ثُمَّ بايَعَهُ الزُّبَيرُ ، وبايَعَهُ المُسلمونَ بِالمَدينَةِ ، إلّا مُحَمَّدَ بنَ مَسلَمَةَ ، وعَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ ، واُسامَةَ بنَ زَيدٍ ، وسَعدَ بنَ أبي وَقّاصٍ ، وكَعبَ بنَ مالِكٍ ، وحَسّانَ بنَ ثابِتٍ ، وعَبدَ اللّهِ بنَ سَلامٍ .
فَأَمَرَ بِإِحضارِ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ ، فَقالَ لَهُ : بايِع . قالَ : لا اُبايِعُ حَتّى يُبايِعَ جَميعُ النّاسِ . فَقَالَ لَهُ عليه السلام : فَأَعطِني حَميلاً أن لا تَبرَحَ . قالَ : ولا اُعطيكَ حَميلاً . فَقالَ الأَشتَرُ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، إنَّ هذا قَد أمِنَ سَوطَكَ وسَيفَكَ ، فَدَعني أضرِب عُنُقَهُ !فَقالَ : لَستُ اُريدُ ذلِكَ مِنهُ عَلى كُرهٍ ، خَلّوا سَبيلَهُ . فَلَمَّا انصَرَفَ قالَ أميرُ المُؤمِنينَ : لَقَد كانَ صَغيرا وهُوَ سَيِّئُ الخُلُقِ ، وهُوَ في كِبَرِهِ أسَوَأُ خُلُقا .
ثُمَّ اُتِيَ بِسَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ ، فَقالَ لَهُ : بايِع . فَقالَ : يا أبَا الحَسَنِ خَلِّني ، فَإِذا لَم يَبقَ غَيري بايَعتُكَ ، فَوَاللّهِ لا يَأتيكَ مِن قِبَلي أمرٌ تَكرَهُهُ أبَدا . فَقالَ : صَدَقَ ، خَلّوا سَبيلَهُ .
ثُمَّ بَعَثَ إلى مُحَمّدِ بنِ مَسلَمَةَ ، فَلَمّا أتاهُ قالَ لَهُ : بايِع . قالَ : إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله أمَرَني إذَا اختَلَفَ النّاسُ وصاروا هكَذا ـ وشَبَّكَ بَينَ أصابِعِهِ ـ أن أخرُجَ بِسَيفي فَأَضرِبَ بِهِ عَرضَ اُحدٍ فإِذا تَقَطَّعَ أتَيتُ مَنزِلي ، فَكُنتُ فيهِ لا أبرَحُهُ حَتّى تَأتِيَني يَدٌ خاطِئَةٌ ، أو مَنِيَّةٌ قاضِيَةٌ . فَقال

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 171212
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي