347
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

الكثيرة باجتماع المهاجرين والأنصار على بيعة الإمام عليه السلام ۱ .
لكن ذكرت بعض المصادر أخبارا تدلّ على تخلّف أمثال : عبد اللّه بن عمر ، وسعد بن أبي وقّاص ، ومحمّد بن مسلمة ، واُسامة بن زيد ، وحسّان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وعبد اللّه بن سلام ، ومروان بن الحكم ، وسعيد بن العاص ، والوليد بن عقبة ، عن البيعة ۲ .
وفي تخلّف هؤلاء عن البيعة نظريّتان :
الاُولى : إنّ هؤلاء تخلّفوا عن بيعة الإمام ، بل كانوا مخالفين لبيعته واقعا .
الثانية : إنّهم لم يخالفوا أصل البيعة ، وأنّ ما ورد في النصوص مشعرا بذلك فهو بمعنى عدم مُسايرتهم للإمام في حروبه الداخليّة .
قال الحاكم النيسابوري ـ بعد ذكر الأخبار الواردة في بيعة النّاس للإمام ـ : «أمّا قول من زعم أنّ عبد اللّه بن عمر وأبا مسعود الأنصاري وسعد بن أبي وقّاص وأبا موسى الأشعري ومحمّد بن مسلمة الأنصاري واُسامة بن زيد قعدوا عن بيعته ، فإنّ هذا قول مَن يجحد حقيقة تلك الأحوال» ، ثمّ ذكر أنّ هؤلاء بايعوا الإمام لكن لم يسايروه في حروبه الداخليّة ؛ لأسباب دَعَتهم إلى ذلك ، ممّا أوقع البعض في اعتقاد أنّهم مخالفين لبيعة الإمام عليه السلام ۳ .
وقد ارتضى هذا الرأي ابن أبي الحديد ، ونسبه إلى المعتزلة في كتابه شرح نهج البلاغة ۴ .

1.العقد الفريد : ج۳ ص۳۱۱ ، تاريخ الطبري : ج۴ ص۴۲۷ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۳۰۲ .

2.الإرشاد : ج۱ ص۲۴۳ ؛ تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۳۷ ، شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۹ .

3.المستدرك على الصحيحين : ج۳ ص۱۲۴ ح۱۲۷ .

4.شرح نهج البلاغة : ج۴ ص۹ و۱۰ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
346

وقامَ صَعصَعَةُ بنُ صوحان فَقالَ : وَاللّهِ ، يا أميرَ المُؤمِنينَ ، لَقَد زَيَّنتَ الخِلافَةَ وما زانَتكَ ، ورَفَعتَها وما رَفَعَتكَ ، ولَهِيَ إلَيكَ أحوَجُ مِنكَ إلَيها .
ثُمَّ قامَ مالِكُ بنُ الحارِثِ الأَشتَرُ فَقالَ : أيُّهَا النّاسُ ، هذا وَصِيُّ الأَوصِياءِ ، ووَارِثُ علِمِ الأَنبِياءِ ، العَظيمُ البَلاءِ ، الحَسَنُ العَناءِ ۱ ، الَّذي شَهِدَ لَهُ كِتابُ اللّهِ بِالإِيمانِ ، ورَسولُهُ بِجَنَّةِ الرِّضوانِ ، مَن كَمُلَت فيهِ الفَضائِلُ ، ولَم يَشُكَّ في سابِقَتِهِ وعِلمِهِ وفَضلِهِ الأَواخِرُ ولَا الأَوائِلُ .
ثُمَّ قامَ عُقبَةُ بنُ عَمرٍو فَقالَ : مَن لَهُ يَومٌ كَيَومِ العَقَبَةِ ، وبَيعَةٌ كَبَيعَةِ الرِّضوانِ ، وَالإِمامُ الأَهدَى الَّذيلا يُخافُ جَورُهُ ، وَالعالِمُ الَّذي لا يُخافُ جَهلُهُ ۲ .

راجع : ج 4 ص 629 (حذيفة بن اليمان) و ص 632 (خزيمة بن ثابت الأنصاري) .
و ج 5 ص 57 (أحمد بن حنبل) .

1 / 9

مَن تَخَلَّفَ عَن بَيعَتِهِ

كانت بيعة الإمام عليه السلام عامّة شاملة ، وقد اشترك فيها جميع المهاجرين والأنصار ۳ ، وتمام من كان في المدينة . وقد بايع الجميع عن اختيار كامل ، وحرّية تامّة . ثمّ بايعه أهالي مكّة والحجاز والكوفة ۴ .
وقد صرّح الإمام عليه السلام بأنّ بيعته عامّة شاملة ۵ ، كما صرّحت المصادر التاريخيّة

1.في الطبعة المعتمدة : «الغناء» وما أثبتناه من طبعة النجف (ج۲ ص۱۵۵) . والعناء هنا : المداراة أو حسن السياسة (لسان العرب : ج۱۵ ص۱۰۶) .

2.تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۱۷۹ .

3.تاريخ دمشق : ج۴۲ ص۴۳۷ .

4.الفتوح : ج۲ ص۴۳۹ .

5.الكامل للمبرّد : ج۱ ص۴۲۸ ؛ وقعة صفّين : ص۵۸ ، الإرشاد : ج۱ ص۲۴۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 174253
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي