الاُسطوري لعبد اللّه بن سبأ لم ينقله أحد من المؤرّخين سوى سيف بن عمر ! !
يتّضح من خلال التمعّن في الأخبار الَّتي نقلها سيف بن عمر بشأن الأحداث الَّتي وقعت بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، بأنّه كان قصّاصا ماهرا ، وأنّه كان يسعى بلا توانٍ وبشكل مقصود إلى تنزيه الحكّام الاُمويّين (أو العدنانيّين حسب تعبير العلّامة العسكري) من جميع القبائح والمفاسد . وقد عمد في هذا السياق إلى تزييف التاريخ كي لا يبقى ثمّة غبار يشوّه صورة عثمان ومعاوية وطلحة والزبير . وقد ذكر العلّامة العسكري بأنّ هذا الشخص تحدّث عن مئة وخمسين صحابيّا مختلقا ليس لهم وجود إلّا في ذهنه ، ولم يردّ ذكر أحد منهم في أيّ مصدر تاريخي آخر .
وصف علماء رجال السُنّة سيف بن عمر بكلمات من قبيل :
ليس بشيء ، كذّاب ، ضعيف ، فَلس خير منه ، متروك الحديث ، عامّة أحاديثه منكرة ، يروي الموضوعات عن الأثبات ، كان يضع الحديث ، وما شابه ذلك . وكلّها تعكس صورته الكاذبة القبيحة .
يعتقد السيّد العسكري بأنّ عبد اللّه بن سبأ ليس له وجود خارجي ، وإنّما هو شخصيّة خياليّة اختلقها سيف بن عمر ودسّها في المصادر التاريخيّة .
وعلى كلّ الأحوال فإنّ ما يمكن التوصّل إليه بشأن عبد اللّه بن سبأ يتلخّص في رأيين متناقضين تماما ، هما :
1 ـ إنّه شخصيّة بارعة وقادرة على اصطناع المواقف والوقائع وما شابه ذلك .
2 ـ إنّه شخصيّة وهميّة ومختلقة ابتدعها الخيال المريض لسيف بن عمر .
تمحيص هذين الرأيين :
الرأي الأوّل يتبنّاه السُنّة وهو أمر مشهور لدى مؤرّخيهم . ولا شكّ في أنّ هذا الرأي لا يتّسم بالرصانة ؛ فالتساؤلات الَّتي اُثيرت هاهنا حول هذا الرأي لا يوجد