اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 87

في وقعة الغدير ، وكذلك عندما كان رسول الإسلام صلى الله عليه و آله يريد خلال مرضه الّذي أدّى إلى وفاته أن يحلّ قضية القائد المقبل للعالم الإسلامي بشكل مكتوب إلّا أنه واجه ضجّة وغوغاء ، وبالتالي لم يتيسّر له التصريح بذلك . ۱

4 . المراد من الخلفاء الاثني عشر

إنّ التأمّل في هذه الكلمات : «الخليفة» ۲ و«الإمام» ۳ و«الوصي» ۴ و«الأمير» ۵ ، والكلمات المشابهة لها في الروايات المختلفة لحديث جابر ، وكذلك المنزلة العائلية للأشخاص ـ الّذين قدّمهم النبيّ صلى الله عليه و آله باعتبارهم خلفاءه ـ وعددهم ، والأهمّ من كلّ ذلك تأكيده صلى الله عليه و آله أنّ قيام الدين وعزّة الإسلام وصلاح الاُمّة حتّى القيامة متوقّف على خلافتهم ؛ كلّ ذلك يُظهر بوضوح أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله كان يريد من هذا البلاغ الهامّ أن يُقدّم مواصفات وخصوصيّات الأشخاص الّذين يتمتّعون من بعده بالصلاحية العلمية والعملية والسياسية والإدارية اللّازمة لقيادة المجتمع الإسلامي ، الأشخاص الّذين بإمكانهم ـ من جميع الجوانب ـ أن يكونوا خلفاء اللّه وخلفاء رسوله صلى الله عليه و آله .
وقد بلغت أهمّية هذا العنوان وهذا البلاغ حدّا ، بحيث إنّ أبا بكر لم يكن يُسمّي نفسه خليفة في بداية حكمه ، حيث قال مجيبا لمن قال له :
أنتَ خَليفَةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ فَقالَ : لا . قالَ : فَما أنتَ ؟ قالَ : أنَا الخالِفَةُ بَعدَهُ . ۶
وإنّ الدقّة والتأمّل في معنى كلمة الخليفة يوضّحان هذا المعنى ، فالخليفة يعني

1.صحيح البخاري : ج ۱ ص ۵۴ ح ۱۱۴ و ج ۴ ص ۱۶۱۲ ح ۴۱۶۸ و ج ۸ ص ۲۶۸۰ ح ۶۹۳۳ و مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۶۹۵ ح ۲۹۹۲ والطبقات الكبرى : ج ۲ ص ۲۴۴ .

2.راجع : ص ۶۶ (عدد الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام / ما روي بلفظ «اثنا عشر خليفة») .

3.راجع : ص ۷۰ (عدد الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام / ما روي بلفظ «اثنا عشر اماماً») .

4.راجع : ص ۷۱ (عدد الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام / ما روي بلفظ «اثنا عشر وصيّاً») .

5.راجع : ص ۶۹ (عدد الأئمّة من أهل البيت عليهم السلام / ما روي بلفظ «اثنا عشر أميراً») .

6.النهاية في غريب الحديث : ج ۲ ص ۶۹ .

الصفحه من 540