اهل البیت (تفصیلی) - الصفحه 3

«إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ۱ .
ولا ريب أنّ المراد من «أهل البيت» في هذه الآية هم الذين نزلت فيهم آية التطهير، لكن المهمّ في المقام هو أن نري المراد من هؤلاء؟

القرائن الدالّة علي تفسير أهل البيت عليهم السلام

بالتأمّل في دلالة سياق الآية ومضمونها، وبالتأمّل في إجراءات النبيّ صلى الله عليه و آله في مجال تفسير الآية والتعريف بأهل البيت ، مضافاً للقرائن الاُخرى التي ستأتي الإشارة إليها ، لا يبقي شكّ في أنّ المقصود من «أهل البيت» في الآية المذكورة ليسوا أهل بيت شخص النبيّ ، وإنّما المراد بهم أهل بيت عنوان النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ أي عدد خاصّ من أهل بيت النبيّ ، وهم الذين اُلقيت على عاتقهم هداية الاُمّة بعد النبيّ صلى الله عليه و آله .
وبعبارة اُخرى : المراد من أهل البيت هم أهل بيت الرسالة ، وهم الذين حمّلهم الباري سبحانه أعباء تبليغ رسالة النبيّ صلى الله عليه و آله بعده بشكل خاصّ .
وإليك فيما يلي بعض القرائن الدالّة على تفسير الآية:

أوّلاً: سياق آية التطهير

مقتضي التأمّل في دلالة سياق آية التطهير هو أنّ المراد من أهل البيت فيها ليس هو مطلق أقرباء النبيّ صلى الله عليه و آله ؛ وذلك أنّ الضمائر الواردة في الآيات السابقة عليها جاءت جميعاً بصيغة جمع المؤنّث ، بينما وردت الضمائر في هذا المقطع من الآية بصيغة جمع المذكر «إِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً» ، وهذا ما يكشف عن أنّ المراد منهم ليس هو مطلق قرابة النبيّ الشاملة لنسائه، وإنّما المراد منهم هو عدد خاصّ من قرابته صلى الله عليه و آله . ۲

1.الأحزاب : ۳۳.

2.هذه الآية بلحاظ السياق نظير الآيات ۲۸ و ۲۹ من سورة يوسف : «إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظيمٌ * يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هذا وَ اسْتَغْفِري لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخاطِئينَ» .

الصفحه من 540