النیة - الصفحه 9

ذلك فقال : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على‏ شاكِلَتِهِ) ، أي أنّ أعمالكم تصدر على‏ طبق ما عندكم من الشاكلة والفِعليّة الموجودة ؛ فمن كانت عنده شاكلة عادلة سَهُل اهتداؤه إلى‏ كلمة الحقّ والعمل الصالح وانتفع بالدعوة الحقّة ، ومن كانت عنده شاكلة ظالمة صعب عليه التلبّس بالقول الحقّ والعمل الصّالح ولم يزد من استماع الدعوة الحقّة إلّا خساراً ، واللَّه الّذي هو ربّكم العليم بسرائركم المدبّر لأمركم أعلم بمن عنده شاكلة عادلة وهو أهدى‏ سبيلاً وأقرب إلَى الانتفاع بكلمة الحقّ ، والّذي علمه وأخبر به أنّ المؤمنين أهدى‏ سبيلاً فيختصّ بهم الشّفاء والرّحمة بالقرآن الّذي ينزله ، ولا يبقى‏ للكافرين أهل الظّلم إلّا مزيد الخسار إلّا أن ينتزعوا عن ظلمهم فينتفعوا به .
ومن هنا يظهر النكتة في التعبير بصيغة التفضيل في قوله : (أهْدَى‏ سَبيلاً)۱ وذلك لما تقدّم أنّ الشاكلة غير ملزمة في الدعوة إلى‏ ما يلائمها ، فالشّاكلة الظّالمة وإن كانت مضلّة داعية إلَى العمل الطالح غير أ نّها لا تحتّم الضلال ، ففيها أثر من الهدى‏ وإن كان ضعيفاً ، والشاكلة العادلة أهدى‏ منها ، فافهم .۲

(انظر) النفس : باب 3863 حديث 20569 .

3921 - دَورُ النِّيَّةِ فِي العَمَلِ‏

۲۰۹۹۰.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يا أيُّها النّاسُ، إنّما الأعمالُ بالنِّيّاتِ ، وإنّما لِكُلِّ امرئٍ ما نَوى‏ ، فمَن كانَت هِجرَتُهُ إلَى اللَّهِ ورَسولِهِ فهِجرَتُهُ إلَى اللَّهِ ورَسولِهِ ، ومَن كانَت هِجرَتُهُ إلى‏ دُنيا يُصيبُها أوِ امرأةٍ يَتَزَوَّجُها فهِجرَتُهُ إلى‏ ما هاجَرَ إلَيهِ .۳

20991.عنه صلى اللَّه عليه وآله - لَمّا أغزى‏ علِيّاً عليه السلام فيِ سَرِيَّةٍ ، فقالَ رجُلٌ لأخٍ لَهُ : اُغْزُ بِنا في سَرِيّةِ علِيٍّ لَعلَّنا نُصيبُ خادِماً أو دابَّةً أو

1.الإسراء : ۸۴ .

2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۳ / ۱۸۹ .

3.كنز العمّال : ۷۲۷۲ .

الصفحه من 18