ذلك فقال : (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ على شاكِلَتِهِ) ، أي أنّ أعمالكم تصدر على طبق ما عندكم من الشاكلة والفِعليّة الموجودة ؛ فمن كانت عنده شاكلة عادلة سَهُل اهتداؤه إلى كلمة الحقّ والعمل الصالح وانتفع بالدعوة الحقّة ، ومن كانت عنده شاكلة ظالمة صعب عليه التلبّس بالقول الحقّ والعمل الصّالح ولم يزد من استماع الدعوة الحقّة إلّا خساراً ، واللَّه الّذي هو ربّكم العليم بسرائركم المدبّر لأمركم أعلم بمن عنده شاكلة عادلة وهو أهدى سبيلاً وأقرب إلَى الانتفاع بكلمة الحقّ ، والّذي علمه وأخبر به أنّ المؤمنين أهدى سبيلاً فيختصّ بهم الشّفاء والرّحمة بالقرآن الّذي ينزله ، ولا يبقى للكافرين أهل الظّلم إلّا مزيد الخسار إلّا أن ينتزعوا عن ظلمهم فينتفعوا به .
ومن هنا يظهر النكتة في التعبير بصيغة التفضيل في قوله : (أهْدَى سَبيلاً)۱ وذلك لما تقدّم أنّ الشاكلة غير ملزمة في الدعوة إلى ما يلائمها ، فالشّاكلة الظّالمة وإن كانت مضلّة داعية إلَى العمل الطالح غير أ نّها لا تحتّم الضلال ، ففيها أثر من الهدى وإن كان ضعيفاً ، والشاكلة العادلة أهدى منها ، فافهم .۲
(انظر) النفس : باب 3863 حديث 20569 .
3921 - دَورُ النِّيَّةِ فِي العَمَلِ
۲۰۹۹۰.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : يا أيُّها النّاسُ، إنّما الأعمالُ بالنِّيّاتِ ، وإنّما لِكُلِّ امرئٍ ما نَوى ، فمَن كانَت هِجرَتُهُ إلَى اللَّهِ ورَسولِهِ فهِجرَتُهُ إلَى اللَّهِ ورَسولِهِ ، ومَن كانَت هِجرَتُهُ إلى دُنيا يُصيبُها أوِ امرأةٍ يَتَزَوَّجُها فهِجرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيهِ .۳
20991.عنه صلى اللَّه عليه وآله - لَمّا أغزى علِيّاً عليه السلام فيِ سَرِيَّةٍ ، فقالَ رجُلٌ لأخٍ لَهُ : اُغْزُ بِنا في سَرِيّةِ علِيٍّ لَعلَّنا نُصيبُ خادِماً أو دابَّةً أو
1.الإسراء : ۸۴ .
2.الميزان في تفسير القرآن : ۱۳ / ۱۸۹ .
3.كنز العمّال : ۷۲۷۲ .