211
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

الحجّ . ۱

۲۳۹.وعن أبي حمزة قال :رأيت علي بن الحسين عليهماالسلام في فناء الكعبة في الليل وهو يصلّي ، فأطال القيام حتّى جعل مرّة يتوكّأ على رجله اليمنى ، ومرّة على رجله اليسرى ، ثُمَّ سمعته يقول بصوت كأنّه باك :
ياسيدي ، تعذّبني وحبّك في قلبي! أما وعزّتك لئن فعلت لتجمعنّ بيني وبين قوم طالما عاديتهم فيك . ۲

۲۴۰.وانتهى عليه السلام إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم ، فقال عليه السلام لهم :إن كنتم صادقين فغفر اللّه لي ، وإن كنتم كاذبين فغفر اللّه لكم . ۳

۲۴۱.وسأل أبو حمزة عنه عليه السلام :الأئمّة يُحيون الموتى ، ويُبرؤون الأكمة والأبرص ، ويمشون على الماء؟
فقال عليه السلام : ما أعطى اللّه نبيّا شيئا إلاّ وقد أعطى محمّد ا صلى الله عليه و آله ، وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، فكلّ ما كان عند رسول اللّه صلى الله عليه و آلهفقد أعطاه أمير المؤمنين ، ثُمَّ الحسن والحسين ، ثُمَّ إماما بعد إمام إلى يوم القيامة ، مع الزيادة الّتي تحدث في كلّ سنة ، وفي كلّ شهر ، وفي كلّ يوم . ۴

۲۴۲.واستسقى جماعة من عُبّاد البصرة ... وانصرفوا خائبين ، فإذا هم بفتى قد أقبل ، وقد أكْرَبَتْه أحزانه ، وأقلقته أشجانه ، فطاف بالكعبة أشواطا . ثُمَّ أقبل علينا وسمّانا واحدا واحدا ، فقلنا لبيّك يا شابّ .
فقال :
أما فيكم أحد يجيبه الرحمن؟ فقلنا : يافتى علينا الدعاء وعليه الإجابة .

1.لكافي ، ج ۵ ، ص ۲۲ ؛ تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۳۰۶ .

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۷۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۱۰۷.

3.الخصال ، ص ۵۱۸ ؛ مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج ۳ ، ص ۲۹۷ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۹۶.

4.الخرائج والجرائح ، ج۲ ، ص۵۸۳ ؛ بصائر الدرجات ، ص ۲۶۹ ؛ بحار الأنوار ، ج۱۷، ص۱۳۶، وج۱۸، ص ۷.


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
210

۲۳۷.ورأى عليه السلام :الحسن البصري عند الحجر الأسود يقص ، فقال عليه السلام : يا هناه ۱ ، أترضى نفسك للموت؟ قال : لا ، قال : فعملك للحساب؟ قال : لا .
قال : فَثَمَّ دار العمل؟ قال : لا . قال : فللّه في الأرض معاذ غير هذا البيت؟ قال : لا . قال : فلِمَ تشغل الناس عن الطواف؟ ثُمَّ مضى .
قال الحسن : ما دخل مَسامِعي مثل هذه الكلمات من أحد قطّ ، أتعرفون هذا الرجل؟ قالوا : هذا زين العابدين .
فقال الحسن : ذريّةٌ بعضها من بعض . ۲

۲۳۸.ولقى عُبّاد البصري الإمام عليه السلام في طريق مكّة ، فقال له :يا علي بن الحسين ، تركت الجهاد وصعوبته ، وأَقبلت على الحجّ ولينه ، وإنّ اللّه عز و جل يقول : « إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَ أَمْوَ لَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَـتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ »نن إلى قوله : « وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ » .نن
فقال عليه السلام : اقرأ ما بعدها : « التَّـلـءِبُونَ الْعَـبِدُونَ »۳ إلى آخرها .
ثُمَّ قال عليه السلام : إذا ظهر هؤلاء ، لم نؤثر على الجهاد شيئا . ۴
وفي رواية : إذا رأينا هؤلاء الّذين صِفتهم هذه ، فالجهاد معهم أفضل من

1.«يا هناه» : أي يا هذا ، فهذه اللفظة لا تستعمل إلاّ في النداء ، فلا تقال : هذا هناه ولا مررت بهناه ، وإنّما يكنّون بهذه الكلمة عن اسم نكره ، كما يكنون بفلان عن الاسم العَلَم ، وهي مع ذلك كلمة ذمٍ . قال امرؤ القيس : قد رابني قولها يا هناه ويحك ألحقت شرا بشرٍّ فمعنى قولها : «يا هناه» أي : يا رجل سوء ، كما في معجم النحو .

2.مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج ۳ ، ص ۲۹۷ ؛ عنه بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۱۳۲.

3.. التوبة : ۱۱۱ ـ ۱۱۲.

4.الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۴۵ ؛ مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج ۳ ، ص ۲۹۸ ؛ بحار الأنوار ، ج ۴۶ ، ص ۱۱۶.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 237810
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي