179
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

يقول فيه من الشر ما لا يعلم ، ولا يصطحب اثنان على غير طاعة اللّه ، إلاّ أوشكا أن يفترقا على غير طاعة اللّه . ۱

۱۳۴.وعن ثابت بن دينار قال :سألت عليّ بن الحسين عليهماالسلام عن اللّه ـ جلّ جلاله ـ ، هل يوصف بمكان؟
فقال عليه السلام : تعالى اللّه عن ذلك . قلت : فلم أسرى بنبيّه محمّد صلى الله عليه و آله إلى السماء؟ قال : ليريه ملكوت السماء والأرض ، وما فيها من عجائب صنعه وبدائع خلقه .
قلت : فقول اللّه عز و جل : « ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى »۲ ؟ قال : ذاك رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، دنا من حجب النور ، فرأى ملكوت السماوات ، ثُمَّ تدلّى صلى الله عليه و آله ، فنظر من تحته إلى ملكوت الأرض حتّى ظنّ أنّه في القرب من الأرض كقاب قوسين أو أدنى . ۳

۱۳۵.وقيل له :أنت من أبرّ الناس ، فلا نراك تُؤاكل مع اُمّك في صحفة ۴ ؟
فقال عليه السلام : أخاف أن تسير يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه ، فأكون قد عققتها ۵ .
وفي رواية اُخرى : فَأَعُقّها .

۱۳۶.وإن رجلاً سأله عن يوم القيامة ؟
فقال عليه السلام :
إذا كان يوم القيامة جمع اللّه الأوّلين والآخرين ، وجمع ما خلق في صعيد واحد ، ثُمَّ نزلت ملائكة السماء الدنيا ، وأحاطت بهم صفّا ، ثُمَّ ضُرب حولهم سرادق من نار ، ثُمَّ نزلت ملائكة السماء الثانية ، وأحاطوا بالسرادق ، ثُمَّ

1.تاريخ مدينة دمشق ، ج۴۱ ، ص۳۹۹ ؛ تهذيب الكمال ، ج۲۰ ، ص۳۹۸ ؛ البداية والنهاية ، ج۹ ، ص۱۲۶.

2.النجم : ۸ و ۹ .

3.الأمالي ، الصدوق ، ص۲۱۳ ، ح۲۳۸ ؛ علل الشرائع ، ج۱ ، ص۱۳۲ ؛ روضة الواعظين ، ص۶۰ ؛ بحار الأنوار ، ج۳ ، ص۳۱۴ ؛ و ج۱۸ ، ص۳۴۷.

4.«الصحفة»: إناء من آنية الطعام .

5.مناقب آل أبي طالب ، ابن شهرآشوب ، ج۳ ، ص۳۰۰ ؛ التعريف ، الكراجكي ، ص۹.


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
178

۱۳۱.وقال عليه السلام :إذا جمع اللّه عز و جل الأوّلين والآخرين قام منادٍ فنادى نداءً يُسْمعُ الناس ، فيقول : أين المتحابّون في اللّه ؟ قال : فيقوم عُنُقٌ من الناس ، فيقال لهم : اذهبوا إلى الجنّة بغير حساب ، فتلقاهم الملائكة ، فيقولون : إلى أين؟ فيقولون : إلى الجنة بغير حساب . قال : فيقولون : فأيّ حزب أنتم من الناس؟ فيقولون : نحن المتحابّون في اللّه . قالوا : وأيّ شيء كانت أعمالكم؟ قالوا : كنّا نحبّ في اللّه ، ونبغض في اللّه . قال : فيقولون : نِعمَ أجر العاملين . ۱

۱۳۲.وسُئل منه أيُّ الأعمال أفضل عند اللّه ؟
فقال عليه السلام :
ما من عمل بعد معرفة اللّه ، ومعرفة رسوله صلى الله عليه و آله أفضل من بغض الدنيا ، فإنّ لذلك شُعبا كثيرة ، وللمعاصي شعبا ، فأوّل ما عُصي اللّه به الكبر ، وهي معصية إبليس حين أبى واستكبر ، وكان من الكافرين . ثُمَّ الحرص ، وهي معصية آدم وحوّاء عليهماالسلام حين قال اللّه عز و جل لهما : « وَ كُلاَ مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَ لاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّــلِمِينَ »۲ ، فأخذا ما لا حاجة بهما إليه ، فدخل ذلك على ذريّتهما إلى يوم القيامة ، فلذلك إنّ أكثر ما يطلب ابن آدم ما لا حاجة به إليه . ثُمَّ الحسد ، وهي معصية ابن آدم حين حسد أخاه فقتله ، فتشعّب من ذلك حبّ النساء ، وحبّ الدنيا ، وحبّ الرئاسة ، وحبّ الراحة ، وحبّ الكلام ، وحبّ العلوّ والثروة ، فصرن سبع خصال ، فاجتمعنَّ كلّهن في الدنيا ، فقالت الأنبياء والعلماء بعد معرفة ذلك : «حبّ الدنيا رأس كلّ خطيئة» ، والدنيا دنياءان ؛ دنيا بلاغ ، ودنيا ملعونة ۳ .

۱۳۳.وقال عليه السلام :لا يقول رجل في رجل من الخير ما لا يعلم ، إلاّ أوشك أن

1.الكافي ، ج۲ ، ص۱۲۶ ؛ المحاسن ، ج۱ ، ص۲۶۴ ؛ إرشاد القلوب ، ص۸۶ ؛ مُسكّن الفؤاد ، ص۴۹ ؛ بحار الأنوار ، ج۶۹ ، ص۲۴۵.

2.البقرة : ۳۵ .

3.الكافي ، ج۲ ، ص۱۳۱ ، وص۳۱۷ ؛ مشكاة الأنوار ، ص۴۶۵ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۳ ، ص۱۹.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 237764
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي