169
بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)

۹۲.وقال عليه السلام :ضمنت على ربّي ألاّ يسألني أحد من غير حاجة ، إلاّ اضطرّته المسألة يوما إلى أن يسأل من حاجة . ۱

۹۳.وقال عليه السلام :إنّما التوبة العمل ، والرجوع عن الأمر ، وليست التوبة بالكلام . ۲

۹۴.وقال عليه السلام :مَن كتم علما أحدا ، أو أخذ عليه أجرا رفدا صفدا ۳ ، فلا ينفعه أبدا . ۴
وقال النبي صلى الله عليه و آله : مَن كتم علما نافعا ، ألجمه اللّه يوم القيامة بلجام من نار . ۵

۹۵.وعن محمد بن بشير ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام أنّه قال :مَن استمع حرفا من كتاب اللّه تعالى من غير قراءة ، كتب اللّه له به حسنة ، ومحا عنه سيّئة ، ورفع له درجة ، ومَن قرأ نظرا من غير صوت ، كتب اللّه له بكلّ حرف حسنة ، ومحا عنه سيّئة ، ورفع له درجة ، ومَن تعلّم منه حرفا ظاهرا ، كتب اللّه له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيّئات ، ورفع له عشر درجات .
قال : لا أقول بكلّ آية ، ولكن بكلّ حرف باء وتاء أو شبههما .
قال : ومَن قرأ حرفا وهو جالس في صلاته ، كتب اللّه له خمسين حسنة ، ومحا عنه خمسين سيّئة ، ورفع له خمسين درجة ، ومَن قرأ حرفا وهو قائم في صلاته ، كتب اللّه له بكل حرف مئة حسنة ، ومحا عنه مئة سيّئة ، ورفع له مئة درجة مستجابة ، ومَن ختمه كانت له دعوة مؤخّرة أو معجّلة .
قال : قلت : ـ جُعلت فداك! ـ إذا ختمه كلّه؟ قال : ختمه كلّه . ۶

1.الكافي ، ج۴ ، ص۱۹ ؛ كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج۲ ، ص۷۰ ؛ عدّة الداعي ، ص۸۹ ؛ بحار الأنوار ، ج۶۹ ، ص۱۵۸.

2.كشف الغمة ، ج۲ ، ص۱۰۱ ؛ حلية الأبرار ، ج۲ ، ص۳۲.

3.«الصفد» ـ مُحركة ـ : العطاء .

4.حلية الأولياء ، ج۳ ، ص۱۴۰ ؛ كشف الغمة ، ج۲ ، ص۱۰۳.

5.نص النصوص ، ص۱۶ ؛ عوالي اللئالي ، ج۴ ، ص۷۱ ، ح۴۰ ؛ كنز العمال ، ج۱۰ ، ص۲۱۶ ، ح۲۹۱۴۲.

6.الكافي ، ج۲ ، ص۶۱۳ ؛ وسائل الشيعة ، ج۶ ، ص۱۸۸ ؛ كنز العمال ، ج۱ ، ص۵۴۳ ، ح۲۴۲۹ ، نقلاً عن ابن عباس.


بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
168

قلتُ : قال الصدوق في كتاب من لا يحضره الفقيه بعد هذا الحديث : وأمّا الخبر الّذي رُوي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : «لو عرفت البهائم من الموت ما تعرفون ، ما أكلتم منها سمينا قط!» فليس بخلاف هذا الخبر ؛ لأنّها تعرف الموت ، لكنها لا تعرف منه ما تعرفون . ۱

۹۰.وقال عليه السلام :إنّي لأكره أن أعبد اللّه ولا غرض لي إلاّ ثوابه ، فأكون كالعبد الطمع المطيع ، إن طمع عمل ، وإلاّ لم يعمل ، وأكره أن أعبده إلاّ لخوف عقابه ، فأكون كالعبد السوء ، إن لم يخف لم يعمل ، وقيل : فلِمَ تعبدهُ؟ قال : لما هو أهله بأياديه عليَّ وَإنْعامِه . ۲

۹۱.وقال عليه السلام :إنّ لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كلّ صباح ، فيقول : كيف أصبحتم؟ فيقولون : بخير إن تركتنا ، ويقولون : اللّه اللّه فينا ، ويناشدونه ، ويقولون : إنّما نثاب بك ونُعاقب بك ۳ . ۴
أقول : وقريب من هذه الرواية ما ورد عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قال : إذا أصبح ابن آدم ، كانت الأعضاء كلّها تكفّر اللّسان وتقول : اتّقِ اللّه فينا ، فإنّما نحن بك ، إن استقمت استقمنا ، وإن أعوججت أُعوججنا . ۵
وما ورد عن الصادق عليه السلام : ما من يوم إلاّ وكل عضو من أعضاء الجسد ، يكفّر اللّسان ۶ ويقول : نشدتك اللّه أَن نُعذّب فيك . ۷

1.اُنظر : كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج۲ ، ص۲۸۸.

2.تفسير الإمام العسكري ، ص۳۲۸ ؛ عنه بحار الأنوار ، ج۷۰ ، ص۱۹۸ ؛ تنبيه الخواطر ، ص۱۰۸.

3.هذا من باب الاستعارة والمجاز ؛ لأن الجوارح لا لسان لها فتتكلم وتقول الجواب ، وسماه بعض علماء الكلام بلسان الحال .

4.الاختصاص ، ص۲۳۰ ؛ ثواب الأعمال ، ص۲۸۲ ؛ الخصال ، ص۶ ، ح۱۵ ؛ الكافي ، ج۲ ، ص۱۱۵.

5.سنن الترمذي ، ج۴ ، ص۳۱ ؛ مسند أحمد ، ج۳ ، ص۹۶ .

6.قال في الوافي (ج ۲ ، ص ۳۴) : يكفّر اللسان ، أي يذل ويخضع ، التكفير : هو أن ينحني الإنسان ، ويطأطِئ رأسه قريبا بالركوع .

7.الكافي ، ج۲ ، ص۱۱۵ ؛ بحار الأنوار ، ج۷۱ ، ص۳۰۲.

  • نام منبع :
    بلاغة الامام علي بن الحسين (ع)
    المساعدون :
    الحائری، جعفر عباس
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1425 ق / 1383 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 237758
الصفحه من 336
طباعه  ارسل الي