145
ميزان الحکمه المجلّد التّاسع

للَّهِ وللرّسولِ ، فما كانَ للَّهِ فهُو لرَسولِهِ يَضَعُهُ حَيثُ يَشاءُ ، وهو للإمامِ مِن بَعدِ الرَّسولِ .۱

۲۰۷۱۰.عنه عليه السلام- لَمَّا سُئلَ عنِ الأنفالِ -: مِنها المَعادِنُ ، والآجامُ‏۲ ، وكلُّ أرضٍ لا رَبَّ لَها ، وكُلُّ أرضٍ بادَ أهلُها فهُو لَنا .۳

۲۰۷۱۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام: الأنفالُ ما لَم يُوجَفْ‏۴ علَيهِ بخَيلٍ ولا رِكابٍ ، أو قَومٌ صالَحوا ، أو قَومٌ أعطَوا بأيدِيهِم ، وكُلُّ أرضٍ خَرِبَةٍ، وبُطونُ الأودِيَةِ ، فهُو لِرسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وهُو للإمامِ مِن بَعدِهِ يَضَعُهُ حَيثُ يَشاءُ .۵

۲۰۷۱۲.عنه عليه السلام : كُلُّ مالٍ لا مَولى‏ لَهُ ولا وَرثَةَ لَهُ فهُو مِن أهلِ هذهِ الآيَةِ : (يَسْألونَكَ عَنِ الأنفالِ قُلِ الأنْفالُ للَّهِ ولِلرَّسُولِ) .۶

۲۰۷۱۳.وسائل الشيعة عن محمّد بن علي الحلبيّ عن الإمام الصّادق عليه السلام : سألته عن الأنفال فقال : ما كانَ مِن الأرَضِينَ بادَ أهلُها وفي غَيرِ ذلكَ الأنفالُ هُوَ لَنا .
وقالَ : سُورَةُ الأنفالِ فيها جَدْعُ الأنفِ .
وقالَ : (ما أفاءَ اللَّهُ على‏ رَسُولِهِ مِن أهْلِ القُرى‏)۷(فما أوْجَفْتُمْ علَيهِ مِن خَيْلٍ ولا رِكابٍ ولكنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ على‏ مَن يَشاءُ)۸قالَ : الفَي‏ءُ ما كانَ مِن أموالٍ لَم يَكُن فيها هِراقَةُ دمٍ أو قَتلٌ ، والأنفالُ مِثلُ ذلكَ هُو بمَنزِلَتِهِ .۹

1.تفسير العيّاشيّ : ۲ / ۴۷ / ۷ .

2.الآجام جمع الأجَمَة : الشجر الكثير الملتفّ (المعجم الوسيط : ۱ / ۷) .

3.تفسير العيّاشيّ : ۲ / ۴۸ / ۱۱ .

4.الإيجاف : سرعة السير (كما في هامش المصدر).

5.الكافي : ۱ / ۵۳۹ / ۳ .

6.تفسير العيّاشيّ : ۲ / ۴۸ / ۱۲ .

7.الحشر : ۷ .

8.الحشر : ۶.

9.وسائل الشيعة : ۶ / ۳۶۷ / ۱۱ .


ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
144

الغنيمة للَّه والرسول ، ثمّ يرجع أربعة أخماسها إلَى المجاهدين يأكلونها ويمتلكونها ، ويرجع خمس منها إلَى اللَّه والرسول وذي القربى‏ ، وغيرهم لهم التصرّف فيها والاختصاص بها .
ويظهر بالتأمّل في البيان السابق أيضاً : أنّ في التعبير عن الغنائم بالأنفال - وهو جمع نفل بمعنَى الزيادة - إشارة إلى‏ تعليل الحكم بموضوعه الأعمّ ، كأنّه قيل : يسألونك عن الغنائم وهي زيادات لا مالك لها من بين الناس ، وإذا كان كذلك فأجبهم بحكم الزيادات والأنفال ، وقل : الأنفال للَّه والرسول ، ولازم ذلك كون الغنيمة للَّه والرسول .
وبذلك ربّما تأيّد كون اللام في لفظ الأنفال الأوّل للعهد ، وفي الثاني للجنس أو الاستغراق ، وتبيّن وجه الإظهار في قوله : (قُلِ الأنْفالُ ...) الآية ؛ حيث لم يقل : قل هي للَّه والرسول .
ويظهر بذلك أيضاً : أنّ قوله : (قُلِ الأنْفالُ للَّهِ‏ِ والرَّسُولِ) حكم عامّ يشمل بعمومه الغنيمة وسائر الأموال الزائدة في المجتمع نظير الديار الخالية والقرَى البائدة ورؤوس الجبال وبطون الأودية وقطائع الملوك وتركة من لا وارث له ، أمّا الأنفال بمعنَى الغنائم فهي متعلّقة بالمقاتلين من المسلمين بعمل النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ، وبقي الباقي تحت ملك اللَّه ورسوله .
هذا ما يفيده التأمّل في كرائم الآيات ، وللمفسّرين فيها أقاويل مختلفة تعلم بالرجوع إلى‏ مطوّلات التفاسير ، لا جدوى‏ في نقلها والتعرّض للنقض والإبرام فيها» .۱

الحديث :

۲۰۷۰۹.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : إنّ الفَي‏ءَ والأنفالَ ما كانَ مِن أرضٍ لَم يَكُن فيها هِراقَةُ دَمٍ ، أو قَومٌ صالَحوا ، أو قَومٌ أعطَوا بأيدِيهِم ، وما كانَ مِن أرضٍ خَرِبَةٍ ، أو بُطونِ الأودِيَةِ ، فهذا كُلُّهُ مِن الفَي‏ءِ فهذا

1.الميزان في تفسير القرآن : ۹ / ۵ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد التّاسع
عدد المشاهدين : 149027
الصفحه من 643
طباعه  ارسل الي