ادریس - الصفحه 4

رفعه مكاناً عليّاً ...
ويسمّى‏ عليه السلام ب «هرمس» ، قال القفطيّ في كتاب إخبار العلماء بأخبار الحكماء في ترجمة إدريس : اختلف الحكماء في مولده ومنشئه وعمّن أخذ العلم قبل النبوّة فقالت فرقة : ولد بمصر وسمّوه هِرمِس الهرامسة ، ومولده بمنف ، وقالوا : هو باليونانيّة إرميس وعُرِّب ب «هرمس» ، ومعنى‏ إرميس : عطارد .
وقال آخرون : اسمه باليونانيّة طرميس ، وهو عند العَبرانيّين خَنوخ ، وعُرِّب : اُخنوخ ، وسمّاه اللَّه عَزَّوجلَّ في كتابه العربيّ المبين : إدريس .
وقال هؤلاء : إنّ معلّمه اسمه الغوثاذيمون وقيل : أغثاذيمون المصريّ . ولم يذكروا من كان هذا الرجل ، إلّا أ نّهم قالوا : إنّه أحد الأنبياء اليونانيّين والمصريّين . وسمّوه أيضاً اُورين الثاني ، وإدريس عندهم اُورين الثالث . وتفسير غوثاذيمون السعيد الجَدّ ؛ وقالوا : خرج هرمس من مصر وجاب الأرض كلّها ثمّ عاد إليها ورفعه اللَّه إليه بها ، وذلك بعد اثنين وثمانين سنة من عمره .
وقالت فرقة اُخرى‏ : إنّ إدريس ولد ببابل ونشأ بها وأ نّه أخذ في أوّل عمره بعلم شيث بن آدم وهو جدّ جدّ أبيه ؛ لأنّ إدريس ابن يارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث . قال الشهرستانيّ : إنّ أغثاذيمون هو شيث .
ولمّا كبر إدريس آتاه اللَّه النبوّة ، فنهَى المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة آدم وشيث ، فأطاعه أقلّهم وخالفه جلّهم ، فنوَى الرِّحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك ، فثقل عليهم الرحيل من أوطانهم فقالوا له : وأين نجد إذا رحلنا مثل بابل ؟ - وبابل بالسُّريانيّة النهر ، وكأنّهم عنوا بذلك دجلة والفرات - فقال : إذا هاجرنا للَّه رزقنا غيره .

الصفحه من 6