شرح نهج البلاغه (ما سلم من شرح الوبري لنهج البلاغة) - الصفحه 42

قوله: لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ.
قال الإِمام الجليل الوَبَريُّ: معناه: لا نهاية لكونه مختصّاً بالوجود ؛ لأَنّه قديم. وليس لعالِميّته حدّ، على معنى أَنَّه لا ينتهي ۱ إِلى معلوم لا يَعلمُه.
قوله: ولا نَعْتٌ موجود.
وقال الإمام الوَبَريّ: يريد به : ولا منعوتَ ؛ لأنَّ النَّعت قولنا: هو ۲ موجود ، فلا بُدَّ من صرفه إِلى منعوت أَو ذي نعت على تقدير حذف المضاف. فمعناه: لا مثلَ له فيما يختصّ به من القِدَم ، فهو معنى قولِه تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِى شَىْ ءٌ»۳ . ۴
وأمّا قوله: كَمَالُ تَوحِيدِهِ الإِخلاصُ لَهُ.
قال الإِمام الوَبَريّ الملقَّب بالجليل رحمه الله : يدخل في الإِخلاصِ العلمُ والإِقرار باللّسان والعمل بالأركان ، كما ذكر تعالى في قوله: «وَ مَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ»۵ . ۶
قوله: وَقَمَراً مُنِيراً في فَلَكٍ دَائِرٍ.
قال الإِمام الوَبَريّ: معناه : في الفلك دائر. الصَّحيح في الفلك أَنَّه ليس بجسمٍ ولا عرضٍ ولا جوهرٍ ، إِنَّما هو السَّمت الذي تتحرّك الشَّمس والقمر والنُّجوم فيه ۷ ، فهو كالجهة لسائر الأشياء. وهو خلاء ؛ لأَنَّ الجسم لا يصحّ إِلاَّ أَنْ يكون في خلاء ۸ في كلتي حالتيه في سكونه وحركته ، فأَراد بقوله: في فَلَكٍ دَائِر ، أَي في سمتٍ يُسار فيه وتَدور فيه الدَّوائر ، كما يقال: ليلٌ قائمٌ ونهارٌ صائمٌ.

1.في «خ»: على معنى أنَّه ينتهي ، وهذه الجملة مكرّرة في المخطوط. وفي «ح»: إذ لا ينتهي .

2.في «خ» و «د» و «ح» (ج ۱، ص ۱۱۷) : «وهو» ، وحذف الواو هو الصّواب.

3.سورة الشّورى، الآية ۱۱ .

4.معارج ، ص ۱۶۶.

5.سورة البيّنة، الآية ۵.

6.معارج ، ص ۱۷۶.

7.«د» : ـ فيه .

8.في «د»: الخلاء ، وأثبتنا ما في «خ».

الصفحه من 80