الفوائد الرجالية - الصفحه 196

الحميد قد عدّه علماء الرجال في أصحاب مولانا الصادق والكاظم والرضا عليهم السلام ۱ ، وبعضهم قد أنكر بقاءه إلى زمن الجواد عليه السلام ردّاً على من قال بأنّه كان في زمن الجواد عليه السلام ؛ مستدلاًّ على مدّعاه بما رواه شيخ الطائفة رحمه الله في التهذيب : عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن إسماعيل قال : مات رجل من أصحابنا ولم يوص ، فرفع أمره إلى القاضي فصيّر عبد الحميد القيّم بماله ـ إلى أن قال : ـ فذكرت ذلك لأبي جعفر عليه السلامـ إلى أن قال عليه السلام : ـ إن كان القيّم مثلك ومثل عبد الحميد فلا بأس ۲ ، وأبو جعفر في الرواية هو الجواد عليه السلام .
قال :
وسؤال الراوي ذلك عن مولانا الجواد عليه السلام لا يلزم أن يكون عبد الحميد حيّاً يومئذٍ ، فلعلّ مراده أنّه اتّفق ذلك ولو قبل وقت السؤال بمدّة ، وعبد الحميد في الرواية هو ابن سعيد ؛ لأنّه متأخّر عنه ورأيت بخطّ بعض المحشّين للرجال هذه الرواية ، وفيها بدل أبي جعفر عليه السلامالرضا عليه السلام ، انتهى ۳ . والحاصل : أنّه ممّا ذكر يظهر أنّ عبد الحميد لم يدرك مولانا الجواد عليه السلام .
وبعد ما عرفت ذلك نقول : إنّ محمّداً ابنه لابدّ أن يكون في زمان الرضا والجواد والهادي عليهم السلام ، والمفروض أنّ محمّد بن أحمد بن يحيى يروي عن محمّد بن عبد الحميد ، فيكون محمّد بن عبد الحميد وأحمد بن أبي نصر مشاركين في الطبقة ؛ لأنّه أيضاً من أصحاب الرضا والجواد والهادي عليهم السلام ومات في أيّامه ، بناءً على ما ذكره علماء الرجال ۴ فكما جاز رواية محمّد بن أحمد بن يحيى عن محمّد بن عبد الحميد ، كذا جاز روايته عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، وفيه ما فيه .
وأيضاً إنّ محمّد بن أحمد بن يحيى يروي عن علي بن محمّد القاساني عن القاسم كما في التهذيب في باب أصناف من يجب جهاده : عن محمّد بن أحمد بن يحيى ، عن

1.رجال الطوسي ، ص ۲۳۶ ، (رقم ۲۱۶) عدّه من أصحاب الصادق عليه السلام ؛ رجال النجاشي ، ص ۳۳۷ ، (رقم ۹۰۶) عدّه من أصحاب الكاظم عليه السلام إلاّ أن الكشّي في اختيار معرفة الرجال ، ص ۵۶۳ ، (رقم ۱۰۶۲) قال في شأن عدّة نفر منهم محمّد بن سالم بن عبد الحميد : «وبعضهم أدرك الرضا عليه السلام» ولعلّ المؤلّف اشتبه عليه الأمر لذلك .

2.تهذيب الأحكام ، ج ۷ ، ص ۶۹ ، ح ۹ .

3.منتهى المقال ، ج۴ ، ص۸۷ .

4.رجال النجاشي ، ص ۷۵ ، (رقم ۱۸۰) .

الصفحه من 273