تفضيل فاطمة الزهراء (عليها السلام) علي نساء العالمين - الصفحه 164

قال أبو بكر ابن العربي المالكيّ المعافريّ في (أحكام القرآن) ۱ في تفسير قوله تعالى: وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا . . . ومنه مريم العذراء البتول ، أي التي انقطعت عن الرجال .
وتسمّى فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) البتول; لانقطاعها عن نساء زمانها في الفضل والدِين والنسب والحسب ، وهذا قولٌ أحدثته الشيعة ، وإلاّ فقد اختلف الناس في التفضيل بينها وبين عائشة ، وليست من المسائل المهمّة ، وكلتاهما من الدِين والجلال في الغاية القصوى ، وربّك أعلم بمن هو أفضل وأعلى (انتهى) .
قوله: «اختلف الناس في التفضيل بينها وبين عائشة» يقال عليه:
وليس كلُّ خلاف جاء معتبراً *** إلاّ خلافاً له حظٌّ من النظر
فلا يختلف لخلاف الناس وقولهم ، مع ورود النصّ عن الرسول المعصوم (صلى الله عليه وآله)في تفضيل فاطمة (عليها السلام)على نساء العالمين ، ممّا لايبقى معه قول ولا خلاف ، ويمحق كلّ تقوّل بالباطل ، واختلاف .
فإن قال الناصبيّ الزنيم: وأين النصّ في ذلك؟ والدليل على ما هنالك ؟
قلنا له: خُذْ ما يملأ فمك حجراً ، ويقطع الوتين منك غيظاً ، ويفتّت قلبك حسرةً ، ويمزّق الكبد إرْباً إرْباً ، حتّى لاتعُد بعد ذلك إلى إظهار سخيمتك بمحض الهوى والخذلان من غير أن تستند إلى حجّة أو برهان ، وإن كنت لاترجع عن غيّك وفاسد عقيدتك ، لأنّ الله تعالى طبع على قلبك ، وختم على سمعك وبصرك ، فسينتفع بذلك المؤمن المهتدي ليزداد إيماناً وهدايةً ، وحبّاً في جانب آل بيت النبوّة

1.أحكام القرآن: ۴ / ۳۳۲ .

الصفحه من 181
الكلمات الدالة