شرح حديث «نية المؤمن خير من عمله» - الصفحه 323

3 ـ ثم ما ذكره البهائي عليه الرحمة في أربعينه .
4 ـ وما يخطر لنا على ما يذكرونه من الأجوبة وأنه ما فيها جواب يدفع السؤال بجميع شقوقه .
5 ـ ثم نذكر ما يدفعه بحذافيره مما تفردّنا به بحيث إذا نظر فيه بعين الإنصاف الذكيّ الناظر قال : «كم تَرَكَ الأوّلُ للآخرِ» .

[تقرير السؤال]

تقرير السؤال : أن هذا الحديث معارض ومنافٍ ما روي من أن أفضل الأعمال أحمزها ۱ ، ولما روي من أن المؤمن إذا همَّ بحسنة فلم يعملها كتب له حسنة واحدة ۲ ، فإن هو عملها كتب له عشر حسنات ؛ فإنّ هاتين الروايتين صريحتان في أن العمل أفضل من النية بل نقول : إن طبيعة العمل من حيث هو عمل أشق من طبيعة النية من حيث هي نية ، فيكون العمل أفضل .
وأيضا قد ورد في بعض الروايات تتمة لهذا الحديث وهي : ونية الكافر شر من عمله ۳ ، وهو ينافي ما روي من أن النية المجردة لا عقاب فيها ۴ .
ثم إن كان العمل المفضول المقترن بالنية لزم تفضيل الشيء على ـ نفسه وإن كان المجرد عنها ـ فلا خير فيه أصلاً ، والتفضيل يقتضي أن يكون في المفضل عليه فضيلة إلاّ أنها في المفضل أكثر ، وإذا لم يكن في المفضل عليه فضيلة فلا معنى للتفضيل ، ويكون قولنا : النية خير من العمل كقولنا : زيد أفضل من الجدار .

1.رواه في الفروق ، ج۲ ، ص۳ ، وبلفظ آخر في الفائق للزمخشري ، ج۱ ، ص۲۹۷ مادة (حمز) ، والنهاية لابن الأثير ، ج۱ ، ص۲۵۸ مادة (حمز) وغير ذلك كما أسلفنا ، فراجع .

2.عوالي اللئالي ، ج۱ ، ص۴۰۷ ، تحقيق : السيد المرعشي والشيخ مجتبى العراقي ، قم : مطبعة سيد الشهداء .

3.اُنظر : وسائل الشيعة ، ج۱ ، ص۳۵ باب ۶ من أبواب مقدمة العبادات ، ح ۳ ؛ والقواعد والفوائد للشهيد الأول ، ج۱ ، ص۱۰۸ وغيرهما .

4.انظر في ذلك : وسائل الشيعة ، ج۱ ، ص۳۶ وما بعدها باب ۶ من أبواب مقدمة العبادات ح ۶ ، ۷ ، ۸ ، ۱۰ ، ۲۰ ، ۲۱ .

الصفحه من 346