المؤتلف من أحاديث السلف - الصفحه 114

المؤتلفة المتون » يُضاف إلى أنواع علوم الحديث الكثيرة.
وقد ذكّرني هذا العمل، بكلام أعلام المحدّثين، الذي نقله العلّامة السيوطي (ت 911ه.) فقال في الفائدة الرابعة من مقدّمة « تدريب الراوي» ما نصّه:
اعلم أنّ أنواع علوم الحديث كثيرةٌ لاتُعدُّ.
قال الحازمي في كتاب « العُجالة »: علمُ الحديث يشتملُ على أنواعٍ كثيرةٍ تبلغُ مائةً، كلّ نوعٍ منها علمٌ مستقلٌّ، لو أنفق الطالب فيه عمره لما أدرك نهايته.
وقد ذكر ابن الصلاح منها - وتبعه المصنّف ( يعني النووي في التقريب )- خمسةً وستّين، وقال: وليس بآخر الممكن في ذلك، فإنّه قابل التنويع إلى ما لايحصى : أحوال رواة الحديث وصفاتهم، وأحوال متون الحديث وصفاتها، وما من حالةٍ منها ولا صفةٍ إلّا وهي بصدد أن تُفرد بالذكر وأهلها، فإذا هي نوعٌ على حياله. انتهى.
قال شيخ الإسلام ( ابن حجر العسقلاني ): وقد أخلّ بأنواع مستعملة عند أهل الحديث... واستدرك البُلقيني في «محاسن الاصطلاح» خمسة أنواع اُخر غير ما ذكر ۱ .
أقول: ومجموع الأنواع التي ذكرها السيوطي في «التدريب» هي (93) نوعاً، وليس فيها مثل هذا النوع الذي ابتكره السيّد المؤلّف.
فكان من الجدير إبرازه للمجتمع العلميّ، للتزوّد منه، وللإفادة من مزاياه التي نذكر منها:
أوّلاً: إحراز المتون التامّة الضبط، والتأكّد من سلامتها من التصحيف والتحريف، والنقص والزيادة، التي قد تعرض المتون، ففي المتون المتوافقة، والمقارنة بينها نقفُ على كثيرٍ من ذلك فنتلافاه، وهذا يقلّل من الصعوبات التي

1.تدريب الراوي ط عبداللطيف ۱۳۷۹ه. - القاهرة

الصفحه من 176