ببليوغرافيا تاريخ عاشوراء وشعائر العزاء - الصفحه 30

1. فتوى شريح القاضي بقتل الإمام الحسين عليه السلام‏

بيّنت المصادر المعتبرة دور شريح القاضي في اعتقال هاني بن عروة وشهادته؛ ۱ ولكن ما اشتهر من فتواه بقتل الإمام الحسين عليه السلام، لا نجده إلّا في المصادر المتأخّرة (مثل: تذكرة الشهداء ۲ الذي اُلّف في القرن الرابع عشر) .

2. العطف على‏ بنت مسلم‏

جاء في كتاب المنتخب للطريحي ضمن رواية بلوغ خبر شهادة مسلم عليه السلام إلى الإمام الحسين عليه السلام في طريق الكوفة ، قال :
وكان لمسلم بنت عمرها إحدى عشرة سنة مع الحسين عليه السلام، فلمّا قام الحسين من مجلسه جاء إلى الخيمة فعزّز البنت وقرّبها من منزله، فحسّت البنت بالشرّ؛ لأنّه عليه السلام كان قد مسح على رأسها وناصيتها كما يفعل بالأيتام ، فقالت : يا عمّ ! ما رأيتك قبل هذا اليوم تفعل بي مثل ذلك ، أظنّ أنّه قد استشهد والدي ؟ فلم يتمالك الحسين عليه السلام من البكاء، وقال : يا ابنتي، أنا أبوك وبناتي أخواتك... . ۳
ويبدو أنّ كتاب روضة الشهداء هو المصدر الأصلي لهذه الرواية ۴ ، حيث قام صاحب كتاب المنتخب بترجمة ذلك النصّ إلى العربية ، ولا نجد هذه الرواية في المصادر القديمة والقابلة للاعتماد .

3. الأمر بإطفاء المصابيح في ليلة عاشوراء

اشتهر أنّ الإمام الحسين عليه السلام أمر بإطفاء المصابيح ليلة عاشوراء؛ كي يمضي كلّ من شاء لشأنه. فاُطفئت المصابيح وأخذ أصحاب الإمام عليه السلام بالمغادرة.
ويبدو أنّ أصل هذه الحادثة مأخوذ من كتاب الدمعة الساكبة الضعيف ، والذي نقلها بدوره عن كتاب آخر أكثر ضعفاً منه وهو كتاب نور العين ۵ ، ونسب هذه الرواية إلى سكينة عليها السلام :
كنت جالسة في ليلة مقمرة وسط الخيمة وإذا أنا أسمع من خلفها بكاءً وعويلاً ، فخشيت أن يفقه بي النساء، فخرجت أعثر بأذيالي، وإذا بأبي عليه السلام جالس وحوله أصحابه وهو يبكي، وسمعته يقول لهم : اعلموا أنّكم خرجتم معي لعلمكم أنّي أقدم على قوم بايعوني بألسنتهم وقلوبهم ، وقد انعكس الأمر؛ لأنّهم استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر اللَّه ، والآن ليس لهم مقصد إلّا قتلي وقتل من يجاهد بين يدي ، وسبي حرمي بعد سلبهم ، وأخشى أن تكون ما تعلمون وتستحون ، والخدع عندنا أهل البيت محرّم ، فمن كره منكم ذلك فلينصرف ، فإنّ الليل ستير والسبيل غير خطير والوقت ليس بهجير ، ومن واسانا بنفسه كان معنا غداً في الجنان نجيّاً من غضب الرحمان ، وقد قال جدّي محمّد رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : ولدي حسين يُقتل بأرض كربلاء غريباً وحيداً عطشاناً فريداً ، فمن نصره فقد نصرني ونصر ولده القائم عجّل اللَّه فرجه ، ولو نصرنا بلسانه فهو في حزبنا يوم القيامة . قالت سكينة : فواللَّه ما أتمّ كلامه إلّا وتفرّق القوم من عشرة وعشرين ، فلم يبق معه إلّا واحد وسبعون رجلاً ، فنظرت إلى أبي منكساً رأسه ، فخنقتني العبرة ... . ۶
الجدير بالذكر هو أنّنا لا نجدُ أمرَ الإمام بإطفاء المصابيح حتّى في المقاتل الضعيفة، ولم يروِ أيّ مصدرٍ معتبرٍ أنّ أحداً من أصحاب الحسين عليه السلام ترك الإمام في ليلة عاشوراء، بل إنّ الأمر على العكس من ذلك ، فقد أبدى الجميع المقاومة والصمود في مقابل اقتراح الإمام عليه السلام بمغادرة كربلاء، مستهينين بالموت، وخلقوا ملحمة خالدة بأقوال حماسيّة، معبّرين عن استعدادهم للتضحية في سبيل اللَّه . ۷

1.راجع: ص ۴۳۸ (القسم الرابع / الفصل الرابع /اعتقال هاني و ماجرى فيه) .

2.تذكرة الشهداء: ص ۲۷۹ .

3.المنتخب للطريحي : ص ۳۶۴ جدير بالذكر أنّ مسلم بن عقيل هو ابن عمّ الإمام الحسين عليه السلام وزوج اُخته أيضاً ، ولهذا يكون الإمام الحسين عليه السلام خال أولاده ، فيكون من محارم ابنة مسلم .

4.روضة الشهداء: ص ۲۵۲ .

5.الجدير بالذكر هو أنّنا لم نعثر على هذا الموضوع في كتاب نور العين .

6.الدمعة الساكبة : ج ۴ ص ۲۷۱ .

7.راجع : ص ۷۴۸ (القسم الخامس / الفصل الأوّل / جواب أهل بيته وأصحابه).

الصفحه من 39