وهذا الطريق عبارة عن أنّ اللَّه تعالى يشهد على نبوّة نبيّه بواسطة مقال معجز بذاته ؛ يعني أنّ عامّة الناس تفهم بوضوح أنّ هذا الكلام ليس كلاماً بشريّاً ، وأنّ الإنسان مهما ارتقى في مدارج العلم والثقافة والأدب لا يقدر أن يأتي بمثل هذا الحديث.
أمّا الشهادة العمليّة فيمكن أن تكون على لونَين أيضاً :
1 . المعجزة : وهي عبارة عن فعلٍ يدلّ علَى ارتباط مدّعي النبوّة باللَّه تعالى ، ومن هنا يعبّر القرآن الكريم عن هذا الفعل بالآية والبيّنة ، نظير إلقاء العصا وإحياء الموتى .
على هذا الأساس إذا توفّر مدّعي النبوّة على معجزة فهي - أي المعجزة - شهادة عمليّة من قبل اللَّه تعالى على صدق المدّعي .
2 . التقرير : إذا افترضنا أنّ شخصاً قدّم نفسه للناس بوصفه ممثّلاً لشخصيّة ما ، وألقى علَى الناس في حضور تلك الشخصيّة بياناً يدّعي فيه أنّه مِن قِبَلها ، والتزمت تلك الشخصيّة الصمت دون عذر ، فمثل هذا السكوت والصمت تقرير وشهادة عمليّة من قبل تلك الشخصيّة على صدق نيابة المدّعي وصحّة بيانه .
في ضوء ما تقدّم : فإذا قدّم فرد ما نفسه بوصفه رسول اللَّه تعالى ، وطرح نبوّته - بشكل من الأشكال - بين يدَي مبدع العالم ، ولم تذعن لنبوّته عامّة الناس فحسب ، بل صدّقه العلماء ، ولم يُبطل اللَّه تعالَى ادّعاءه أمام الناس عن طريق واضح، فمثل هذا السكوت شهادة عمليّة وتقرير وتأييد لصحّة ادّعائه.
ما الطّريق الّذي استخدمه اللَّه تعالى للشّهادة على نبوّة نبيّ الإسلامِ ؟
بعد أن اتّضح مفهوم شهادة اللَّه تعالى يتحتّم أن نلاحظ : أيّ طريق من الطرق المذكورة استخدمه اللَّه تعالى