فَأتِنا بمَن يَشهَدُ أنّكَ رسولُ اللَّهِ ! قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : (اللَّهُ شَهيدٌ بَيني وبَينَكُم )الآية .۱
كلام في شهادة اللَّه على نبوّة الأنبياء :
يمكن أن نتصوّر شهادة اللَّه تعالى على نبوّة الأنبياء عن طريقَين :
أ - الشهادة القوليّة .
ب - الشهادة العمليّة .
والشهادة القوليّة يمكن أن تكون على لونَين :
1 . الوحي والإلهام : يمكن للَّه تعالى أن يعلن للناس عن نبوّة شخص ما ، ويقدّم الشهادة على نبوّته بواسطة الوحي والإلهام ، غير أنّ الاستعانة بهذا الطريق تكون في دائرة الإمكان حينما يتوفّر الناس على استعداد تلقّي الوحي والإلهام .
وبعبارة اُخرى : إنّ الإشكال ليس من جهة المُرسِل ، بل من جهة المُستقبِل ، فإذا كان المُستقبِل - الذي هو الناس - قادراً على تلقّي كلام اللَّه أمكن أن يرسل اللَّه تعالى لهم نداءه بصدد نبوّة نبيّه ، وبشكل مباشر .
ويستفاد من القرآن الكريم أنّ اللَّه تعالى استخدم هذا الاُسلوب بصدد نبوّة بعض الأنبياء ، كما هو الحال بالنسبة إلى نبوّة عيسى لدى الحواريّين ، حيث يقول : (وإذ أوْحَيتُ إلَى الحَوارِيِّينَ أنْ آمِنوا بِي وبِرَسُولي قالوا آمَنّا واشْهَدْ بأنّنا مُسلِمونَ) .۲
2 . المعجزة القوليّة : يختصّ الطريق الأوّل باُولئك النفر الذين استبعدوا حجب المعرفة القلبيّة ، وأمكنهم الارتباط بالمصدر عن طريق القلب بغية أن يتوفّروا على حقائق المعرفة .
غير أنّ الطريق الثاني طريق عامّ ؛ يعني يمكن بواسطة هذا الطريق أن تستعين عامّة الناس الذين ليست لديهم القدرة علَى المعرفة القلبيّة .
1.بحار الأنوار : ۱۸ / ۲۳۴ / ۷۶ .
2.المائدة : ۱۱۱ .