النبوّة الخاصّة - الصفحه 229

فَأتِنا بمَن يَشهَدُ أنّكَ رسولُ اللَّهِ ! قالَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : (اللَّهُ شَهيدٌ بَيني وبَينَكُم )الآية .۱

كلام في شهادة اللَّه على نبوّة الأنبياء :

يمكن أن نتصوّر شهادة اللَّه تعالى‏ على‏ نبوّة الأنبياء عن طريقَين :
أ - الشهادة القوليّة .
ب - الشهادة العمليّة .
والشهادة القوليّة يمكن أن تكون على‏ لونَين :
1 . الوحي والإلهام : يمكن للَّه تعالى‏ أن يعلن للناس عن نبوّة شخص ما ، ويقدّم الشهادة على‏ نبوّته بواسطة الوحي والإلهام ، غير أنّ الاستعانة بهذا الطريق تكون في دائرة الإمكان حينما يتوفّر الناس على‏ استعداد تلقّي الوحي والإلهام .
وبعبارة اُخرى‏ : إنّ الإشكال ليس من جهة المُرسِل ، بل من جهة المُستقبِل ، فإذا كان المُستقبِل - الذي هو الناس - قادراً على‏ تلقّي كلام اللَّه أمكن أن يرسل اللَّه تعالى‏ لهم نداءه بصدد نبوّة نبيّه ، وبشكل مباشر .
ويستفاد من القرآن الكريم أنّ اللَّه تعالى‏ استخدم هذا الاُسلوب بصدد نبوّة بعض الأنبياء ، كما هو الحال بالنسبة إلى‏ نبوّة عيسى‏ لدى الحواريّين ، حيث يقول : (وإذ أوْحَيتُ إلَى الحَوارِيِّينَ أنْ آمِنوا بِي وبِرَسُولي قالوا آمَنّا واشْهَدْ بأنّنا مُسلِمونَ) .۲
2 . المعجزة القوليّة : يختصّ الطريق الأوّل باُولئك النفر الذين استبعدوا حجب المعرفة القلبيّة ، وأمكنهم الارتباط بالمصدر عن طريق القلب بغية أن يتوفّروا على‏ حقائق المعرفة .
غير أنّ الطريق الثاني طريق عامّ ؛ يعني يمكن بواسطة هذا الطريق أن تستعين عامّة الناس الذين ليست لديهم القدرة علَى المعرفة القلبيّة .

1.بحار الأنوار : ۱۸ / ۲۳۴ / ۷۶ .

2.المائدة : ۱۱۱ .

الصفحه من 262