فطيّ السماء على هذا رجوعها إلى خزائن الغيب بعد ما نزلت منها وقُدّرت ، كما قال تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلّا عِنْدَنا خَزائنُهُ وَما نُنَزِّلُهُ إِلّا بِقَدَرٍ مَعْلومٍ)۱ ، وقال مطلقاً : (وإلى اللَّهِ الْمَصيرُ)۲ ، وقال : (إنَّ إلى رَبِّكَ الرُّجْعى)۳.
ولعلّه بالنظر إلى هذا المعنى قيل : إنّ قوله : (كَما بَدَأنا أوَّلَ خَلقٍ نُعيدُهُ) ناظر إلى رجوع كلّ شيء إلى حاله التي كان عليها حين ابتُدئ خلقه ، وهي أ نّه لم يكن شيئاً مذكوراً ، كما قال تعالى : (وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبلُ وَلَمْ تَكُ شَيئاً)۴ ، وقال : (هَلْ أَتى عَلَى الإِنسانِ حينٌ مِنَ الدَّهرِ لَم يَكُنْ شَيْئاً مَذكوراً)۵ . ۶
2940 - نَفخَةُ القِيامِ
الكتاب :
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلَّا مَن شاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ) .۷
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ * وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) .۸
(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذا هُمْ مِنَ الأَجْداثِ إِلَى رَبِّهمْ يَنْسِلُونَ* قالُوا يا وَيْلَنا مَنْ بَعَثَنا مِنْ مَرْقَدِنا هَذا ما وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كانَتْ إِلَّا صَيْحَةً واحِدَةً فَإِذا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ) .۹
الحديث :
۱۴۵۹۸.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إنَّ ابنَ آدَمَ لَفي غَفلَةٍ عَمّا خُلِقَ لَهُ ، إنَّ اللَّهَ إذا أرادَ خَلقَهُ قالَ لِلمَلَكِ : اُكتُبْ رِزقَهُ ، اُكتُبْ أثَرَهُ ، اُكتُبْ أجَلَهُ ، شَقِيّاً أم سَعيداً ، ثُمَّ يَرتَفِعُ ذلكَ المَلَكُ ، ويَبعَثُ اللَّهُ مَلَكاً فيَحفَظُهُ حَتّى يُدرِكَ ثُمَّ يَرتَفِعُ ذلكَ المَلَكُ . ثُمَّ يُوَكِّلُ اللَّهُ بِهِ مَلَكَينِ يَكتُبانِ حَسَناتِهِ وسَيِّئاتِهِ . فإذا حَضَرَهُ المَوتُ ار تَفَعَ ذلكَ المَلَكانِ ، وجاءَ مَلَكُ المَوتِ لِيَقبِضَ رُوحَهُ . فإذا اُدخِلَ قَبرَهُ رُدَّ الرّوحُ في جَسَدِهِ وجاءَهُ مَلَكا القَبرِ فَامتَحَناهُ ثُمَّ يَرتَفِعانِ . فَإذا قامَتِ السّاعَةُ انحَطَّ عَلَيهِ مَلَكُ الحَسَناتِ ومَلَكُ السّيِّئاتِ فبَسَطا كِتاباً مَعقوداً في عُنُقِهِ ، ثُمَّ حَضَرا مَعَهُ واحِدٌ سائقٌ وآخَرُ شَهيدٌ
1.الحجر : ۲۱ .
2.آل عمران : ۲۸ .
3.العلق : ۸ .
4.مريم : ۹ .
5.الدهر : ۱ .
6.الميزان في تفسير القرآن : ۱۴/۳۲۸ .
7.الزمر : ۶۸ .
8.ق : ۲۰ و ۲۱ .
9.يس : ۵۱ - ۵۳ .