وفي «مجمع البيان» في قوله تعالى : (وإذا السَّماءُ فُرِجَتْ) : أي شُقّت وصُدعت فصار فيها فروج .۱
وفي قوله تعالى : (وَانْشَقَّتِ السَّماءُ) : أي انفرج بعضها من بعض (فَهِيَ يَوْمَئذٍ واهِيَةٌ)أي شديدة الضعف بانتقاض بنيتها، وقيل : هو أنّ السماء تنشقّ بعد صلابتها ، فتصير بمنزلة الصوف فيالوَهي والضعف .۲
وفي الميزان في تفسير القرآن في قوله تعالى : (فإِذا انْشَقَّتِ السَّماءُ فَكانَتْ وَردَةً كَالدِّهانِ)أي كانت حمراء كالدهان ، وهو الأديم الأحمر .۳
وفي قوله تعالى : (يَومَ تَكونُ السَّماءُ كَالمُهْلِ) ، المُهل : المُذاب من المعدنيّات كالنحاس والذهب وغيرهما ، وقيل : دردي الزيت ، وقيل : عكر القطران .۴
وفي قوله تعالى : (يَومَ نَطْوي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلكُتُبِ كَما بَدَأنا أوَّلَ خَلْقٍ نُعيدُهُ...) إلى آخر الآية : قال في «المفردات»: والسِّجِلّ قيل : حَجَر كان يُكتب فيه ثمّ سُمّي كلّ ما يكتب فيه سِجلّاً ، قال تعالى : (كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) أي كطيّه لما كتب فيه حفظاً له ، انتهى . وهذا أوضح معنىً قيل في معنى هذه الكلمة وأبسطه .
وعلى هذا فقوله : (لِلْكُتُبِ) مفعول طيّ ، كما أنّ السجلّ فاعله ، والمراد أنّ السجلّ - وهو الصحيفة المكتوب فيها الكتاب - إذا طُوي انطوى بطيّه الكتاب ؛ وهو الألفاظ أو المعاني التي لها نوع تحقّق وثبوت فيالسجلّ بتوسّط الخطوط والنقوش ، فغاب الكتاب بذلك ولم يظهرمنه عين ولا أثر ، كذلك السماء تنطوي بالقدرة الإلهيّة كما قال : (وَالسَّماواتُ مَطوِيّاتٌ بِيَمينِهِ)۵ فتغيب عن غيره ولا يظهر منها عين ولا أثر ، غير أ نّها لا تغيب عن عالِم الغيب وإن غاب عن غيره ، كما لا يغيب الكتاب عن السجلّ وإن غاب عن غيره .
1.مجمع البيان : ۱۰/۶۲۹.
2.مجمع البيان : ۱۰/ ۵۲۰ .
3.الميزان في تفسير القرآن : ۱۹/۱۰۷ .
4.الميزان في تفسير القرآن : ۲۰ / ۹ .
5.الزمر : ۶۷ .