95
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

4 . اللّااُباليّون والانتهازيّون‏

يشكّل الأشخاص اللّااُباليّون والانتهازيّون نسبةً ملفتةً للنظر من المجتمعات المختلفة ، وكانت في الكوفة أيضاً طائفة لم تكن تميل إلى أهل البيت عليهم السلام ولا إلى بني اُمية ، بل كانت تركّز اهتمامها على إشباع بطونها وشهواتها ، فكانت تتبع كلّ مَن أمّن حياتها .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
94

2 . موالو بني اُميّة

كان موالو بني اُمية يشكّلون نسبة ملفتة للنظر من أهل الكوفة أيضاً ، فكان هناك أشخاص كثيرون قد انجذبوا إليهم في ذلك العصر ؛ نظراً إلى مرور عشرين سنة على حكم الاُمويّين في الكوفة ، وكانوا يتمتّعون بتنظيمات قويّة .
ويعدّ أمثال : عمرو بن الحجّاج الزبيدي ، يزيد بن الحرث ، عمرو بن حريث ، عبد اللَّه بن مسلم ، عمارة بن عقبة ، عمر بن سعد ومسلم بن عمرو الباهلي من زعماء موالي بني اُمية في الكوفة ۱ . وهؤلاء هم الذين كتبوا إلى الشام عندما شعروا بالخطر من نجاح مسلم بن عقيل في مهمّته ، وضعف النعمان بن بشير والي الكوفة وفتوره ، وهيّأوا الأرضيّة لعزل النعمان وحكم ابن زياد . ۲
وقيل : إنّ رؤساء قبائل الكوفة ووجهاءها كانوا من هذا الحزب ، وهذا ما أدّى إلى مَيل الكثير من الأهالي إلى هذا الجانب . ۳

3 . الخوارج‏

استفحل أمر الخوارج في الكوفة بعد تلقّيهم ضربةً موجعة في معركة النهروان ، وذلك في عهد معاوية ، وعلى أثر سياسته غير الإسلامية ، وثاروا عام 43 للهجرة في عهد حكم المغيرة بن شعبة بقيادة «المستورد» ، ولكنّ ثورتهم باءت بالفشل . ۴ وكان لزياد بن أبيه دورٌ مهمّ في قمعهم بعد تولّيه إمارة الكوفة عام 50 للهجرة . ۵ وبعد موت «زياد» عام 53 للهجرة قاموا بثورة اُخرى سنة 58 للهجرة بقيادة «حيّان بن ظبيان» . ۶ وقد عمد «ابن زياد» بعد العهد له بولاية الكوفة إلى قمعهم أيضاً .
وعلى هذا ، ونظراً إلى الصراع الدائم للخوارج مع الاُمويين ، لعلّنا نستطيع أن نقرّر أنّهم لم ينحازوا خلال الثورة الحسينية إلى أيٍّ من الجانبين .

1.مقتل الحسين للمقرّم : ص ۱۴۹ ، حياة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۳ ص ۴۴۱ .

2.راجع : ص ۳۹۴ (الفصل الرابع / إعلام يزيد بمبايعة الناس لمسلم وضعف النعمان بن بشير) .

3.راجع : بازتاب تفكّر عثمانى در واقعه كربلا «بالفارسيّة» : ص ۳۱ و ۷۸ و ۱۱۹ و ۱۸۶ .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۸۱ .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۲۳۵ .

6.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۰۹ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 292630
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي